مباراة مفتوحة اليوم لـ2044 مرشحاً لملء 136 مركزاً شاغراً
كامل صالح السفير 15-1-2013
خسر العمّال المياومون وجباة الإكراء معركتهم لتأجيل المباراة المفتوحة التي تنطلق اليوم في «مجلس الخدمة المدنية» لـ«ملء بعض الوظائف الشاغرة في ملاك مؤسسة كهرباء لبنان». وبدا أن الضغوط والتدخلات باتت أقوى وأشد شراسة، ما يمكن ترجمته عبر «بيان التبرئة من لجنة عمال المتعهد وجباة الإكراء» من قبل لجنة أخرى تحمل الاسم نفسه، وذلك بعدما أرجأت اللجنة للمرة الثانية أمس، وفي أقل من أسبوع، «يوم الغضب العام» احتجاجاً على تنظيم المباراة المفتوحة لملء الشواغر حتى الفئة الثالثة في ملاك المؤسسة. وقد دفع هذا الأمر إلى اعلان عمال المتعهد الذين ما زالوا يعملون لدى المؤسسة، الاعتصام الرمزي اليوم في مقر المؤسسة، رفضاً لقرار التأجيل. ويفيد مياومون «السفير» بأن «قانون تثبيتنا في ملاك المؤسسة وفق المباراة المحصورة، المنتظر إقراره في مجلس النواب، يضمن حقنا للترشح على الفئة الثالثة إضافة إلى الفئات الأخرى، ما يعني أن هذه الفئة خسرناها، إذ هناك حوالي 290 مياوماً تتوفر فيهم الشروط، لم يعد بإمكانهم الترشح لملء شواغر هذه الفئة». في المقابل، يؤكد رئيس «مجلس الخدمة المدنية» الدكتور خالد قباني لـ«السفير» أن «كل التحضيرات أنجزت لإجراء المباراة المفتوحة اليوم، وتأجيلها غير وارد على الإطلاق». وإذ يوضح أن «الحاجة تحددها وزارة الطاقة»، يشير إلى أن «كل صاحب حق سيأخذ حقه»، معتبراً أن «المباراة المفتوحة هي للمهندسين ورؤساء الدوائر ولا تؤثر على وضع المياومين وجباة الإكراء وحقوقهم المحصنة بالقانون»، مضيفا أن «المجلس بانتظار إقرار قانون تثبيتهم ليجري لهم المباراة المحصورة وفق الأصول فوراً».
«متعاطفون.. ونعرف أوضاعهم»
وبعدما يعرب قباني عن تعاطفه مع المياومين، و«أننا نعرف أوضاعهم ولم ننسهم»، يلفت الانتباه إلى أن «مباراة اليوم لها خصوصية، لتحصين وضع الكهرباء، حيث هناك شواغر كثيرة في المؤسسة ضمن هذه الفئة»، كاشفا في الوقت نفسه أن «العديد من المياومين تقدموا لخوض المباراة اليوم، وسيمنح كل من ينجح في المباراة من المستخدمين في المؤسسة وجباة الاكراء وعمّال غب الطلب العاملين لديها، علامات إضافية قدرها 15 في المئة من مجموع علاماته، تعطى له عند ترتيب مراتب النجاح». وبدءا من اليوم يجري حوالي 2044 مرشحا مقبولا المباراة المفتوحة لملء الشواغر في ملاك المؤسسة، بعدما انتهى تقديم الطلبات في 11 كانون الأول الماضي. وتأتي المباراة التي أعلن عنها المجلس (قرار رقم 771/2)، بناء على «تحديد وظائف الملاك الدائم لمؤسسة الكهرباء حتى الفئة الثالثة»، وقرار مجلس الوزراء (رقم /35/ تاريخ 2/8/2011): «الموافقة على استخدام 106 مهندسين في الفئة 3/2-أ فني، و47 إدارياً مجازاً في الفئة 3/2- إداري، و47 فنياً من حملة الإجازة الفنية LT وشهادة الامتياز الفني TS عن طريق مباراة يجريها المجلس»، وبناء على قرار «هيئة مجلس الخدمة» (الرقمان 1100 و1101 تاريخ 17/10/2012): «نظام/إجراء مباراة لملء بعض الوظائف الشاغرة في ملاك مؤسسة كهرباء لبنان».
توزيع المقبولين لخوض المباراة
ووفق المادة الأولى، تجرى المباراة لملء الوظائف الشاغرة في هذه الفئة، «لوظيفة مهندس أو مهندس رئيس قسم عدد 89، فئة ثالثة - رتبة ثانية (أ) من السلك الفني»، و«لوظيفة رئيس قسم ممتاز أو مراقب معاون أو أمين صندوق مركزي أو أمين مخزن مركزي عدد 47، فئة ثالثة - رتبة ثانية (أ) من السلك الإداري». ومن شروط الاشتراك في المباراة، ألا يكون المرشح تجاوز في تاريخ إجراء المباراة الرابعة والأربعين. ويُعفى المستخدمون الدائمون في مؤسسة الكهرباء من شرطي الحد الأقصى للسن ومن الشهادة الصحية. وعلمت «السفير» أن المقبولين لخوض المباراة المفتوحة بدءا من اليوم، يتوزعون وفق الآتي: فئة مهندس كهربائي: 166 مرشحا، الشاغر 58 مركزا. مهندس معلوماتية: 67، الشاغر 4. مهندس ميكانيك: 96، الشاغر 15. مهندس الكترونيك: 21، الشاغر 3. مهندس اتصالات: 31، الشاغر مركز واحد. مهندس مدني: 37، الشاغر 2. مهندس الكتروميكانيك: لم يتقدم أحد، الشاغر 2. مهندس كيميائي: 3، الشاغر 4. إدارة أعمال: 716، الشاغر 16. اختصاص معلوماتية: 387، الشاغر 16. اختصاص حقوق: 520، الشاغر 15. ووفق ذلك، يصبح عدد المرشحين الإجمالي لخوض المباراة 2044 مرشحا، مقابل 136 مركزاً شاغراً.
«خرق لما اتفق عليه بين الأطراف»
أمام هذا الوضع، يسأل مياومون «كيف رأى وزير العمل سليم جريصاتي من قبل، والآن رئيس مجلس الخدمة أن هذه المباراة لا تؤثر على وضعنا ولا تضرّ بحقوقنا؟ وماذا عن القانون الذي ننتظر إقراره في مجلس النواب منذ أشهر؟». وترى مصادر حقوقية متابعة لملف المياومين أن «الإصرار على إجراء مباراة مفتوحة لملء شواغر الفئة الثالثة، خرق لما اتفق عليه بين الأطراف المعنية، أي أن تكون هذه الفئة من ضمن المباراة المحصورة». ويؤكد مياومون في السياق نفسه، أن «لجنة المياومين أُبلغت رسمياً، أن الفئة الثالثة من ضمن المباراة المحصورة»، معتبرين أن «ما يحصل يطرح أكثر من علامة استفهام». ويرى مياومون أن «هذه الخطوة معناها أن المؤسسة ستأخذ حاجتها من هذه الفئة عبر المباراة المفتوحة، وتالياً لم يعد هناك من داع لإجراء مباراة أخرى»، مشيرين إلى أن «المباراة المتعلقة بالحقوق وإدارة الأعمال والمعلوماتية، تقتصر على المباراة الخطية فقط، وفي حال تقدم عامل المتعهد ونجح يحوز 3 علامات (أي 15 في المئة)، أي ان العلامات الإضافية مشروطة بالنجاح مسبقاً، وفوق ذلك، يعفى الموظفون الثابتون في الكهرباء من شرط السن، فيما عمال المتعهد يحرمون من ذلك». وبعدما يعتبرون أنه لا توجد مساواة بين المستخدم والمياوم في هذا الإطار، يلحظون أن «المساواة مفقودة أيضاً في المباراة، بين شخص ترك مقاعد الدراسة منذ سنوات، وآخر تخرّج حديثا». لكن وعلى الرغم من هذا الوضع المستجد، وفي خطوة مفاجئة، أرجأت لجنة المياومين والجباة «يوم الغضب الذي كان مقررا أمس إلى موعد يحدد لاحقا»، والسبب «لإفساح المجال أمام الاتصالات والمساعي التي تقوم بها الجهات الرسمية لحل ملف المباراة المفتوحة التي وعدوا بها من قبل الدولة»! كامل صالح
