اخبار متفرقة > قرم: لبنان يهدر مزاياه التنافسية الرئيسية
الوفاء 31-12-2012
- حاضر الوزير السابق الدكتور جورج قرم عن "التنمية المستدامة وتدفقات الهجرة في لبنان"، بدعوة من جامعة الشرق الأوسط، في حضور رئيس الجامعة وأساتذة وطلاب.
وقد تركزت محاضرته على نموذج الإقتصاد اللبناني ونقاط ضعفه، متحدثا عن تطور الإقتصاد اللبناني منذ نهاية القرن التاسع عشر. وقال: "إن الإقتصاد تمت تجزأته الى شطرين مختلفين ومنفصلين خلال الجزء الثاني من القرن العشرين، شهد الجزء الأول تركيزا عاليا جغرافيا لبعض المناطق الانيقة والفخمة من بيروت، وبعض القرى في جبل لبنان جذبت إليها السائحين العرب الأثرياء أو اللبنانيين المغتربين، ونتج عنها إزدهار كبير في تلك المناطق، بينما كان مستوى المعيشة وتضاؤل النشاطات الإقتصادية له تأثير على بعض البلدات الساحلية ومعظم المناطق الريفية، تحقق حلم مونت كارلو في مساحة خمسين كيلومترا، حيث كان معدل النمو عاليا جدا، فيما تركز النشاط الإقتصادي في المجال العقاري وفي المصارف والسياحة، وقد تحقق ذلك الحلم رغم موجات العنف وعدم الإستقرار السياسي منذ العام 1975".
أضاف: "ولهذا اعتبرت الهجرة من لبنان الى مختلف بلدان العالم حتمية، بإعتبار أن الإقصاد اللبناني في حالته المرتبكة وغير المستدامة، لا يستطيع توفير فرص عمل كافية، وما هو أكثر من ذلك، هو الأعداد المتزايدة من متخرجي الجامعات الذين يدخلون سوق العمل المحلية".
واعتبر قرم "أن إقتصاد لبنان اليوم يهدر مزاياه التنافسية الرئيسية: تربة خصبة تستغل هامشيا فقط، فلا تحقق عائدا ملائما للمناطق الريفية، موارد مائية كبيرة تدار في شكل سيء، موارد بشرية من ذوي المهارات العالية يتم تصديرها".
وسأل: "كيف يمكن تحسين أداء الإقتصاد اللبناني بشكل كبير؟"، مردفا ان ذلك يتحقق "من خلال النظر في ما حققته بلدان صغيرة أكثر فقرا، خصوصا في شرق آسيا، وكذلك قبل الثورة الصناعية في أوروبا، كان يمكن لعدد من المبادرات أن يكون لها تأثير إيجابي وإنشاء نموذج جديد مثمر، لكن ذلك يتطلب بذل الجهود الفكرية وبصفة خاصة في نظام التعليم للتغلب على النظرة الضيقة في الثقافة اللبنانية، تلك النظرة كانت نتيجة تخلي لبنان في العقود الماضية عن هدف بقائه إقتصادا منتجا ومنافسا علميا، ليصبح حصريا إقتصاد إيجار غير فاعل، مؤسس على تصدير العقول والمهارات، وهدر موارده الطبيعية والبشرية الغنية".