طلب وزير الزراعة حسين الحاج حسن من «الهيئة العليا للاغاثة» والجيش والبلديات إحصاء وتقدير الخسائر الزراعية التي نتجت عن العاصفة الأخيرة. إلّا انه في البقاع (سامر الحسيني)، ومع غياب أصوات المزارعين، تؤشر الوقائع إلى عدم وجود خسائر زراعية كبيرة جراء العاصفة. وحتى يوم أمس، ومع ذوبان الثلوج وانحسار الفيضانات المائية في الحقول والسهول الزراعية، لم تظهر عند المزارعين أي خسائر زراعية ملموسة، وفق رئيس «تجمع مزارعي وفلاحي البقاع» ابراهيم الترشيشي، الذي يحصر الخسائر بـ«المياه الغزيرة التي لم تجد لها سداً في البقاع لتخزينها واستعمالها لاحقاً». ويؤكد الترشيشي أنّ الخسائر في البقاع «جزئية ومتواضعة، وتتمثل باقتلاع الرياح أغطية العديد من البيوت البلاستيكية وغرق عدد من الحقول بمياه الفيضانات وخصوصاً حقول البصل والثوم». أمّا في البقاع الشرقي، فتسببت الفيضانات والصقيع بأضرار في بعض مزارع الدواجن، وفق رئيس «اتحاد التعاونيات الزراعية» رضا الميس، الذي يشير إلى أنّ المياه أغرقت عشرات طيور الدجاج، كما نفق عدد من الطيور بسبب الصقيع. وفي جولة على الحقول والسهول الزراعية يتبين انحسار رقعة الفيضانات بعد الاجراءات التي قامت بها بلديات المنطقة لتوسيع مجاري الليطاني، إضافة إلى عدم وجود صور ومشاهد عن أشجار وكروم متضررة، وإن لوحظ وجود أشجار حرجية تكسرت أغصانها من جراء ثقل الثلوج. ويؤكد مستشار وزير الزراعة صلاح الحاج حسن أنّ الخسائر محدودة جدا في البقاع، مشيراً إلى أنّ «المزارعين يحتاطون للعاصفة قبل حدوثها، فيشحلون الأشجار المثمرة وبساتين الكرمة». ويحمل بعض المزارعين مسؤولية الضرر الذي لحق ببساتينهم، جرّاء عدم تحسبهم للعاصفة. أمّا في صور ومحيطها (حسين سعد) فلسان حال مزارعي الحمضيات أنّه كانت تنقصهم العاصفة، كي ينعوا موسهم هذه السنه، بعد الخسائر التي منيوا بها في الموسم الماضي، ومع تسجيل الأسعار أكبر نسبة تدن، بعدما وصل سعر صندوق الحمضيات «أبو صرة» و«كلمنتين» إلى أقل من خمسة آلاف ليرة. ويبدو أنّ نتائج الموسم الحالي لا تبشّر بالخير، بعد عزوف العدد الأكبر من المزارعين عن ضمان البساتين، جراء الخسائر التي منيوا بها في الموسم الماضي، ووقوع الكثير منهم تحت عبء الديون والافلاسات، خصوصاً في ظلّ الأحداث في سوريا التي كان يمر عبرها قسم كبير من انتاج الحمضيات. ويؤكد المزارع ديب الساطي أن لا قدرة للمزارعين على تحمل خسائر العاصفة، وقد سقط قسم كبير من المحصول أرضاً جرّاء البرد والرياح، سائلاً: «لماذا لم يتحرك أحد من المسؤولين المعنيين وفي مقدمهم وزير الزراعة، لتفقد الاضرار والتعويض على مزارعي الجنوب؟». من جهته يوضح عضو «تجمع مزارعي الجنوب» حسن دهيني أن 60 في المئة من موسم الحمضيات قد انتهى. إلى ذلك، استفاد العكاريون من الطقس المشمس يوم أمس وخرجوا لتفقد الأضرار الجسيمة التي خلفتها العاصفة، والتي كان للزراعة الحصة الأكبر فيها، حيث لم تنفع كل الاجراءات الوقائية التي قام بها المزارعون لجهة تثبيت البيوت البلاستيكية، وفتح قنوات تصريف المياه، فأغرقت المياه والسيول المزروعات في قرى وبلدات عكار (نجلة حمود) المحاذية لمجرى النهر الكبير، كما أدت الرياح إلى تمزق البيوت البلاستيكية في بلدات ساحل القيطع. وللغاية عقدت النقابات الزراعية اجتماعاً في منزل رئيس «نقابة الفلاحين» في الشمال علي العلي في قرية الشيخ زناد، للبحث في الخسائر الكبيرة التي مني بها المزارعون. وأصدر المجتمعون بيانا ناشدوا فيه رئيسي الجمهورية والحكومة ووزير الزراعة والمعنيين «الكشف على الاضرار والاسراع بإقرار التعويض على المتضررين، وبخاصة في القرى الواقعة عند ضفتي مجري نهري الاسطوان والكبير». ودعا رئيس «جمعية مربي الدواجن في عكار» الياس مكاري إلى الكشف الفوري على الأضرار التي خلفتها العاصفة في مزارع مربي الدواجن، إذ يوجد «أكثر من 25 مزرعة قد انهارت سقوفها بسبب كثافة الثلوج». وتحدث رئيس «اتحاد النحالين في الشمال» محمد الخطيب عن «وجود خسائر تتراوح بين 15 و20 في المئة في مناحل المزارعين لغاية الآن». وناشد الخطيب «الهيئة العليا للإغاثة» الكشف الفوري على الأضرار بالتنسيق مع التعاونيات الزراعية».