الصفحة الرئيسية البحث البريد الالكتروني RSS
فلاشات إخبارية
 
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق طباعة الصفحة

مقالات صحفية مختارة > وداعاً للكهرباء... في الصيف



تقنين فوق التقنين: 20 ساعة من القهر يومياً



كتب حسن شقراني في جريدة الاخبار بتاريخ 28-5-2012


 
ليس الجميع متساوياً في التقنين فبيروت تتغذى بـ21 ساعة وطرابلس بـ14 ساعة أحياناً (مروان طحطح)
إنّها قساوة كهرباء الصيف مجدداً، لكنّها تزداد حدّة هذا الموسم. إجمالاً اعتاد الناس العتمة مع ارتفاع عجز انتاج الكهرباء إلى عتبة نصف الحاجات تقريباً في هذه الأوقات الصعبة، التي تغيب فيها الحلول المسؤولة. أخيراً، دخلت البلاد في مرحلة التقنين على التقنين، فوصلت ساعات الانقطاع إلى 20 ساعة يومياً في بعض المناطق. وما يزيد الأمور سوءاً هو تعطّل آليات الصيانة

حلّ الصيف في صور باكراً هذا العام، ليس لأن المسابح والمطاعم البحرية قد استعدت لاستقبال الرواد، بل لأن التقنين الكهربائي قد ضربها وسبق استعداداتها. فهذه المدينة السياحية تعاني منذ أكثر من 20 يوماً حالة طوارئ كهربائية مع انقطاع التيار أكثر من 16 ساعة يومياً. ويوم أمس، مثلاً، استمر التقنين من الثامنة صباحاً حتّى المساء، ولم تتوافر الكهرباء الا ساعتين فقط قبل أن تنقطع مجدداً.
والأمر سيان في بلدات قضاء الزهراني المحاذية. والمشكلة الأكبر هناك هي في ازدياد الغموض: متى تحضر الكهرباء ومتى تغادر؟ وخلال الفترة الأخيرة كانت تنوّر بيوت الجنوبيين ساعتين فقط كلّ ست ساعات وتنقطع كثيراً خلال الليل. وهو الوضع نفسه في بوابة الجنوب، صيدا، التي شهدت احتراق أحد محولاتها الرئيسية منذ فترة. جرى إصلاحه، لكن سرعان ما عادت الأمور إلى التدهور.
ينسحب تدهور حالة الكهرباء في الجنوب الى المناطق اللبنانية كافة ـــــ باستثناء بيروت وطرابلس. ففي الصيف يرتفع عجز الكهرباء من 32% تقريباً ليُقارب عتبة نصف الطلب الإجمالي. وما يزيد الأمور تعقيداً هو أنّ الموظفين المياومين في مؤسسة كهرباء لبنان معتصمون، ولا ينفذون أعمال الصيانة مع بقاء قضية تثبيتهم رهن الحسابات السياسية والطائفية، والرغبة الجامحة في الخصخصة وابرام الصفقات المربحة لبعض من في السلطة، داخل الحكومة وخارجها.
ففي البقاع لا يُمكن المواطن الجزم متى تعود الكهرباء بعد انقطاعها. وقد تصل ساعات التقنين في اليوم الواحد إلى 18 ساعة، كما يحصل في بعض قرى راشيا والبقاع الغربي. أمّا في زحلة والبقاع الأوسط، فالتغذية هي 12 ساعة فقط.
وتخرج حركة التيار الكهربائي عن المنطق كلياً في شتورة: لا يكاد ينعم المواطنون هناك بدقائق من الكهرباء حتّى تنقطع؛ وقد تصل التغذية إلى نحو 20 ساعة في أحد الأيام، ليعود المعدّل ويتدنّى فجأة إلى 4 ساعات!
وما يزيد الظلمة في البقاعين هو التعدي المستمرّ على الشبكة من خلال السرقات المتكررة لخطوط النقل النحاسية التي لا تكاد تُركّب حتّى تُنهب.
وبالانتقال إلى بعلبك ومحيطها لا تختلف الأمور كثيراً إلّا بزيادة الأعطال. ففي بلدة بريتال مثلاً، لم ينعم المواطنون خلال فترة الشهر الماضي بالكهرباء إلّا في أوقات نادرة. والسبب تلف خط التوتر الذي يُغذّي المنطقة أساساً من المحطّة في مدينة الشمس؛ مع العلم أنّ هذا الخط «صامد» منذ أن حضرت الكهرباء إلى المنطقة للمرّة الأولى عام 1964، كما أنّ محطّة بعلبك الرئيسية «لم تعد قادرة على تلبية الحاجة، ما يستدعي تغييرها» وفقاً لرئيس بلدية بريتال عباس اسماعيل.
هذه المعاناة دفعت الأهالي إلى الاعتصام وقطع الطريق الدولية أخيراً. وهو سلوك احتجاجي طبيعي قد يتزايد في الفترة المقبلة في مختلف المناطق، مع نقص التغذية وضعف عمليات إصلاح الأعطال.
وتُعدّ الضاحية الجنوبية لبيروت أبرز المناطق التي تعاني كهربائياً، إذ تصل ساعات التقنين إلى 20 ساعة يومياً في بعض الأحياء المنكوبة، وبذلك لا يتمتع المواطنون هناك بالكهرباء سوى 4 ساعات، تتوزّع بين الصباح والليل. وازداد التقنين في هذه المنطقة منذ نحو شهرين بعدما كانت التغذية 6 ساعات فقط.
ولانقطاع الكهرباء انعكاسات على التفاصيل الحياتية كافة، إذ تتقلّص القدرة على تخزين المواد الاستهلاكية، تتعطل الأدوات الكهربائية وصولاً إلى صعوبة الدراسة للامتحانات النهائية بالنسبة إلى طلاب المدارس والجامعات، فضلاً عن عدم القدرة على تشغيل المكيفات الهوائيّة لمواجهة الحر في تلك المنطقة المكتظّة.
هذه المعاناة الكهربائيّة المنتشرة في معظم المناطق تُمثّل عند أطراف الصيف قنبلة موقوتة، لكن ليس الجميع متساوياً في تلك المعاناة. فمنطقة بيروت الإدارية تستمرّ في التمتّع بـ21 ساعة كهرباء يومياً. أمّا اللافت لدى المقارنة بين المناطق، فهو استقرار الأوضاع في طرابلس، حيث لم يطرأ أي تعديل على برنامج التقنين المنفّذ في المدينة الشمالية وأقضيتها، إذ تراوح ساعات التقنين بين 8 ساعات و12 ساعة يومياً. وأحياناً ينخفض التقنين إلى بين 6 ساعات و10 ساعات فقط.
غير أنّ برنامج التقنين هذا معرّض للتدهور في الفترة المقبلة، إذ إن تأخر إنجاز أعمال الصيانة في معمل دير عمار بسبب الأحداث الأمنية قد يؤدّي إلى ضعف في التغذية، ورُبّما يُعيد موجة الاحتجاجات التي شهدتها المنطقة قبل فترة. وخصوصاً أنّ الإجحاف قائم هناك.
غير أنّ العامل الأمني في المدينة قد تكون له إيجابياته. فمناطق الاشتباكات التقليدية على محور باب التبانة ـــــ جبل محس والقبّة لم تشهد انقطاعات حادّة ـــــ وخصوصاً في الليل ـــــ خلال فترة العام الماضي، ما جعل سكان تلك المناطق ينعمون بالكهرباء صيفاً بسبب التدهور الأمني!
شارك في إعداد هذه المادة: آمال خليل، عفيف دياب، عبد الكافي الصمد، رامح حمية وخالد الغربي
________________________________________
150 دولاراً
كلفة الاشتراك بقدرة 5 آمبير مع المولدات الكهربائية الخاصة في بعض المناطق، فيما المعدّل وصل إلى 100 دولار وسطياً. وقد شهدت البلاد كلّها ارتفاعاً في كلفة الكهرباء البديلة، مع زيادة التقنين وسعر المازوت، حيث ارتفعت التعرفة في صور إلى 100 دولار أيضاً
________________________________________
عفواً ليس لدينا موظّفون!
تتواصل اعتصامات المياومين وجباة الإكراء في مؤسسة كهرباء لبنان احتجاجاً على عدم تثبيتهم وتخوّفهم من شبح الشركات الخاصة، التي تبدأ عملها قريباً. ويبلغ عدد هؤلاء نحو 1700 عامل مؤهّل، واليوم يُنفّذون اعتصامات في مختلف المناطق من الساعة السابعة صباحاً للتشديد على مطالبهم. ومع تواصل هذه الاعتصامات تتزايد نسبة الأعطال في مختلف المناطق. ففي بعلبك مثلاً، أدّت عاصفة هوائية أخيراً إلى انقطاع أحد الكابلات الرئيسية. ولدى الشكوى لدى مؤسسة الكهرباء عن تأخّر الإصلاحات كان الجواب: ماذا عسانا نفعل، ليس لدينا موظّفون لإصلاح الأعطال.
اقتصاد
العدد ١٧١٧ الاثنين ٢٨ أيار
الصفحة الرئيسية
تعريف بالاتحاد
الجمهورية الاسلامية في ايران
المخيم النقابي المقاوم 2013
معرض الصور
ركن المزارعين
موقف الاسبوع
متون نقابية
بيانات
دراسات وابحاث
ارشيف
اخبار متفرقة
مراسيم -قوانين - قرارات
انتخابات نقابية
مقالات صحفية مختارة
صدى النقابات
اخبار عربية ودولية
اتحادات صديقة
تونس
الجزائر
السودان
سوريا
العراق
سجل الزوار معرض الصور
القائمة البريدية البحث
الرئيسة RSS
 
Developed by Hadeel.net