الصفحة الرئيسية البحث البريد الالكتروني RSS
فلاشات إخبارية
 
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق طباعة الصفحة

اخبار عربية ودولية > رجب معتوق" يكتب:ماذا تريد شارن بورو ؟.

:ماذا تريد شارن بورو ؟..

16-1-2013
رجب معتوق *:
 قد اكون من النقابيين القلائل الان الذين عرفوا وتعاملوا مع عدد من الأمناء العامين للاتحاد الدولي للنقابات الحرة ICFTU ، وتاليا الاتحاد الدولي للنقابات ITUC .
فمنذ التحاقي للعمل بالاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب كامين عام مساعد سنة 1991 ، عرفت الأمين العام الايطالي العجوز انزو فريزو ، وتعاملت معه ، والتقينا في مقر الأمانة العامة في دمشق عندما زارنا على راس وفد اختار ان يكون أعضاءه من النقابيين العرب الذين تنتمي منظماتهم لهذا الاتحاد . حيث رافقه المرحوم أنطوان بشارة رئيس الاتحاد العمالي العام في لبنان ، والأخ خيرالدين ابو صلاح الأمين العام المساعد المكلف بالعلاقات الخارجية بالاتحاد العام التونسي للشغل في ذلك الوقت . ودار بيننا حوار مطول بحضور المرحوم حسن جمام الأمين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب وقتذاك . ولا زلت اذكر الجدل الذي دار حول كلمة قالها السيد فريزو في ذاك اللقاء . تعقيبا على طلب عدد من المنظمات النقابية العربية الانتماء  لهذا الاتحاد بعدما انسلخت عن الاتحاد العالمي للنقابات WFTU ، في أعقاب انهيار الاتحاد السوفييتي . حيث قال " ان الاتحاد الدولي للنقابات الحرة ليس منظمة الامم المتحدة " . في إشارة الى انه لن يقبل كل ذاك العدد من الطلبات .
وعرفت بعده اللورد البريطاني المزهو بنفسه بل جوردان ، ومساعده النقابي البلجيكي الصديق ايدي لوريسون الذي كان الاكثر تفهما لمشاكل المنطقة والقضايا العربية والأكثر استعدادا وحرصا على الحوار .
ولا زلت اذكر  ايضا ، اللقاء الحواري المهم الذي عقد بمقر منظمة العمل الدولية  في جنيف اعقاب احداث الحادي عشر من ايلول  / سبتمبر 2001 بين وفدين من ، الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب برئاسة المرحوم حسن جمام وعضويتي وعدد من رؤساء المنظمات النقابية العربية  ، والأمين العام للاتحاد النقابي لعمال المغرب العربي الاخ الحبيب بسباس ، والاتحاد الدولي للنقابات الحرة برئاسة اللورد بل جوردان ومساعده ايدي لوريسون ، وعضوية عدد من المنظمات الأوربية وبعض الخبراء من المركز الرئيسي للاتحاد ببروكسل . ولازالت ملامحه النافرة ماثلة أمامي عندما ألقيت مداخلتي حول تأثير احداث الحادي عشر من أيلول / سبتمبر على مجمل العلاقات الدولية وتبدل التحالفات بعد اعلان  الرئيس بوش الابن حالة الحرب على الإرهاب ، وارتدادات كل ذلك على الحركة النقابية الدولية .
 لقد كان ذلك اللقاء اليتيم من ابرز واهم اللقاءات التي شاركت فيها ،  لان الهدف منه كان فتح كوة للحوار بين نقابات الشمال والجنوب وإرساء حالة من التضامن النقابي الدولي والتعاون المبني على الاحترام المتبادل . ورغم انه تقرر ان يكون اللقاء دوريا ، الا انه لم يتكرر لأسباب لا يعلمها الا الله .
وقد اكون الان من الكثيرين الذين شاركوا في المؤتمر الاندماجي الذي انعقد بالعاصمة النمساوية فينا ، بين الاتحاد الدولي للنقابات الحرة ICFTU ، والاتحاد العالمي للعمل WCL ، الذي كان أمينه العام البلجيكي ويلي تيس . والذي ربطتني به علاقة صداقة وثيقة . ذلك المؤتمر الذي شهد حضورا نقابيا عربيا ودوليا كثيفا . حيث تعرفت  على الاخ مصطفي التليلي الدبلوماسى والسفير السابق في الخارجية التونسية ، والذي اصبح فيما بعد شخصية لامعة ونافذة في الاتحاد الدولي للنقابات ITUC ، بعد الاندماج .
وكنت قد عرفت الشاب البريطاني الوسيم غاي رايدر منذ ان كان مديرا لمكتب الاتحاد الدولي للنقابات الحرة ICFTU في جنيف . ولازلت اذكره جيدا عندما جاء مشاركا معنا كمحاضر في ورشة عمل نظمها الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب بفندق البارون بالقاهرة ،  بالتعاون مع الاتحاد العام لعمال النرويج  LO ، ضمن المشروع الذي كانت تشرف عليه النقابية النرويجية الصديقة الينور .
واتيحت لي فرصة اللقاء بالسيد غاي رايدر في مناسبات عديدة ، حيث التقينا في مؤتمرات دولية وإقليمية وفي مؤتمر العمل الدولى الذي لم أتخلف عن دوراته منذ ما يزيد عن العقدين من الزمان . التقينا في القاهرة وبيروت ومسقط وبروكسل وبانكوك ودمشق وفي اماكن عدة اخري .. وعرفته عن قرب في علاقة مبنية على الاحترام  والتقدير المتبادل . فالسيد غاي رايدر شخصية دمثة جادة قليلة الكلام . وهو يحمل شخصية القائد النقابي الانجليزي الطموح . وهو اصبح فيما بعد المدير العام لمنظمة العمل الدولية .
كان قد زارنا ذات مرة في مقر الأمانة العامة للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب . ورتبنا له لقاء مع نخبة من القيادات النقابية من الجنسين كانت في ورشة عمل بالمعهد العربي للدراسات العمالية . وخاض مع المشاركين حوارا ممتعا ، حول واقع الحركة النقابية الدولية ، وحول منظمة العمل الدولية ، وحول الحركة النقابية العربية ونضالاتها ، وحول الواقع العربي بكل مشمولاته . رافقه في تلك الزيارة الاخ وليد حمدان . وكنت قد تعرفت على وليد حمدان في مؤتمر العمل الدولي عام 1992 ، في اول مشاركة لي في هذا المؤتمر وانا في موقع الأمين العام المساعد للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب .
وخلاف هؤلاء تعرفت على الكثير من القادة النقابيين الأوربيين والأمريكان وتعاملت معهم بحكم الموقع لاسيما وإنني كنت أمينا عاما مساعدا للعلاقات الدولية والهجرة لفترة طويلة من الوقت ، لعل أبرزهم  الايطالي  ايميليو غاباليو الذي شغل منصب امين عام الكنفدرالية الأوربية للنقابات ETUC . والأمريكي جيري زيلهوفر ممثل الاتحاد الامريكي للعمل في مجلس إدارة منظمة العمل الدولية ، الذي ربطتني به علاقة صداقة مكنتني ان ادعوه الي زيارة مقر المعهد العربي للدراسات العمالية للقاء أمناء العلاقات الخارجية في منظماتنا الاعضاء الذين كانوا مشاركين في ورشة عمل نقابية وفي اجتماعات اللجنة الدستورية للعلاقات العربية والدولية .
ولكنني من بين كل الذين تعرفت عليهم لم اجد من هو اوقح واكثر فضاضة وجلافة وتعال وعجرفة من الأمين العام الحالي للاتحاد الدولي للنقابات ITUC السيدة الأسترالية شارن بورو .
هذه السيدة التي بادرنا الي الترحيب بها بمجرد انتخابها لمنصب الأمين العام في مؤتمر الاتحاد الذي انعقد عام  2010 في مدينة فانكوفر الكندية . وبعثنا لها برسالة تحمل الكثير من الأمنيات بالنجاح والتوفيق في مهامها كأول امرأة تتولى هذا المنصب الرفيع في اكبر منظمة نقابية عالمية . وعبرنا لها عن تطلعاتنا الى تعزيز وتوطيد العلاقات في عهدها بين اتحادينا . واعربنا لها عن استعدادنا للحوار المفتوح في كافة القضايا التي من شانها ان تسهم في تعزيز التضامن النقابي الدولي . وتساعد حركتنا النقابية العربية في خوض معركتها من اجل تعزيز الحقوق والحريات النقابية ومن اجل ماسسة الحوار الاجتماعي ، وتعزيز العمل اللائق ، ومن اجل مكافحة الفساد ، ودمقرطة العمل النقابي العربي . والارتقاء بالأداء النقابي الي المستويات المطلوبة .
الا ان هذه السيدة قابلتنا بأسلوب لا يخلو من الفجاجة والتعالي . وبعتث لنا برسالة شفوية مع منسقها للعلاقات العربية سعادة  السفير مصطفي التليلي بانها مستعدة للقاء بنا تحت اربعة شروط . الاول هو ان نوقف كل علاقة لنا بالاتحاد العالمي للنقابات WFTU ، والثاني ان نحدد علاقتنا مع الاتحاد العام لنقابات عمال عموم الصين والثالث هو ان نفتح أبواب الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب للتعددية النقابية ضمن المعايير التي يتبعها اتحادها ، والرابع هو ان نمتنع عن ارسال أية برقيات للرؤساء العرب . ولما كنا نرفض ان نلتقي مع اي جهة  تحت اي شروط لانها تمس باستقلالية اتحادنا فقد اعتذرنا عن اللقاء .
هذه السيدة يبدو لنا انها لم تقرا التاريخ العربي ، ولا تعرف شيئا عن طبيعة المنطقة وثقافتها وعلاقاتها الاجتماعية . وأنها اعتمدت على مساعدين تعتقد انهم ظليعون بالمنطقة وشجونها او لعلهم هكذا اوهموها ، وتعتقد بانهم عربا وهم لا يملكون من العروبة الا الاسماء او السنحة السمراء بينما هواهم يلف حيث مكتبها  هناك في بروكسل .
فماذا تريد السيدة شارن بورو .... ؟
هل تريدنا عبيدا نؤتمر باوامرها ؟ ام تريد ان تسجل نفسها في سجل الخالدين على انها زعيمة وقائدة وراعية الربيع النقابي العربي ؟ ام تعتقد انها قادرة ان تكون هي واتحادها الاوحد الأحد ولا احد غيرها ؟ ماذا يعني ان لا تعترف السيدة شارن بورو بالتنظيمات النقابية الاكثر تمثيلا وهو السياق المعمول به ضمن معايير منظمة العمل الدولية ؟ ماذا يعني ان تأتي الي ميدان التحرير في القاهرة مدعية بما هو ليس لها ؟ ماذا يعني ان تقود الحملة الهوجاء لأنهاء منظمة الوحدة النقابية الافريقية ، وإنهاء الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب ، والاتحاد العالمي للنقابات ؟ لماذا تسعي السيدة بورو لتشتيت الحركة النقابية العربية تحت عناوين التعددية بينما  هي تعمل لإنهاء كل المنظمات الإقليمية والدولية التي لا تسير في فلكها وترفض إملاءاتها ؟ لماذا تنظر السيدة بورو للمنطقة بعيون غيرها ؟ لماذا لا تفتح أبواب مكتبها للحوار ؟ لماذا لا تسعي لفهم المنطقة بشكل أعمق وتنوع مصادر معلوماتها ؟ لماذا لا تنتهج اسلوب أسلافها الذين تعاملوا مع المنطقة بأدب جم وباخلاق  عالية وكانوا دعاة للحوار والتضامن النقابي العمالي الحقيقي ؟ ماذا يعني ان تأتي السيدة بورو الي عمان لتؤسس ما اسمته المنتدي النقابي الديموقراطي العربي ليكون بديلا عن الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب ، وتنكر ان اتحادنا اتحادا ديموقراطيا ، وترفض القبول بنتائج مؤتمره العام الثاني عشر الذي انعقد في الخرطوم في مطلع شباط / فبراير من العام 2010 ، والذي شهد تطورا ديموقراطيا لافتا لاول مرة في تاريخه ، حيث انتخب الأمين العام بالصندوق وبحضور عدد لا باس به من المنظمات العربية والدولية التي أشادت بالعملية الديموقراطية التي شهدها المؤتمر ؟
ام ان السيدة شارن بورو تريد ان تعيد التاريخ حيث كان الحاكم العسكري بأدواته الوطنية يملي ما يريد ، وما على الاخرين الا التنفيذ ؟
لا يا سيدتي ان ذلك العهد قد ولى الى غير رجعة .. ولم نعد نسمح لاحد ان يمتطينا من جديد مهما كانت مبرراته ودواعيه .. لا يا سيدتي لقد اصبحنا من النضج بمكان .. وقادرون ان نبني تنظيماتنا ، وان نصلح من شاننا ، وان نعزز نضالاتنا .. وان نرتقي بادائنا .. وان نواجه أعدائنا .. بكل جذارة واقتدار .. مهما حاول مستشاروك تشويهنا ، والكذب عليك ، وتزييف الواقع والحقائق لأنهم بحاجة الى دولارتك !!.
ان ذلك لا يعني اننا لا نرغب في التعاون مع من يتعامل معنا باحترام وندية ، وبقلب وبفكر مفتوح ، بالعكس ان ذلك سيلقي منا كل التقدير .
وبالتالي فنحن نوجه إليك النصيحة ، والنصيحة في عرفنا بجمل ، عليك ان تقراي تاريخ المنطقة جيدا ، عليك ان تحسني اختيار مستشاريك ، عليك ان تنظري الي المنطقة بعينيك لا بعيون الاخرين ، عليك ان تفتحي أبواب الحوار لا تقفليها ، عليك بقدر من التواضع فانت اولا واخيرا قائدة نقابية ، فذاك هو الذي يمكنك من لعب دور في المنطقة قد تدخلين به التاريخ ، اما عكس ذلك فسيقودك الى مزبلة التاريخ . ولحديثنا عودة..
 *(الأمين العام للإتحاد الدولى لنقابات العمال العرب)..
الصفحة الرئيسية
تعريف بالاتحاد
الجمهورية الاسلامية في ايران
المخيم النقابي المقاوم 2013
معرض الصور
ركن المزارعين
موقف الاسبوع
متون نقابية
بيانات
دراسات وابحاث
ارشيف
اخبار متفرقة
مراسيم -قوانين - قرارات
انتخابات نقابية
مقالات صحفية مختارة
صدى النقابات
اخبار عربية ودولية
اتحادات صديقة
تونس
الجزائر
السودان
سوريا
العراق
سجل الزوار معرض الصور
القائمة البريدية البحث
الرئيسة RSS
 
Developed by Hadeel.net