متفرقات > البترون: مزارعو الكرمة ينعون العنب للموسم الرابع
الاتجاه نحو الزراعة الصناعية لم يعط المردود الافضل
لميا شديد السفير 6-10-25012
نعى مزارعو العنب في البترون، للسنة الرابعة على التوالي، موسم الكرمة، وهم عبثا حاولوا إنقاذ موسمهم لهذا العام عبر رش المبيدات والأدوية اللازمة لمكافحة الأمراض التي تضرب الكرمة وعناقيد العنب، لكن الأدوية لم تعط الفعالية المتوقعة، فخسر عدد كبير من المزارعين موسمهم، في حين سجل الموسم نجاحا لدى نفر قليل من المزارعين، لكن كلفة العناية بالكروم كانت باهظة جدا ولا يمكن تحصيلها. كانت منطقة البترون بدأت، منذ سنوات، تحولا ملحوظا وبشكل واسع نحو زراعة الكرمة. وتم استبدال زراعة التبغ بزراعة العنب، لأنهم يجدون فيها العمل الاسهل والمردود الأوفر. وبالاضافة الى ابناء قرى البترون الوسطى والجردية، هناك هجمة من أبناء الساحل البتروني، إضافة الى مزارعين من خارج المنطقة قدموا الى وسطها وجردها، لاستثمار الأراضي في زراعة العنب المربحة، ولانها زراعة صناعية بامتياز تم توسيع صناعة المشروبات، من نبيذ وعرق وخل، وهي باتت تشكل مصدر رزق جيد لعدد كبير من المزارعين والملاكين، بالاضافة الى الاديرة والصروح الرهبانية. الاستثمار في النبيذ يؤكد المهندسون الزراعيون أن صناعة النبيذ، هي من أفضل الاستثمارات، في حال أتقن المزارعون العناية بالكروم وحمايتها من الأمراض المختلفة. ونعى نديم نوهرا موسم العنب هذا العام، ونعى معه صناعاته، مشيرا الى أن "الأمراض ضربت كروم العنب، والموسم لم يعد يأتي كاملا والأدوية التي استعملت لمعالجة الامراض لم تكن مفيدة في ظل غياب الارشادات الزراعية التي تعتبر من واجبات وزارة الزراعة. وقال: "إن كلفة الأدوية كبيرة ولم تنفع، ولم نستفد من العنب لصناعة المشروبات. واصبح ثمن كيلو العنب لصناعة العرق بـ 1000 ليرة والعيار الخاص بصناعة السبيرتو بـ 1750 ليرة بعد أن كان بـ 1000 ليرة وكل ذلك بسبب قلة العنب". داهمت الأمراض المزارعين الكبار، كما يقول جوزيف مرعي، الذي يهتم ويعتني بـ 30 ألف كرمة من مختلف أنواع العنب منذ سنوات عدة، "كنا نجني مواسم كاملة منذ 4 سنوات، أما اليوم فجاءنا مرض الـ Meldio الذي ضرب الكروم ولم يأت الموسم كاملا، بل حصدنا 80 في المئة منه لأن البقع الصفراء، وهي من عوارض هذا المرض، تسببت بيباس الاوراق ولم ننتبه لذلك. وقد كان علينا أن نرش الأدوية كل 15 يوما للوقاية من هذا المرض، وهذا دليل على أن المرض سيضرب الموسم تلو الآخر، ما يضعف العنقود ويؤثر على الانتاج، لأن العنقود المصاب لا يمكن استعماله في صناعة النبيذ لأنه يضرب جودته". نسب حلاوة العنب ولفت مرعي الى أن العنب الذي تبلغ نسبة الحلو فيه 11 درجة، لا يمكن أن يستعمل في صناعة النبيذ، فنحوله لصناعة العرق، لا سيما أن النسبة الضرورية لصناعة النبيذ يجب أن تتراوح بين 13 و14 في المئة وما فوق كي تعطي انتاجا جيدا. والا فالأفضل استعمال العنب المصاب لصناعة العرق أو الخل وهو لا يؤثر على صحة الانسان".
ويلفت المهندس الزراعي شربل يعقوب الى "أن المزارع تعود استعمال نوعين من الادوية المضادة لأمراض العنب، منها رمد العنب unicila mecator وهو كناية عن غبار أبيض على الطرود وعلى الاوراق وعلى العناقيد، ومن ثم يتحول الى رمادي اللون وبقع صفراء على الورق تؤدي الى يباسها وتشقق في حبات العنب، وكانت تستعمل الادوية المعروفة وكان كل شيء على ما يرام الى أن ظهرت أمراض جديدة يجهلها المزارع، وهي لفحة العنب Plasmopara vuticola وعوارضه تشبه عوارض الرمد، ولكن علاجه مختلف وقد تظهر البقع الصفراء وتتحول الى زيتية اللون من دون أن ينتبه اليها المزارع، وهي تضرب العناقيد الزهرية فتتساقط، واذا بقي الحب، ينمو عليه ما يسمى بالعفن الرمادي. كما تصاب العناقيد الثمرية ببقع سوداء botrytis cineria وينمو عليها العفن الرمادي." تنبيه للرش والمكافحة ونبه المهندس يعقوب الى ان "عملية الرش والمكافحة يجب أن تبدأ في الشتاء خلال ما يسمى بمرحلة الحطب، اما برنامج الرش فيجب أن يبدأ عندما يصبح الطرد بطول 10 سم، أي عندما يصبح عدد الوريقات 4 . أما بالنسبة للرمد فيجب تنويع الادوية". وشدد على ضرورة توقيت عملية الرش وتنويع الادوية واستعمال الادوية الخاصة بلفحة العنب". ويجمع المزارعون على أهمية زراعة العنب، اذا ما تمت معرفة العناية بها لأنها مربحة، ويطالبون الدولة ووزارة الزراعة بايلاء هذه الزراعة كما وزارة الصناعة الاهتمام بصناعة النبيذ والعمل على تأمين اسواق لتصديره.