يوما بعد يوم يتفنن المشاركون في اعتصامات «هيئة التنسيق النقابية» بالهتافات والشعارات التي يرفعونها. ويوما بعد يوم يزداد عدد «الهتافين» لتصبح المشاركة من الجميع من دون استثناء، حتى أن البعض بات يتسابق «لتحوير» قصيدة أو بيت شعر، لكيل الاتهامات للحكومة، في انتظار أن يكون لـ«الربيع التربوي ـ الإداري» هتافات خاصة به. وتحولت أغنية الفنان مارسيل خليفة «يا بحرية» على لسان المعتصمين أمام وزارة الصناعة ـ العدلية، إلى هتاف يطالب الحكومة، بتحويل مشروع قانون سلسلة الرتب والرواتب إلى مجلس النواب. وصدح صوت المعتصمين: «شدوا الهمة التنسيق قوية.. يا ميقاتي حيلا حيلا.. من الشارع مش رح نطلع.. إلا والسلسلة تطلع.. يا ميقاتي حيلا حيلا..». وعلى وقع هذه الكلمات وغيرها، سارت تظاهرة من أمام وزارة الصناعة، باتجاه تقاطع فرن الشباك، وصولا إلى وزارة «الشؤون الاجتماعية» في بدارو، لتمر بعدها من أمام «بيت المحامي»، فمستديرة العدلية، وتحط رحالها أمام مبنى «الضريبة على القيمة المضافة- TVA». وأكدت الهيئة في اجتماعها بعد ظهر أمس، استمرارها في الإضراب المفتوح ودعت جميع الأساتذة والمعلمين والإداريين والمتقاعدين والمتعاقدين والأجراء والطلاب والأهالي إلى المشاركة الكثيفة في الاعتصام المركزي عند العاشرة من قبل ظهر اليوم بالتزامن مع انعقاد جلسة مجلس الوزراء أمام مفرق القصر الجمهوري. واعتبرت الهيئة عيد المعلم يوماً للتضامن مع هيئة التنسيق من أجل إحالة السلسلة وفق الاتفاقات والتعهدات. وقررت إقامة مهرجان تضامني في قصر الأونيسكو للمناسبة عند الثالثة من بعد ظهر الخميس المقبل. ووجهت الهيئة تحية إلى موظفي القطاع العام أساتذة ومعلمين وإداريين ومتقاعدين ومتعاقدين وأجراء شاركوا في اعتصاماتها وتظاهراتها في بيروت أمام وزارة الصناعة ووزارة الشؤون الاجتماعية ومبنى الضريبة على القيمة المضافة TVA، وكذلك في التظاهرات الكبيرة التي جرت في الشمال والنبطية.
الاعتصام
«معاشاتنا خرجية أولادكم» لافتة كبيرة رفعها أحد موظفي وزارة الصناعة، على صورة ببيان راتبه الشهري عن شهر شباط في الوزارة، وفيها أنه يبقى من راتبه بعد المحسومات للتعاونية، وضريبة الدخل 874 ألف ليرة فقط. وسأل الموظف: «هل راتب كهذا يؤمن حياة كريمة للموظف؟ ولماذا نحرم من حقنا بأي زيادة ورواتبنا لم تشهد أي تغيير منذ أكثر من 15 عاما؟». استهل الاعتصام أمام وزارة الصناعة بكلمة لنائب رئيس «رابطة التعليم الأساسي» كامل شيا، أكد فيها الاستمرار في الاعتصامات حتى تحويل السلسلة. وتوجه إلى رئيس الحكومة، معتبراً أن «الإنماء الاقتصادي يتم بوقف الهدر والصفقات، وإقفال الصناديق المثقوبة». وألقت كلمة الموظفين في وزارة الصناعة شانتال عقل، التي لفتت إلى أن رواتب الموظفين لا تبني زعامات ولا تزاحم أحداً على كرسيه. وقالت: «رواتبنا هي لفلذات أكبادنا وإن أفرج عنها تأكلها الضرائب». ودعا رئيس «رابطة موظفي الإدارة العامة» محمود حيدر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى حسم أمره وإحالة السلسلة. ودعا الموظفين إلى هبة واحدة حتى الحصول على حقوقهم. وتوجه إلى الموظفين والمترددين في المشاركة في الاعتصامات قائلاً: «لن تأتي السلسلة إلا بوحدتكم والمشاركة الكثيفة في التحركات». وألقى منصور العنز كلمة «رابطة التعليم الأساسي»، مستعيناً بقصيدة «محرفة» لأبو القاسم الشابي «إذا الشعب يوما»، لتصبح «إذا الشعب أراد السلسلة.. فلا بد أن يستجيب الوزراء.. ولا بد للحكومة أن تستحي، وتعطي لقمة عيش البشر». وذكّر رئيس «رابطة اساتذة التعليم المهني والتقني» إيلي خليفة باللقاء مع ميقاتي، ليقول: «خرجنا من عنده محبطين، وعدنا إلى الساحات، وسننتصر، لكم الساحات ولكم الكلمة الفيصل». وتابع: «تعبنا من التهديد والكلام عن انخفاض معدل النمو، والسبب السياسة المالية الخاطئة للحكومة وليس السلسلة». وأكد رئيس «رابطة اساتذة التعليم الثانوي الرسمي» حنا غريب أن «الحركة النقابية شريفة وستبقى سيفاً قاطعاً من اجل إخراج سلسلة الرتب والرواتب بعد 15 عاماً من تجميدها من دون مبرر أو رادع». ودعا «باسم المواطنين في كل الأسلاك المدنية والعسكرية والأمنية والمتعاقدين والمتقاعدين، إلى إحالة السلسلة من اجل إقرارها في مجلس النواب في أسرع وقت». ووجه نداء إلى رئيس الجمهورية ميشال سليمان للتحرك والتدخل لإقرار السلسلة، داعياً الى وضع السلسلة على جدول الأعمال و«إنا لكم من الشاكرين». ودعا الى تنفيذ اعتصام عند العاشرة من قبل ظهر اليوم عند مفرق القصر الجمهوري. وتوجّه الى طلاب لبنان والموظفين في الإدارات العامة والمتقاعدين، للوقوف اليوم الى جانب هيئة التنسيق ليكون للبنان يوم عظيم في تاريخه. وأوضح «أن هيئة التنسيق لم تسمع جواباً مطمئناً كافياً وافياً بإحالة السلسلة، فاستمرت بالتحرك»، داعياً الى الوقوف الى جانبها، مؤكداً «الاستمرار في المعركة مهما غلت التضحيات». وختم بالقول: «نحن صامدون دفاعاً عن رغيف الخبز وباسم القانون أحيلوا السلسلة». وأمام مدخل وزارة «الشؤون الاجتماعية القى رئيس لجنة الإضراب في الوزارة محمد قدوح كلمة باسم الموظفين، توجه فيها إلى الحكومة قائلا: «لن تنجحي في تحويلنا إلى فقراء، ومهما طال التحرك سنستمر به إلى النهاية حتى إحالة السلسلة». وتابع: «أنجزنا الكثير، وأعدنا للمجتمع اللبناني بريقه، والجميع في مركب واحد حتى إقرار السلسلة». وأمام مبنى الـTVA، حيا أمين الاعلام في «نقابة المعلمين» أنطوان مدور المعتصمين، وقال: «حالت ظروف زملاء لكم في التعليم الخاص أن يغيبوا قسراً، وجئت أؤكد لكم أن النقابة وبالإجماع وبكل أرادتها معكم، وهي جزء أساسي من هيئة التنسيق، والمعلمون يغصون غصة جارحة لأنهم لم ينظموا إليكم اليوم (أمس)». تابع: «لقد تغير الأسلوب ولم يتغير الهدف». وأكد أن التعليم الخاص سيشارك اليوم في الاعتصام على مفرق القصر الجمهوري.