فوجئ الاتحاد العام للفلاحين والتعاونيين الزراعيين العرب حد الصدمة بقرار مؤتمر وزراء الداخلية العرب ومجلس التعاون الخليجي الذي اعتبر حزب الله منظمة إرهابية وهذا القرار لا يقوم على أية بينة أو مستند ويفتقر لأبسط المعايير الحقوقية والأخلاقية ، خاصة وان الكيان الصهيوني سعى بكل قواه وبكل ما يمتلك من مال ونفوذ لاستصدار مثل هذا القرار ولكنه فشل ليأتي وزراء النظام العربي ويقدمونه له مجانا ، وانه لمن المؤسف ان يتناسى الموقعون على هذا القرار ان حزب الله هو الحزب المقاوم الذي الحق الهزيمة بإسرائيل ، وبات الكابوس الذي يؤرقها ولا يجعلها تنام قريرة العين على فراش الخلافات العربية ، وهو الحزب الذي استطاع ان يحقق معادلة الرعب فلم يعد الجندي الإسرائيلي قادر على انتهاك ارض لبنان متى شاء وكيفما شاء وهو يعلم إن أي اعتداء على الأرضي اللبنانية يستوجب بالضرورة ردا مقاوما .

إن هذا القرار يشكل تنكرا واضحا لدماء الشهداء الذين سقطوا على الأرض العربية وطعنة لنضال شعبنا العربي في فلسطين وانتفاضة السكاكين التي يقوم بها ضد سياسة الاستيطان والتهجير ألقسري والاضطهاد العنصري لان حزب الله كان ولا يزال جبهة مفتوحة ضد إسرائيل .

ولا يخفى على احد ان توقيت القرار يشير وبكل وضوح إلى محاولة خلق صراع إسلامي مذهبي في لبنان يعصف بهذا البلد الذي لم تندمل جراحه بعد ويسهم في إشعال حرب طائفية لا يريدها احد ولا تخدم سوى أعداء الأمة العربية والإسلامية عبر اختراع أعداء افتراضيين بدلا من الأعداء الحقيقيين ويغرق الأمة العربية بالدم والعنف بكل ما يعنيه ذلك من إساءة للدين الإسلامي الحنيف وربطه مع الإرهاب ، لنكون سوقا مفتوحة لبيع أسلحتهم ومجالا لانتهاك حقوقنا واستقلالنا .

ان الاتحاد العام للفلاحين والتعاونيين الزراعيين العرب يدعوا وزراء الداخلية العرب ومجلس التعاون الخليجي إلى مراجعة قرارهم وتغليب المصالح الوطنية والقومية وتحكيم العقل والتوقف عن الإساءة إلى رمز كان ولا يزال محط اعتزاز وافتخار للأمة العربية .

ويشد الفلاحون العرب على أيدي الذين أدركوا خطر القرار فرفضوه ، حكومات ومنظمات جماهيرية وشعبية ونقابات مهنية ، كما انه يدعو منظمة العمل الإسلامي وجامعة الدول العربية للاستيقاظ من غفوتها وغفلتها وانسياقها في السير على الطريق الخاطئة ومحاولة لملمة شتات الأمة العربية عبر العمل الجاد والحثيث من اجل .

• وقف نزف الدم العربي ، ببذل كل الجهود المخلصة والبناءة لحل القضايا والمشاكل التي تعصف ببعض الدول العربية عبر الحلول السياسية .

• تغليب المصالح القومية العربية على أية مصالح أخرى والتأكيد على إن الأمة العربية امة واحدة لا مكان لها تحت الشمس إلا كأمة واحدة موحدة .

• التأكيد إن إسرائيل هي العدو الأول للأمة العربية لكونها تحتل الأرض العربية وترفض كل مشاريع السلام وتعمل على تهويد الديار المقدسة وتسلب شعب فلسطين أرضه وهويته .

• التراجع عن كل القرارات التي صدرت عن الجامعة العربية بخصوص سورية واليمن وحزب الله وكل القرارات التي لم تنل الإجماع العربي .

• العمل من اجل إصلاح الجامعة العربية لتكون بيت العرب الحقيقي ولتأخذ دورها في قيادة الأمة العربية نحو التضامن والوحدة العربية .

أيها الإخوة المواطنون : 

إن الاتحاد العام للفلاحين والتعاونيين الزراعيين العرب يطالب كل المنظمات الإسلامية والقومية وكل النقابات والاتحادات القومية العمل من اجل تفويت الفرصة على أعداء العروبة والإسلام من خلال نزع فتيل أي نزاع طائفي أو ديني ، بل العمل من اجل الوحدة والتضامن بين الأديان والمذاهب واعتماد سياسة الحوار في حل الخلافات والنزاعات واحترام شرعية الدولة الوطنية والسلم الأهلي ، وترسيخ روح المواطنة بما في ذلك من حقوق وواجبات .

إن كل مواطن عربي مدعو اليوم لتحمل مسؤولياته وإعلاء صوته تجاه ما يجري على ارض العروبة ، مؤكدين ان فرقتنا واختلافنا هو من سمح باستباحة أرضنا وسمائنا .

إن التاريخ اليوم ليس صفحات تسجل عليها الأحداث فحسب بل هو اليوم شاهد حق للأجيال القادمة لتحكم علينا من خلاله ولتقارن بين أجدادنا الذين حققوا الاستقلال عن الاستعمار ، وصانوا وحدته ، ورفعوا رايته وبين من ضل الطريق فجعل الوطن وليمة للذئاب ولتكن قضية فلسطين قضيتنا المركزية التي تنعقد على لوائها وحدتنا ، وننشد لها النصر القريب بإذن الله .