وكل عام وانتم في فضل من الله عز وجل وحياة طيبة وعيش رغيد

كل عام والعالم اجمع بألف خير ، وبعيد عن شرور الطغاة الظالمين امريكيين وصهاينة اسرائيلين وارهابيين تكفيريين ، وحمى الله اللبنانيين جميعا من كل شر ، ودفع عنهم وعن جميع شعوب الارض كل بلاء 

عام 2013 انقضى ورحل ، وسلّم خلفه ما حمل من خيرات وشرور ،  وبقي علينا أن نعمم الخيرات ونطمس الشرور , فالنظرة التفاؤلية للآت من الايام أفضل وأولى من النظرات التشاؤمية (وأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ- الضحى -11 )، ويبقى صنّاع الخير متقدمون على كل صانع للشر في منطق العقل ولهفة الوجدان . فصناع الخير في المجتمعات مقبولون ومطلوبون بالعقل وبالفطرة الانسانية ، وصناع الشر مرفوضون ومنبوذون بالعقل وبالفطرة الانسانية ، ولا أثر واقعيا لشرورهم الا على أنفسهم ( وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا ۖ وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ –الانعام 123 )وهذا حكم الله عز وجل في ارضه وعباده ، ولا يغير في ذلك قهر حاكم ، ولا تحريف مفتر وظالم .  

عام انقضى ورحل , ولن يبقى لنا منه سوى ما نقرر نحن أن نحمله  لنصنع منه عاما قادما بلحظاته وبساعاته وبايامه وشهوره . 

عام انقضى ورحل ، ولا نريد أن نحمل منه الا الخير والحب والسلام ، للناس وللارض ، لمن نشاركه على الارض العيش اللائق ،  وطيبة الحياة ، فنؤثره على انفسنا  حبا وكرامة (الَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ- الحشر 9 ) 

عام انقضى ورحل ، وكم هو جميل في محطات تقلب الاعوام  أن ندرك حدودنا في طالب العيش اللائق فلا نتعدّاها ، وآفاقنا المفتوحة في لوازم الحياة الطيبة  ، فلا نضع لها حدودا وحواجب في طلبها ،  فالطلب المتفلت للعيش اللائق يصنع  الشرور ، وفتح الافاق للحياة الطيبة يصنع الخيرات . وهنا العقدة في فهم البلاءات والازمات ، وهنا الحل في طلب النعم وتحقق الفرج ، في كل ما نأمل وفي كل ما نبتلى .( وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا ۚ إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ – الاعراف 56) 

العيش ، والحياة اذا ؛ ثنائيتان مسؤولتان عن كنه الوجود البشري على الأرض ، هل هو وجود عيش لائق وحياة طيبة فتتحقق انسانية الانسان ( استجيبوا لله ولرسوله اذا دعاكم لما يحييكم ) ، أم وجود عيش بلا حياة  فتتحقق بهائمية الكائن الحي .. وما هو مقدار تقديم هذا على ذاك ، وتقديم ذاك على هذا ، حتى تأخذ السعادة والطمأنينة والرضى أحكامها ، ويأخذ الشقاء والقلق واللارضى احكامه ، ويكون هذا سعيد ومطمئن وراض (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً – النحل 97) ، وذاك شقي وقلق وغير راض. (مَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ – طه 124  ) 

ثنائيتان متشاركتان في نقل  الانسان من حال الى حال.  والحال التي نطلبها لكينونتنا لا ينقلنا اليها ، أو يثبتنا عليها انتظارنا وتوقعاتنا من تبادل الايام والاعوام، كنتيجة حتمية لتقلب الليل والنهار ، انما تنقلنا اليها انفسنا في كل لحظة وساعة ويوم ، ثباتا على أصالة فطرة فطرنا الله عليها عز وجل وتغذيتها بالعلم واليقين ،( الَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ- الزخرف 27 ) والسهر على حسن الاستقامة ( فاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا ۚ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ- هود112  )والصبر عليها (انَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ - الرعد 11 ) , أو تضييعا لديننا لا سمح الله ،  فضياع وتيه وانحراف،  والنتيجة ضلال وشقاء ( ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ ۖ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ ۖ- يونس 32) 

عام انقضى ورحل بما فعلنا نحن به ، ونحن قادرون باذن الله تعالى على أن نقوم بمسؤولياتنا الكاملة واتباع رضوان الله في العام الذي يخلفه, وبما يجعلنا مستحقين لنعمة الحياة غير مبدلين لها,  لنستحق وعد الله عز وجل  في الحياة الطيبة (وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ- ال عمران 174 )  وكل عام وانتم في فضل من الله عز وجل وحياة طيبة وعيش رغيد .