اخبار متفرقة > الأمطار والأمراض تضرب موسم تفاح حاصبيا والعرقوب
المزارعون: الاستهلاك يقتصر على الداخل في غياب التصدير
طارق ابو حمدان : السفير 15-10-2012
خسر مزارعو تفاح حوض الحاصباني والقرى الجبلية في العرقوب، وخصوصا بلدة شبعا، أكثر من ثلث موسمهم هذا العام، بسبب الأمطار وما رافقها من رياح، خلال الأيام الماضية، ناهيك عن الأدوية الزراعية المغشوشة والفاسدة، التي استعملوها لمكافحة الأمراض والسوس في بساتينهم، والتي اجتمعت مع العوامل الطبيعية لتضرب بساتين التفاح التي تساقطت ثمارها بنسبة 30 الى 40 في المئة، إضافة الى اليباس الذي لحق بالأشجار بنسبة وصلت الى 10 في المئة حتى الآن. "ما أصاب بساتين التفاح، يصل الى حد الكارثة، يعجز المزارعون عن تجاوزها، فما بقي من الموسم لا يكاد يغطي قسما بسيطا من أتعابهم ومصاريفهم، ان لجهة الحراثة أو الري أو ثمن الأدوية التي استعملوها، والتي تبين أن أكثرها كان فاسدا"، هذا ما يقوله المزارع جميل الحمرا، الذي يقدر خسارته بألف صندوق من التفاح". يضيف الحمرا "أقل من نصف الموسم نجا من التلف، فتساقط الثمر أرضا وبشكل لم نشهد له مثيلا على الإطلاق، حيث نزيل التفاح بالرفش، لقد حاولنا إنقاذ ما أمكن، عبر تكثيف رش المبيدات، لكن المشكلة تفاقمت بعدما تبين لنا لاحقا أن معظم المبيدات فاسدة لا نفع لها، وكأن ذلك لا يكفي، فجاءنا غضب الطبيعة باكرا، المطر الغزير والرياح العاتية، رفعا من نسبة الخسائر التي نعجز منفردين عن تجاوزها". وبعدما يؤكد جودة التفاح الحاصباني، يشير إلى أن "الإنتاج يقدر بما بين عشرين إلى 30 ألف صندوق. وما بقي منه نعجز عن تصريفه، والمشكلة ليست بالثمار المتساقطة فقط، بل تجاوزتها الى الأشجار التي يبست بدورها، وأخرى ذبلت وهي في طريقها إلى اليباس، وقد بدأنا فعلا باقتلاع مئات الأشجار التي سنستعملها في التدفئة خلال فصل الشتاء". ويعتبر المزارع أبو محمد سنان أن "ما حصل لبساتين التفاح هذا العام غريب جدا"، ويقول: "بعدما تبين لنا مع بداية الموسم أن مكافحة السوس ومرض رمد التفاح لم تكن ناجعة، لجأنا إلى تكثيف عملية الرش مرة كل 5 أو 7 أيام بدلا من 10 أيام، كما هو متبع، فلم نلق النتيجة المرجوة، لأن فعاليتها كانت محدودة جدا، وهكذا كانت النتيجة خسارة معظم الموسم، إضافة إلى خسارة الأشجار التي يبدو أنها في طريقها إلى اليباس أيضا، بعدما بدا عليها الذبول". ويعود رئيس "التعاونية الزراعية في شبعا" ابراهيم صعب، بالذاكرة إلى ربع قرن، حيث كان التفاح عماد المزارع الشبعاوي، لكن هذه الزراعة ضربت بسبب الاعتداءات الإسرائيلية منذ مطلع الثمانينيات وما تبعها من تهجير لأهالي البلدة ومن ثم الاحتلال الإسرائيلي، حيث اضطر المزارعون إلى التخلي عن البساتين التي يبست وبنسبة 95 في المئة، وفي أعقاب التحرير وعودة الأهالي عمدوا إلى إبدال شجرة التفاح بشجرة الكرز التي تبين أنها تعطي إنتاجا أكبر وبكلفة أقل من التفاح، الذي بقي منه في شبعا ما يوازي خمسة آلاف صندوق فقط، لم يتمكن أصحابها من تصريفها بسبب ضيق الأسواق وتدني الأسعار التي تصل إلى ما دون الكلفة في بعض الحالات". ويلفت رئيس "الجمعية التعاونية للزراعة البعلية وتربية الشتول والنحل في ميمس وجوارها" نهاد أبو حمدان، الانتباه الى "الخسائر الكبيرة التي تكبدها مزارعو التفاح هذا العام"، وقال: "على الدولة أن تتحمل جانبا من المسؤولية في هذه الكارثة، فالمزارع يعمل وحيدا في مواجهة الأمراض التي ضربت موسمه، في ظل غياب شبه تام للجهات المعنية، فلا توجيه ولا إرشاد زراعيا ولا متابعة حتى لتصريف الانتاج، المشكلة بدت عامة في كل المناطق، وهذا الوضع جعل المزارع يتجه الى تخزين الموسم في البرادات، حيث تصل كلفة تبريد الصندوق إلى 6 آلاف ليرة وسعره في السوق بين 5 و8 آلاف ليرة، وأمام كل هذه المعوقات لم يبق أمام المزارع سوى تصريف الإنتاج في السوق الحاصباني المحدود جدا والذي لا يستوعب أكثر من 20 إلى 30 صندوقا يوميا".