٢٥ أيار ٢٠٢٥ 
تحلّ علينا ذكرى عيد المقاومة والتحرير، حاملةً في طياتها معاني العزة والكرامة والانتصار، حين قرّر شعبٌ مؤمنٌ بحقه، مسنودٌ بإرادة مقاوميه، أن يطرد الاحتلال ويستعيد أرضه دون قيد أو شرط. في الخامس والعشرين من أيار عام 2000، سقط النموذج الذي حاول العدو أن يفرضه لعقود، وسقط معه وهم "الجيش الذي لا يُقهر"، لتُثبت المقاومة أن الشعوب، حين تؤمن بقضيتها وتوحد صفوفها، قادرة على قهر أعتى قوة احتلالية في المنطقة. إن عيد المقاومة والتحرير ليس مجرد محطة وطنية لبنانية، بل هو عنوان نهوض شعبي، ودليل حي على أن الاحتلال لا يدوم، وأن الكفاح المستند إلى إرادة حقيقية لا يُهزم. هو مناسبة نتوقف عندها، لا للاحتفال فقط، بل للتذكير بأن خيار المقاومة هو الضمانة الحقيقية لحفظ الكرامة الوطنية، وأن العدو الصهيوني لا يفهم إلا لغة القوة، ولا يردعه سوى الثبات والمواجهة. وبينما نحتفي بهذا العيد الوطني الكبير، نشهد في الداخل تقاعسًا مؤلمًا من لجنة المؤشر في القيام بواجبها تجاه العمال اللبنانيين، الذين يرزحون تحت وطأة الغلاء وتدهور الرواتب وانعدام مقومات الحياة الكريمة. إن هذه المماطلة لم تعد تُحتمل، وهي تضع العامل اللبناني في مهب الفقر والذل، في وقت بات فيه الصمت جريمة. إن دروس التحرير تقول لنا إن الحقوق لا تُرجى، بل تُنتزع بالنضال والوحدة، ان اعادة اعمار ما هدمه العدوان الصهيوني لن يكون الا بارادة وطنية مقاومة لا مكان فيها للخضوع لارادة الاعداء . وفي المقابل، نثمّن المواقف الشجاعة التي تتخذها النقابات في مصر وبعض دول المغرب العربي، التي لم تكتف بالدفاع عن قضاياها العمالية، بل رفعت صوتها عاليًا في وجه آلة الدمار الامريكية الصهيونية التي تواصل قتل الأبرياء في فلسطين، مؤكدة التزامها الثابت بعدالة القضية الفلسطينية، ورفضها لكل أشكال القتل والاحتلال والتمييز. أما على مستوى العالم، فقد سجّلنا مواقف مشرفة من قوى نقابية لا تزال تنبض بالحرية والضمير: من توقيع اتحاد نقابات العمال الأتراك بروتوكول دعم لفلسطين مع الاتحاد العام للعمال الجزائريين، إلى بيان اتحاد النقابات العالمي الرافض للعدوان الصهيوني وتجويع سكان غزة، مرورًا بالتحركات أمام سفارة الاحتلال في أثينا بتنظيم "البامة" ونقابات يونانية، وإدانة النقابة الدولية لعمال البناء والأخشاب لما يجري في غزة، وصولًا إلى تحرّك عمال نقابة القاعديين في بيزا خلال سباق "جيرو دي إيطاليا"، رفضًا لمشاركة الاحتلال. إن هذه الوقفات والمواقف تؤكد أن العدالة الاجتماعية وحرية الشعوب وجهان لنضال واحد، وأن صوت العامل حين يُرفَع نصرة للمظلوم، يصبح سلاحًا بوجه الطغيان والاحتلال. من هنا، يدعو اتحاد الوفاء كل النقابات والاتحادات في الوطن العربي إلى التكاتف نصرة لفلسطين، وتعزيز دورها في حماية العمال وحقوقهم، في وجه كل أشكال الظلم، من الفساد المحلي إلى الاحتلال الخارجي. المجد للمقاومة، النصر لفلسطين، والكرامة للعمال في كل الساحات. |