اخبار متفرقة > البنزين يقفز مجدداً.. ومصير سعر الخبز معلّق حتى آخر شباط
الغاز يتخلّى عن «النأي بنفسه» وينضم إلى «المسلسل التصاعدي»
كامل صالح السفير 7-2-2013
يتجرّع المواطنون مجدداً، الارتفاع المتواصل لأسعار المشتقات النفطية، وقد انضوت أمس، قارورة الغاز تحت جناح «المسلسل التصاعدي»، بعد أن «نأت بنفسها» طوال الأسابيع التسعة الماضية. وبينما يؤكد أكثر من مصدر نفطي لـ«السفير» أن «أسعار مبيع جميع المحروقات لن تتراجع أقله في الأسبوعين المقبلين أيضا»، علمت «السفير» بأن «مصير سعر ربطة الخبز معلق حتى آخر شباط، بانتظار ما ستسفر عنه اقتراحات اللجنة الوزارية في هذا الإطار». لكن ما يبدو مستغربا لدى متابعين لملفي المشتقات النفطية والخبز، هو «لماذا الحكومة لا تتعاطى مع ملف المشتقات كما تتعاطى مع ملف القمح؟ إذ تترك المواطنين يتجرعون زيادة أسعار الأول أسبوعيا، من دون آلية واضحة وشفافة ومفهومة، بينما تسارع، لاعتبارات على ما يبدو مرتبطة بسياق ثقافي نفسي تاريخي، إلى ضبط ايقاع الثاني، بينما المطلوب أن يرتقي التعاطي مع هذين الملفين اللذين يمسّان جميع شرائح المجتمع يومياً، إلى مستوى الاهتمام نفسه».
«في انتظار اقتراح بديل لدعم الطحين»
ويعتبر رئيس «تجمع أصحاب المطاحن» أرسلان سنو أن «موضوع الخبز حسّاس جداً»، لكن «لا أحد من المسؤولين يريد أن يحدّ من الدوامة التي يتخبط بها البلد، خصوصا مع ازدياد أعداد النازحين السوريين»، متخوفاً من أن «يزداد الأمر سوءاً، كلما اقتربنا من موعد الانتخابات النيابية». ويؤكد أن «مجلس الوزراء نفسه، هو من قرر إلغاء الدعم على الطحين آخر شهر شباط، وحتى الآن لا نعرف أي اتجاه سيسلك». وإذ يذكّر بمطلب قطاعي المطاحن والأفران تحرير سعر ربطة الخبز، يستدرك مطمئنا، أن «سعر الربطة سيبقى على حاله، في انتظار ما ستتواصل إليه اللجنة الوزارية من اقتراحات بديلة لدعم الطحين، ليقرّ مجلس الوزراء واحدا منها». وتشكو نقابتا المطاحن والأفران من أن كميات القمح المدعوم شهريا (23 ألف طن قمح ما يوازي انتاج 18 ألف طن طحين شهرياً)، لم تعد تكفي الاستهلاك المحلي، بسبب ارتفاع عدد النازحين السوريين إلى لبنان من جهة، والكميات التي تدخل يومياً إلى سوريا من جهة ثانية. ويشير سنو إلى أنه «منذ اشتداد الأزمة السورية لم تعد الكمية المدعومة من الحكومة تكفي السوق»، مقدراً معدل الزيادة الشهرية بين ثلاثة وأربعة آلاف طن طحين، أي حوالي 17 في المئة، مقارنة مع معدل الاستهلاك قبل الأزمة السورية. وتدعم وزارة الاقتصاد سعر طن الطحين، ليباع في أرض المطحنة للأفران بسعر 590 ألف ليرة. ويوضح سنو «أن سعر ربطة الخبز التي تباع بدولار في لبنان، يصل سعرها في سوريا إلى 10 دولارات»، وأمام هذا الوضع، يشير إلى «استمرار التنسيق بين وزارة الاقتصاد والنقابات المعنية بانتاج الخبز، للحفاظ على سعر الربطة، بانتظار وصول المساعدات العربية للنازحين السوريين، والبالغ عددهم حوالي 250 ألفاً»، مذكّرا بأن «وزير الاقتصاد كان قد قدم طلبا في هذه الخصوص، يلحظ ضرورة أن تتحمل الدول العربية الزيادة في استهلاك الطحين المدعوم، لعدم مقدرة لبنان على ذلك».
مناقصتان لشراء 100 ألف طن قمح
ويتراوح سعر طن القمح حاليا بين 370 و380 دولارا واصل إلى اهراءات المرفأ، ويزاد على سعر الطن حوالي 15 دولارا كلفة تفريغ ونقل. أما الوزارة فتسلّم الطن إلى المطاحن بـ290 دولارا من دون نقل. ويؤكد سنو أن «كميات القمح متوفرة وكافية»، كاشفا أن «وزارة الاقتصاد بصدد اجراء مناقصة عاجلة لشراء 50 ألف طن قمح، وتحضير مناقصة أخرى بالكمية نفسها، للحفاظ على مستوى احتياط البلد من القمح». في المقابل، يرفض مصدر نفطي «تبرير ارتفاع سعر المحروقات محلياً لارتفاع سعر برميل النفط عالميا»، وإذ لا ينفي في المطلق، وجود هذا التأثير، إلا أنه «يشكك بنسب توزيع هذا الارتفاع في الجدول الأسبوعي، بناء على الأسابيع الأربعة السابقة عن موعد اصداره، وذلك مقارنة مع سعر البرميل في الفترة نفسها من العام الماضي»، علما بأن سعر برميل خام برنت يحوم منذ أسابيع بين 114 و116 دولارا للبرميل. وارتفــعت مجددا أسعـــار مبيـــع المشتقـــات النفـــطية كـــافة، كــما ارتفع سعر مبيـع قارورة الغـــاز للمرة الأولى هذه السنة، بعد تراجعــه على مدى الأسابيع التسعة الماضية.
الصفيحة تزيد 2800 ليرة في 10 أسابيع
ووفق «جدول تركيب أسعار مبيع المحروقات السائلة» الموقع من وزير الطاقة والمياه جبران باسيل أمس، زاد سعر مبيع صفيحة البنزين 2800 ليرة، في عشرة أسابيع، بعدما ارتفع سعر مبيع صفيحتي 98 أوكتانا و95 أوكتانا 700 ليرة لكل منهما. وواصل سعر مبيع مادتي الكاز والمازوت ارتفاعهما للأسبوع الرابع على التوالي؛ فـــزاد الأول 1000 ليرة، بعدما ارتفع 400 ليرة، والثاني 1100 ليرة بعدما زاد 300 ليرة. وللأسبوع الخامس على التوالي، ارتفع سعر مبيع الديزل أويل (المـــازوت الأخـــضر)، ليبلغ 1000 ليرة بعدما زاد 300 ليرة. وفي الفترة نفســـها، ارتفع سعر مبيع الفيول أويل 44 دولارا، بعدما ارتفع 8 دولارات، والفيول أويل (1 في المئة كبريتاً) 56 دولارا، بعدما ارتفع 12 دولار. في المقابل، ارتفع سعر مبيع قارورة الغاز 100 ليرة في جدول تركيب الأسعار الأسبوعي الجديد، بعدما تراجع السعر في الأسابيع التسعة الماضية، 2600 ليرة لزنة 10 كلغ، و3300 ليرة لزنة 12,5 كلغ. وأصبحت أسعار المحروقات الإجمالية شاملة الضريبة، كالآتي: بنزين 98 أوكتانا 35900 ليرة، و95 أوكتانا 35200 ليرة، الكاز 29700 ليرة، مازوت (غاز أويل) 27400 ليرة، قارورة الغاز (تسليم المستهلك) 10 كلغ 18500 ليرة، و12,5 كلغ 22500 ليرة، الديزل أويل (للمركبات الآلية) 27400 ليرة، الفيول أويل (تسليم المستودعات من دون الضريبة على القيمة المضافة) 671 دولارا، الفيول أويل (1 في المئة كبريتاً) 715 دولارا.