الوفاء 23-3-2012 كتبت نجلة حمود في السفير : بكثير من الاهتمام والرعاية قام مزارعو البطاطا في سهل عكار بزراعة حقولهم في العام الحالي، والاعتناء بها وتنقيتها من الحشائش، وحمايتها من السيول، ووضعوا كل الهواجس المتعلقة في كيفية تصريف الإنتاج جانبا مع التركيز على الحصول على إنتاج جيد يتطابق مع مواصفات الاتحاد الأوروبي، حيث من المفترض أن يبدأ العمل مع "المشروع الإيطالي للبطاطا" الممول من الحكومة الإيطالية، عبر "مكتب التعاون الإيطالي"، بالتعاون مع وزارة الزراعة و"مصلحة الأبحاث"، بهدف تصدير 50 ألف طن من البطاطا اللبنانية إلى الأسواق الأوروبية. ومن المفترض أن يؤدي ذلك إلى فتح أسواق جديدة للتصدير، وبالتالي حل مشكلة تصريف الإنتاج، التي تفاقمت في السنوات الأخيرة جراء "الفيتو" الذي وضعته بعض الدول المستوردة على البطاطا اللبنانية بحجة عدم مطابقتها للمواصفات العالمية وإصابتها بالأمراض الحجرية، إلا أن الدراسات المتلاحقة التي قامت بها "مصلحة الأبحاث" بناء على طلب وزير الزراعة حسين الحاج حسن، والتي أعطت البطاطا اللبنانية "صك براءة" لجهة خلو المحصول من الأمراض الحجرية أي (العفن البني والحلقي). وتفتح الاتفاقية آفاقا جديدة لمزارعي البطاطا العكاريين، تحديدا كونهم الوحيدين المستفيدين من "البرنامج"، الذي يعمل وفق "نظام التتبع"، الذي يقضي بمتابعة المزارع منذ استيراد البذار وحتى تصدير المنتج النهائي، مع وضع معلومات تفصيلية عن المنتج، ما يشكل متنفسا للمزارعين العكاريين، خصوصا أن أوقات جني المحصول تتزامن مع حاجة الأسواق الأوروبية إلى البطاطا. وفي سياق التعاون بين الجانبين، قام خبراء إيطاليون متخصصون في آفات البطاطا بإجراء دورة تدريبية لمجموعة من المهندسين والمساعدين الفنيين العاملين في "وزارة الزراعة"، و"مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية"، وذلك في مبنى "محطة الأبحاث" في العبدة ـ عكار، بهدف تعريفهم على الطرق المتخصصة في كشف الآفات الحجرية لمحصول البطاطا، وفي السياق نفسه عقد اجتماع موسع في "غرفة التجارة والصناعة في طرابلس"، بين المزارعين العكاريين، وممثلين عن كبار التجار في إيطاليا، بحضور مستشار وزير الزراعة الدكتور صلاح الحاج حسن، وتم التباحث في حاجة الأسواق الأوروبية والأصناف المطلوبة والأحجام مع مراعاة ذوق المستهلك. ويلفت مدير محطة العبدة المهندس ميشال عيسى الخوري إلى أن "المحطة تقوم ومنذ العام 2005 بمسح ميداني لكشف الأمراض الحجرية عبر أخذ عينات من مختلف الأراضي الزراعية، ويصار إلى تحديد أماكن أخذ العينات بواسطة تقنية الـ GPS ما يمكننا من معرفة مصدر العينة المصابة ومنع تصديرها للخارج، وقد تبين في السنوات الماضية خلو عكار من تلك الأمراض، وأن البطاطا العكارية تتمتع بمواصفات تعطيها قدرة تنافسية وفق المعاير المعتمدة عالميا". ويؤكد "رئيس تجمع مزارعي البطاطا" في عكار حسين الرفاعي "حرص المزارعين العكاريين على الالتزام بشروط الاتفاقية التي تحدد نوعية الأسمدة التي من الممكن استخدامها، لأننا نعول كثيرا على تصدير مواسمنا الزراعية إلى السوق الأوروبي، خصوصا بعد الأزمات المتكررة التي أصابت القطاع الزراعي، وتأثر السوق بتدهور الأوضاع الأمنية في سوريا فجاءت تلك الاتفاقية لتعيد الأمل إلى المزارعين الذين عمد العديد منهم إلى تخفيض الكمية عن السنوات الماضية، ففي حين كنا نستورد 27 ألف طن من البذار، يزرع منها ما بين 6 آلاف إلى 7 آلاف طن، والباقي كان يصرف في الأسواق العربية المجاورة، دخل في السنة الحالية إلى لبنان 22 ألف طن بذار زرع منها 5 آلاف طن، وأتلف الباقي بسبب عدم إمكانية تصريفه". ويلفت الرفاعي إلى "الخطوات التي قامت بها الوزارة، والتي من شأنها حماية الإنتاج اللبناني من البضاعة المستوردة، وتحديدا البطاطا السعودية، والمصرية، التي تدخل إلى لبنان منذ أول شهر شباط وتستمر حتى الأسبوع الأخير من شهر نيسان، كما عمد إلى حصر الاستيراد وفق إجازات محددة ما خفض الكمية من 120 ألف طن إلى 38 ألف طن، وبالتالي فإن الانتاج العكاري الذي يستوفى في أول نيسان سيجد سوقا لتصريفه وبأسعار جيدة".