مقالات صحفية مختارة > 40 ألف مهاجر سنويّاً من لبنان بسبب البطالة
الوفاء -16-3-2012
يسعى المؤتمر (مؤتمر إصلاح السياسات الاجتماعية في لبنان – الذي يعقده المركزي الاستشاري للدراسات ) الى المساهمة في بلورة رؤية متكاملة للشأن الاجتماعي، وفق ما جاء في مقدّمة الكتيّب الذي وزّع على الحضور، لكن النقاش في نهاية جلسة «مكافحة الفقر»، أظهر أنّ المشاركين غير مقتنعين بما قُدّم من أفكار واستراتيجيات. وفي الجلسة، انطلق المستشار الإقليمي في «الاسكوا» اديب نعمة من شرح معنى التنمية الاجتماعية، ليعتبر أنّ مناقشة الوضع الاجتماعي حاليّاً من المفترض أن تبدأ من العنصر الأكثر أهمية، وهو مسألة الرؤية والخيارات الأساسية قبل مناقشة برنامج تدخل محدد. وبعد تحديد المحاضر هيثم عمر تفاصيل المعالجة الحقيقية لمكافحة الفقر، واعتبار أنها تتطلب إعادة النظر بالسياسة الاقتصادية لجهة تنويع الاستثمارات القطاعية واعتماد سياسات تنمية اجتماعية وغيرها، عرض نائب رئيس «جمعية مؤسسة القرض الحسن» عادل منصور موضوع القروض الصغيرة، فاعتبر أنّ التضخم وتأثيره على رأسمال المؤسسات الاقراضية، يشكّل واحداً من المخاطر المهدّدة لها. واختتم الدكتور بطرس لبكي الجلسة الثالثة، بالتطرّق الى دور التسليف الصغير في مكافحة الفقر، كونها تشكل أساساً للتنمية المستدامة، لكنها ليست عنصرا كافياً. اختتم اليوم الأول للمؤتمر بجلسة حول «مكافحة البطالة» أدارها الدكتور الفضل شلق فأكد على وجود خطة لمكافحة الفقر، وقد عرضت على حكومات متعاقبة «لكن صيغة الدولة اللبنانية التي ما زالت مستمرّة إلى اليوم هي وراء رفضها المتكرر». وشدّد على دور الدولة اللبنانية في مكافحة البطالة، «كونها دولة قويّة وليست ضعيفة كما يُشاع». ووصف شلق لبنان بـ«المزرعة التي تنتج شباباً للتهجير فيما يتحوّل الباقون فيها الى التسوّل»، مشيراً الى أنّ «ما يضع حداً للبطالة هو الاقتصاد المنتج، لاسيما الصناعة والزراعة». واستهل الدكتور نجيب عيسى مداخلته بالإشارة إلى وجوب سقوط النظام الطائفي في لبنان. وعرض تفاصيل دراسته حول البطالة، لافتاً إلى أن معدلات البطالة مرتفعة ومزمنة، وتطال بشكل رئيسي الشباب وأصحاب الشهادات بنسبة تتراوح بين 8 و12 في المئة. وأوضح أنّ «40 ألف مهاجر سنويّا يتّجهون نحو الخارج، في حين يتركز نصف القوى العاملة في قطاعات متدنية الإنتاجية». وقدّم عيسى معالجة جديّة لمشكلة البطالة وذلك من خلال «وضع الإصلاحات في سياق يهدف الى التحول عن نمط النمو الحالي الى نمط آخر يقوم على التوزيع الأمثل للموارد المالية والبشرية المحلية، من أجل اقامة انتاج وطني متنوع وقادر على المنافسة». وعرض عيسى بعض الخلل في النظام التعليمي الحالي، بسبب طغيان الجانب الأكاديمي على الجانب المهني والتقني، بالإضافة الى طفرة في الاختصاصات التقليدية، والتفاوت بين التعليم الرسمي والخاصّ. وفي السياق نفسه قدّم الدكتور جورج القصيفي شرحه حول واقع البطالة. واستند الى آخر مسح رسمي كشف أن «البطالة تطاول بشكل رئيسي الفئات العمرية الفتية، وترتفع معدّلاتها كثيرا عند الشباب الذين تقل اعمارهم عن 25 سنة. وبذلك يبلغ معدل البطالة 26 في المئة لدى الأعمار التي تتراوح بين 15 و19 سنة، ونحو 21 في المئة عند الفئة العمرية بين 20 و24 سنة». ( السفير- زينب ترحيني).