
الأسبوع الثاني من شهر نيسان في وجه الأزمات المتتالية التي تُثقل كاهل الشعوب، وتحديدًا الشعوب التي ما زالت ترفض الانصياع للإملاءات الخارجية، تتبدّى أهمية موقع عمال لبنان الاوفياء كركيزة أساسية في معركة الدفاع عن الكرامة الوطنية، وعن الحق في حياة حرة كريمة في وطن سيد، لا يُدار من سفارات ولا تُكتب سياساته في العواصم الأجنبية. اليوم، يتعرض وطننا لحملة ممنهجة تستهدف بنيته الاقتصادية، وتضرب أسس الإنتاج، وتُغرق مؤسساته في العجز والشلل، في محاولة لإخضاعه وفرض وقائع سياسية واقتصادية جديدة، تُنهي ما تبقى من استقلال القرار الوطني. ولسوء الأسف، فإن هذه المحاولات تجد أدوات داخلية، من قوى سياسية واقتصادية وإعلامية، لا تتردد في العمل تحت مظلة مشاريع مشبوهة، تتلقى أوامرها من الخارج، وتحديدًا من واشنطن وتل أبيب، وتُسوّق لعلاقات مشينة مع العدو الصهيوني تحت عناوين زائفة مثل "السلام" و"الانفتاح" و"الازدهار". إن عمال لبنان الاوفياء ، الذين يواجهون يوميًا نتائج هذه السياسات بالتهميش والفقر وغياب الحماية، يدركون أن الأزمة الحقيقية لا تكمن فقط في الغلاء أو البطالة أو تدهور الخدمات، بل في المسار السياسي الذي يربط مصير البلاد بالإملاءات الأميركية، ويتغاضى عن حقيقة أن الكيان الصهيوني لم يكن يومًا جارا مسالمًا، بل مشروع احتلال وتفتيت وهيمنة، يستهدف الإنسان والموارد والهوية. من هذا الموقع، يعلن عمال لبنان الاوفياء رفضهم المطلق لكل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني، مهما اختلفت تسمياتها أو تغليفها الإعلامي. فالتطبيع، سواء أكان سياسيًا أم اقتصاديًا أم ثقافيًا، هو تمهيد لهيمنة العدو داخل مؤسساتنا، وهو اعتراف ضمني بشرعية كيان قام على المجازر والاغتصاب والتمييز العنصري. كذلك، يستهجن عمال لبنان الاوفياء الأصوات التي ما انفكت تطالب بنزع سلاح المقاومة، تحت ذرائع "بسط سيادة الدولة" أو "حصرية القرار العسكري". فهؤلاء، عن قصد أو جهل، يُردّدون صدى المطالب الأميركية والإسرائيلية، ويعملون – بوعي أو دون وعي – على نزع آخر مقومات القوة التي تملكها الأمة في وجه العدو. وهل هناك من يُصدق فعلًا أن وطنًا تحاصره واشنطن، ويهدده العدو الصهيوني يوميًا، يمكن أن يحيا بلا سلاح يحميه، ومقاومة تردع عدوانه؟ إن الدعوة إلى نزع السلاح في هذا التوقيت بالذات، ليست سوى عبث سياسي، ومزايدة رخيصة، ومحاولة مكشوفة لنزع روح الصمود من جسد الوطن. عمال لبنان إلى جانب المقاومة، قولًا وفعلًا. معها في خنادقها، في معادلات ردعها، في مشروعها الوطني الجامع، الذي حمى الأرض ورفع الرأس وأعاد التوازن مع العدو. فالمقاومة لم تُطالب بشيء لنفسها، بل كانت حيث يجب أن تكون، حينما غابت الجيوش وتآمرت الأنظمة. إن المعركة اليوم تتجاوز المطالب اليومية والمعيشية، لتكون جزءًا من المواجهة الشاملة التي يخوضها الأحرار ضد الاحتلال، وضد الهيمنة الأميركية، وضد أدواتها في الداخل. وعمال لبنان ، في موقعهم المتجذر في الأرض وفي قلب الإنتاج، يؤكدون أنهم لن يكونوا شهود زور على انهيار السيادة، ولن يسمحوا بأن تتحول بلادهم إلى سوق مفتوح أمام العدو، أو ساحة خالية أمام المطبعين. السيادة قرار. والمقاومة خيار. والتطبيع خيانة. والسلاح الذي حرر الأرض، لن يُسلَّم . |