الصفحة الرئيسية البحث البريد الالكتروني RSS
فلاشات إخبارية
 
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق طباعة الصفحة

اخبار عربية ودولية > رجب معتوق يكتب عن العمالة المهاجرة فى العالم




رجب معتوق يكتب عن العمالة المهاجرة فى العالم وممارسات بلدان الخليج تجاه خدم المنازل وعمال البناء..وينتقد ضعف الجهود المبذولة من قبل الاتحادات العمالية ومنظمات المجتمع المدني المعنية بحقوق الإنسان 

 
وكالة أنباء العمال العرب:31-10-2013 

"يبدو أن معاناة العمال المهاجرين في منطقتنا العربية ، ليس لها حدود . ورغم اعتراف الحكومات العربية بكل الاتفاقيات الدولية سواء تلك الصادرة عن منظمة الامم المتحدة والمتعلقة
 بالعمال المهاجرين وأسرهم أو تلك الصادرة عن منظمة العمل الدولية ، فان مؤشر المعاناة لهؤلاء العمال ولا سيما خدم المنازل منهم في ارتفاع مثير . بالأمس تداولت وسائط التواصل الاجتماعي شريطا مصورا يظهر شاب سعودي يؤدب عامله الآسيوي بعنف ، وينهال عليه بالضرب المبرح بالكرباج ، وظهرت صورة العامل الآسيوي وهو يبكي بحرقة ويستغيث لعل أحدا ينقذه من براثن وحش يكاد يقضي على حياته بينما الدماء تسيل منه والانتفاخ ظاهر على عينيه جراء التعذيب . ويعكس هذا الشريط الذي يعد عينة فاضحة للممارسات اللاأخلاقية وغير القانونية والتي تتنافي مع كل الشرائع السماوية والقوانين الوضعية التي يتعرض لها العمال المهاجرون في منطقتنا العربية .ولا تخلو الأخبار الواردة من بلدان الخليج من محاولات للانتحار يقوم بها عددا من خدم المنازل . بل والتحدث عن محاولات هروب أو انتحار قد تمت بالفعل . نتيجة القسوة التي يتعرضون لها أو ابتزاز ما يسمي بالكفيل لظروفهم وحاجتهم الماسة للعمل . ولعلنا نلاحظ في الكثير من المواقع العامة كيف تتعامل الأسر الخليجية مع الخادمة التي تصطحبها لرعاية الأطفال أو لحمل أغراض الأسرة . أنها معاملة الذل والمهانة والتحقير . معاملة لا يمكن أن تكون من إنسان يراعي آدمية إنسان آخر ولو كان خادما له . في الأسابيع الماضية جاءت الأخبار والتقارير المحزنة عن معاناة قطاع عمال البناء وخاصة في دولة الإمارات العربية المتحدة وقطر . وأكدت التقارير أن عددا من العمال البنغاليين فقدوا حياتهم نتيجة سوء المعاملة وبيئة العمل القاسية في دولة قطر . و يتم تشغيلهم في درجات حرارة عالية في عز الظهر حيث تقارب درجة الحرارة الستينات في ظروف خالية من شروط الصحة والسلامة المهنية . ويقول بعض العمال أنهم يحرمون حتي من المياه الباردة لمقاومة حالات العطش الشديد . ناهيك عن أن هؤلاء العمال يعملون بأجور زهيدة وبعقود عمل مجحفة .والأكثر إثارة في الموضوع أن حكومات الدول المصدرة لهذا النوع من العمالة يجري ابتزاز ها سياسيا إذا ما حاولت التعبير عن تدمرها من الحالة التي عليها مواطنوها العاملون في البلدان المستقبلة لها . حيث سبق وان هددت أكثر من دولة خليجية بطرد هذه العمالة وإعادتها الي بلدانها إذا ما عبرت عن أي تدمر أو شكوى .ولا تقتصر المعاناة على عمال البناء أو خدم المنازل بل تتعداها الي طالبي العمل . حيث أوردت الأخبار مؤخراً عن فقدان عشرات العمال المصريين لحياتهم في الصحراء الليبية بعدما اوهمهم بعض السماسرة وتجار اليد العاملة بانهم قادرون على تهريبهم للعمل في ليبيا ومنها الي احدي الدول الأوربية . وقد روي الناجي الوحيد بين هذه المجموعة قصص تدمي القلب لما عانوه وهم مشردون في الصحراء لا مغيث لهم . وشرح كيف واجه زملاؤه ومنهم أقاربه الموت عطشا تحت حرارة الشمس اللاهبة بين كثبان الرمال الحارقة في الصحراء . وطبعا هذه ليست الحالة الأولي ولن تكون الأخيرة التي يتعرض لها العمال المصريون لمحاولات الضحك عليهم من قبل تجار الموت ! .أما عن الهجرة الشرعية التي ازدهر سوقها مؤخراً فحدث ولا حرج . ولعل حادثة غرق العبارة التي تقل مئات المهاجرين غير الشرعيين أمام جزيرة لامبيدوزا الإيطالية قبل أسابيع والتي أثارت الرأي العام الإيطالي والأوروبي سوف لن تكون الحادثة الأخيرة كما أنها ليست الحادثة الأولي ، فقد أعقبها غرق عبارة أخري تقل المئات من المهاجرين غير الشرعيين بينهم نساء وأطفال وكبار في السن أمام السواحل المالطية . البحر الأبيض المتوسط صار يعرف ببحر الموت نتيجة تكرار حالات غرق العبارات البالية المنطلقة من السواحل الليبية او التونسية او المصرية باتجاه الجنوب الأوروبي . تجار الموت وجدوا تجارتهم رائجة أمام غياب الرقابة المشددة للسواحل الأمنية ، التي يقول المسؤولون الليبيون أنهم لا يملكون الإمكانيات ولا القدرات البشرية لتامينها بمفردهم خاصة أمام طول السواحل الليبية التي تزيد عن الألفي كيلو متر . وفي حالة الفوضي الأمنية التي تشهدها ليبيا هذه الأيام . ألفي يورو قيمة تهريب الرأس الواحد ، وهي بالتأكيد مبالغ يسيل لها لعاب المهربين ، الذين لا يهمهم أن يصل من يهربونهم الي الشاطئ المنشود آمنين أم يكونون طعام سهل لاسماك البحر . بعد أن يكونوا قد استلموا المعلوم سلفا .الصحراء الشاسعة في الجنوب الليبي شاهد آخر على فقدان مئات الأفارقة لحياتهم بين رمالها الذهبية ، قادمون من وسط القارة يحلمون بحياة رغدة في المدن الأوربية . الدول الأوربية تذرف دموع التماسيح على هذه الأرواح البريئة التي تقضي أما في عرض الصحراء القاحلة وأما في عرض البحر . وهي في داخلها تشعربالارتياح لعدم وصولهم لشواطئها ، حتي لا يكونوا عبئا عليها . كل الجهود التي تبذل الآن للحد من العنف ضد العمالة الوافدة للبلدان العربية وخاصة خدم المنازل أو العمالة المتنقلة أو للهجرة غير الشرعية هي دون المستوي ودون الطموح ، لا من جانب الحكومات العربية ولا من جانب الحكومات الأوربية . فالحكومات العربية تستقوي بامكاناتها المالية على الدول المصدرة للعمالة لها وتبتزها سياسيا وماليا حتي لا تسمع انينها ، والدول الأوربية يدها مغلولة إلى عنقها ، ولا تريد من حكومات الشاطئ الشمالي لأفريقيا إلا أن تكون شرطيا أمينا يقظا اربع وعشرين على اربع وعشرين يؤمن لها شواطئها الجنوبية .ما يبدو أكثر استهجانا في هذا الأمر هو ضعف الجهود المبذولة من قبل الاتحادات العمالية ومنظمات المجتمع المدني المعنية بحقوق الإنسان ، وغياب أي تنسيق بينها ، أو بينها وبين نظائرها في الدول الأخري سواء تلك المصدرة للعمالة أو المصدرة للمهاجرين غير الشرعيين أو المستقبلة لهم من الدول الأوربية ، وكثيرا ما نلاحظ أن الاهتمام بهذا الملف يتم في مواسم بعينها أو في مناسبات محددة ، بل أن بعضا من المراكز النقابية الدولية تتناوله من باب الابتزاز السياسي لدولة ما ، دون تناوله كقضية إنسانية ينبغي أن يتم تداولها ضمن الأولويات وبعيدا عن أية حسابات أنانية أو مصالح سياسية ."
 
*بقلم رجب معتوق "الامين العام للاتحاد الدولى لنقابات العمال العرب"

الصفحة الرئيسية
تعريف بالاتحاد
الجمهورية الاسلامية في ايران
المخيم النقابي المقاوم 2013
معرض الصور
ركن المزارعين
موقف الاسبوع
متون نقابية
بيانات
دراسات وابحاث
ارشيف
اخبار متفرقة
مراسيم -قوانين - قرارات
انتخابات نقابية
مقالات صحفية مختارة
صدى النقابات
اخبار عربية ودولية
اتحادات صديقة
تونس
الجزائر
السودان
سوريا
العراق
سجل الزوار معرض الصور
القائمة البريدية البحث
الرئيسة RSS
 
Developed by Hadeel.net