السودان > كلمة رئيس "اتحاد نقابات عمال السودان" في الملتقي العالمي للنقابات
ننشر نص كلمة رئيس "عمال السودان" في الملتقي العالمي للنقابات:قارتنا الأفريقية تعيش حروباً أهلية فى أكثر من سبعة وعشرين بلداً تغذيها بعض أجهزة الإستخبارات العالمية..وكثيراً من معايير العدل الدولية ومنظماته لم تعد صالحة لهذا القرن
وكالة أنباء العمال العرب:8-2-2013
كلمة د.ابراهيم الغندور رئيس الاتحاد
العام لنقابات عمال السودان فى الكلمة الافتتاحية للملتقى الثانى للإتحاد العالمى فى أفريقيا والذى بدأت فعاليته الاثنين وانتهت امس الثلاثاء بقاعة الصداقة – الخرطوم..وهذا نص الكلمة:"فخامة الأخ/ المشير عمر حسن أحمد البشير – رئيس الجمهورية
السيدة/ وزيرة الموارد البشرية والعمل ..السادة الوزراء
الأخ/ الرفيق جوورج مافريكوس – الأمين العام للاتحاد العالمى للنقابات
الرفاق قيادة الحركة النقابية الأفريقية
الأخوة والأخوات قيادات العمل النقابى فى وطننا الحبيب
ضيوفنا الكرام
السيدات والسادة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بأسمى وباسم الإتحاد العام لنقابات عمال السودان أحييكم أطيب تحية وأشكر لكم فخامة الأخ/ الرئيس تشريفنا اليوم فى هذا اللقاء التاريخي الذى يحضره معنا قادة العمل النقابي فى قارتنا الأفريقية ويشرفنا فيه قادة الإتحاد العالمي للنقابات ، إن وجود ضيوفنا من النقابيين المناضلين فى قارتنا الإفريقية يذكرنا بصفحات خالدة فى تاريخ قارتنا خطها الآباء الذين حققوا إستقلال القارة من الإستعمار البغيض ... نكروما / نايريرى / لوممبا / ناصر / الأزهرى / كينياتا و مانديلا وغيرهم من زعماء قارتنا الخالدين.
فخامة الرئيس الإخوة والأخوات
إن قارتنا الأفريقية قد عانت من الإستعمار الذى إمتص خيراتها وإستباح دماء وأرواح أبنائها وترك أهلها يعيشون بين الثالوث البغيض ... الجهل ... والفقر والمرض وهى أغنى القارات على الإطلاق ... ولازال البعض يسعى لإعادة إستعمار القارة بوجه جديد وتحت دعاوى الديمقراطية وحقوق الإنسان وغيرها.. ويستخدم فى ذلك بعض أبناء جلدتنا ممن باعوا أنفسهم للشيطان ... إن قارتنا وأقطارنا الأفريقية تعيش اليوم حروباً أهلية فى أكثر من سبعة وعشرين بلداً تغذيها بعض أجهزة الإستخبارات العالمية وبعضاً من الشركات عابرة القارات لتجد مزيداً من الأسباب والدعاوى لتتدخل فى شئوننا... إننا نقول بأن أبناء القارة الأفريقية قد تعلموا الدرس ولن يسمحوا لكائن من كان للتدخل فى شأنهم خاصة وأن كثيراً من معايير العدل الدولية ومنظماته التى أنشئت بعد الحرب العالمية الثانية لم تعد صالحة لهذا القرن من عمر البشرية ... إن العدالة التى تستطيع فيها دولة واحدة إلغاء قرار أربعة عشر دولة أخرى قطعاً معايير غير عادلة بل زائفة كما... أن تسييس معايير العدالة وإستخدامها لحصار الدول التى تحاول ان تمتلك قرارها قطعاً غير عادلة ومن هنا لا بد لنا من الإشادة بالاتحاد الأفريقي الذى يؤكد وكثير من قادته فى كل يوم أن مشاكل القارة الأفريقية لا بد من ان تحل داخل إطار البيت الأفريقي.
ومن هنا و بأسم القيادات النقابية الإفريقية بقيادة منظمتهم منظمة وحدة النقابات الأفريقية وكل القيادات والمراكز النقابية الأفريقية نؤكد بأن الحركة النقابية الأفريقية ستظل على الدوام فى خط الدفاع الأول عن إستقلال القارة إقتصادياً وسياسياً وثقافياً كما دافعوا عن إستقلالهم النقابي وأكدوه فى مؤتمرهم الأخير بالجزائر.
الأخ الرئيس السيدات والسادة/
إن دفاع عمال القارة الأفريقية وقياداتهم النقابية سيكون ببناء مستقبل القارة المشرق بإذن الله والسير بها للأمام نحو التقدم والنماء بعد أن أورثها الإستعمار الفقر والجوع والمرض وها هو نفس الإستعمار الذى إمتص دماء أبناء القارة وإعتصر عظام أهلها فى تجارة الرق ليبنى بها حضارته ها هو يعود اليوم بعد أن كبل بلداننا بالديون والوصفات الإقتصادية الخائبة الفاشلة من المنظمات الإقتصادية الدولية .. ها هو يعود ليحدد معايير العدالة الزائفة .. عدالة تفرق بين الإنسان وتقسمه لمستويات كما إن الوصفات الإقتصادية الدولية هى التى أنتجت الأزمات الاقتصادية وها هى مديرة صندوق النقد الدولي تبشرنا بأزمة إقتصادية أكبر وأخطر من سابقتها ولذا لا بد لدولنا من البحث عن طريق جديد للنهضة الإقتصادية غير روشتات ووصفات تلك المؤسسات.
الأخ الرئيس الإخوة والأخوات/
إن رفاقنا من القيادات النقابية الأفريقية يحلون علينا اليوم ضيوفاً وقد قدمت بلادنا مهراً عزيزاً من أجل السلام وهو إنفصال الجنوب لتنشأ دولة ذات سيادة نرحب بها فى هذه القارة مؤكدين بأن أهل السودان الذين قبلوا من أجل السلام قرار إخوانهم فى الجنوب بإقامة دولتهم المستقلة من لن يسمحوا لإصحاب الأجندة بإعادة عجلة التاريخ للوراء وإعادتنا لمربع الإحتراب ... وسيظل السلام خياراً وطنياً وشعبياً وعمالياً ونقابياً خالصاً ونحسبه حكومياً كذلك.
أخى الرئيس /
على الرغم من أن إنفصال الجنوب قد اثر على الإقتصاد والموارد إلا إنحياز فخامتكم الأخير للعمال وقراركم بزيادة أجورهم رغم كل الظروف سيظل تاجاً بحمله عمال السودان على رؤوسهم ومسئولية عظيمة تدفع العمال وقياداتهم النقابية لمزيد من التلاحم والعمل مع الجهاز التنفيذى تحت قيادتكم وستكون حافزاً لهم لبذل المزيد من الجهد والعرق لبناء هذا الوطن الحبيب فالشكر والتقدير لفخامتكم من كل عمال السودان وقيادتهم النقابية .
الإخ الرئيس ... السيدات والسادة ضيوفنا الكرام/
إن الإتحاد العام لنقابات عمال السودان سيظل فى الخندق الأول للدفاع عن الوطن جنباً إلى جنب مع جموع هذا الشعب من القوات المسلحة ... والقوات النظامية الأخرى وكل فصائل شعبنا الصابر ، كما سنظل دعاة للديمقراطية وحماة للحرية التى تكفل الحق فى العمل السياسي غير المرتبط بأجندة غير أجندة هذا الوطن... ومن هنا ندعو كل القوى السياسية للتوافق والتواثق على أجندة وثوابت وطنية لا يحيد عنها أحد فى الحكومة والمعارضة وأن نتفق جميعاً بأن الشعب هو الذى يحدد من يحكم عبر إنتخابات حرة نزيهة وشفاهة وأن البندقية لن تخدم لا قضية الوطن ولا المواطن ولذلك نقول لكل من يحمل السلاح ضد الوطن أن بلادنا تسع الجميع وأن الحوار لن يفسد للود قضية ونذكر الجميع بأن شعبنا الذكى لن ينجرف وراء مؤامرات أعدائه ... ولا تخدعه شعاراتهم الزائفة.
الإخ الرئيس ... السيدات والسادة/
إن القيادات النقابية الأفريقية التى نلتقى اليوم فى الخرطوم تحت مظلة الإتحاد العالمى للنقابات ذي التاريخ النضالى العريق يشرفوننا اليوم بحضورهم ونسعد بلقياهم ... مؤكدين لهم بأن روابط النضال بيننا لا تحدها حدود وسنعمل معاً لدعم إستقلال قارتنا الحبيبة وتنميتها وحمايتها والدفاع عنها ....فمرحباً بهم إخوة أعزاء ومرحباً بقيادة الإتحاد العالمى للنقابات الرفيق جورج مافريكوس ورفاقه ومرحباً بالاصدقاء من اتحاد عموم عمال الصين الذين يشرفوننا بحضورهم وبكل ضيوفنا الكرام.
وختاماً أخي الرئيس التحية لفخامتكم لتشريفنا اليوم ولدعمكم الدائم لكل قضايا العمال ... ولمساندتكم لهم ولموافقكم الداعمة لقضايا إستقلال الوطن طريقاً لإستقلال القارة ومعاً لدك حصون الهيمنة ومحاولات الإستغلال.. والسلام عليكم ورحمة وبركات"..
