حل التوافق في اللحظة الأخيرة في انتخابات الهيئة الإدارية لـ«رابطة أساتذة التعليم المهني والتقني الرسمي»، بعدما باءت جميع المحاولات بالفشل في التوصل إلى رؤية موحدة، على لائحة توافقية، تضم الجميع، ليعود التوافق و«يهبط» صباح أمس على القيادات الحزبية، ويثمر لائحة «التوافق النقابية»، وهي لائحة تمثيل جميع القوى الحزبية، بعدما خرج «الشيوعي» ومؤلفة من 16 عضواً. وأزعجت الدعوات الحزبية إلى التوافق على لائحة واحدة، مجموعة من المندوبين المستقلين، وتداعى عدد منهم، وعملوا على تشكيل لائحة «القرار النقابي المستقل»، لأنه من «غير الجائز ديموقراطياً أن يتم إعداد هذه الانتخابات في الغرف المغلقة بذريعة التوافق بين الأحزاب السياسية، ومن دون الأخذ برأي معظم الأساتذة الذين يأملون أن تكون الرابطة الممثل الحصري لمصالحهم، والمدافع الأمين عن مطالبهم». فقد تلبدت الغيوم صباح أمس خارج قاعة «المدرسة الفندقية» في الدكوانة، جراء الخلافات التي حصلت عشية اليوم الانتخابي، لجهة تسمية رئيس اللائحة، في الاجتماع الموسع الذي عقد في مقر المكتب التربوي المركزي لـ«حركة أمل»، واستمر حتى منتصف ليل السبت الأحد، وكانت نتيجته إعلان هيئة معلمي القطاع الرسمي في «التيار الوطني الحر»، انسحابها من الانتخابات، وأنها «غير معنية بأي لائحة توافقية مزعومة»، مبدية أسفها «للطريقة غير اللائقة التي تم بها تأليف اللائحة المذكورة خلافاً لإرادتنا، والتي لم تراع الاتفاق المبدئي الذي كان قد تم ظهر السبت والقاضي بتمثيل التيار بثلاثة أعضاء بينهم الرئيس». وأوضح مسؤول الهيئة خليل السيقلي لـ«السفير» أنه طرح في الاجتماع إعطاء التيار عضوين بدلا من ثلاثة، وهذا ما رفضه التيار، ونفى أن يكون قد طرح مطالبة التيار بأربعة مقاعد من ضمنهم الرئيس، وقال: «طلبنا ثلاثة أعضاء من بينهم الرئيس، وبعد انسحابنا، تم تركيب لائحة سمي فيها عضوان من التيار من دون علمهما، لذلك رفضت اللائحة، وجرت اتصالات مع مختلف الأفرقاء صباح الأحد، حتى أثمرت موافقتهم على تمثيل التيار بثلاثة أعضاء من ضمنهم الرئيس، على أن تتم تسميته لاحقاً من جانب التيار من دون أي قيد أو شرط». وأثمرت الاتصالات تشكيل لائحة توزعت فيها المقاعد كالآتي: ثلاثة لـ«أمل» بعدما تنازلت عن مقعد لمسيحي مستقل، ثلاثة لـ«حزب الله»، ثلاثة لـ«التيار الوطني الحر»، واحد لـ«المردة»، واحد لـ«الحزب التقدمي الاشتراكي، اثنان لـ«تيار المستقبل» بعدما تنازل عن مقعد، واحد لـ«القوات اللبنانية»، وواحد لـ«الكتائب». واعتبرت مصادر «أمل» أن تنازلها عن مقعد لمسيحي، هو بمثابة خطوة لتشجيع الآخرين على القيام بهذه الخطوة من أجل التنوع، والخروج من الطائفة. أما «المستقبل» فاعتبر أن المهم هو التوافق وليس عدد المقاعد. في المقابل، أبدى عضو لائحة «القرار النقابي المستقل»، مروان بشارة، أسفه لما حصل من تركيب لـ«التوافق». وسأل: «هل المحاصصة السياسية هي المعيار السليم لانتخابات نقابية؟ وهل الانتماء الحزبي هو المعيار الحصري لاختيار قيادة نقابية؟». وأوضح لـ«السفير» أن الغاية من إعلان لائحة غير مكتملة، بأربعة أعضاء (مروان بشارة، وسيدة أبوعيد، وطوني نصر، وكريكور أبوزيان قبل أن ينسحب)، هي رفض تعليب الانتخابات، والمطالبة بالعودة إلى أصول العمل النقابي. وقال: «ليست الغاية الربح، بل تسجيل موقف، بدأنا مجموعة صغيرة، وعدد لا بأس به يؤيدنا في قلبه، لكن هناك ضغوطاً حزبية، وهي التي تربح». وقبيل بدء العملية الانتخابية التي تأخرت من العاشرة حتى الثانية عشرة إلا ربعاً، ألقى رئيس الرابطة فاروق الحركة كلمة، شكر فيها أعضاء الهيئة السابقة، وجميع المندوبين لتعاونهم معه طوال العامين الماضيين، متمنيا التوفيق للجميع، آملاً «أن يغلب العمل النقابي على العمل الحزبي». وفور بدء الاقتراع، أخذت الانسحابات تتوالى حتى بلغ عدد المنسحبين 29 مرشحاً من أصل 51 مرشحاً، لتنطلق بعدها الانتخابات في إشراف ممثلين عن مديرية التعليم المهني والتقني، وعن مجلس المندوبين والمرشحين. وعند الخامسة عصراً، بعد فتح صناديق الاقتراع، تبين أن عدد الناخبين لم يتجاوز الـ95 من أصل 143 مندوباً. وبعد فرز الأصوات، فازت لائحة «التوافق النقابية» بكامل المقاعد، وجاءت النتائج كالآتي: إيلي خليفة 82 صوتاً، فادي جوني81، جورج داغر 83، وسام الحاج 84، جورج نهرا 74، عبد الرحمن البرجاوي 82، مروان سليم 84، شادي إفرام 82، مازن قسطنطين 82، ضياء شعيب 82، علي عباس 84، رفيق نجاد 83، محمد عواضة 84، بديع أبو ديه 84، عبد القادر الدهيبي 84، وفيليب الدويهي 84 صوتاً. أما لائحة «القرار النقابي المستقل»، فقد نال كل عضو فيها 13 صوتاً، وهذا ما اعتبره بشارة انتصاراً للخيار المستقل، في المرحلة الأولى. أما لجهة توزيع المواقع الأساسية على القوى، فعلمت «السفير» بأنها ستكون كالآتي: الرئاسة للتيار الوطني (إيلي خليفة أو جورج نهرا)، ويُعلن أسم الرئيس في خلال توزيع المهمات الإدارية، نائب الرئيس لـ«تيار المستقبل» (عبد الرحمن برجاوي)، أمين الصندوق لـ«أمل»، وأمين السر لـ«حزب الله»، وممثل الرابطة لدى «هيئة التنسيق النقابية» لـ«القوات اللبنانية».