٢ حزيران ٢٠٢٥ بينما تتواصل أعمال مؤتمر جنيف، يواصل النقابيون الشرفاء إيصال الصوت الحر إلى قلب العالم، معلنين باسم كل المستضعفين أن الكرامة لا تُجزّأ، وأن حقوق الإنسان ليست سلعة موسمية. هناك، في القاعات الدولية، لا يجب أن يُجامل المندوبون أحدًا، ولا يخشون مساءلة من استباح الأوطان أو صادر إرادة الشعوب. لكن في المقابل، هنا في الوطن، لا يزال البعض يُصرّ على ارتداء قناع "المسؤول" بينما يهوى إلى أدنى مستويات الخطاب الوطني على الشاشات. ما نشهده من انحدارٍ أخلاقي وقيمي في إطلالات بعض أصحاب الشأن العام على الإعلام لا يليق لا بمسؤولية ولا بمواطنة. بدل أن يُعبّروا عن هموم الناس، تحوّلت منابرهم إلى بازار للشتائم، والاتهامات، وتصفية الحسابات الشخصية، وكأن الشعب مجرّد متفرّج في مسرح عبثي. وفيما المواطن يُسحق، تتفنّن هذه السلطة المفروضة في قراراتها: رفع جديد لأسعار المحروقات، كأنها لم تكتفِ بتجويع الناس، بل تصرّ على إذلالهم بكل فاتورة، بكل تنكة بنزين، بكل عجز عن التنقّل أو التدفئة أو العمل. نقولها بوضوح: هذا ليس إصلاحاً، بل انتقام إفسادي ممنهَج. من يدفع الثمن؟ العامل، المزارع، الطالب، العائلة التي تعيش على الحد الأدنى من الحياة والكرامة. لكن رغم الظلمة، يلوح من الوطن نورٌ من نوع آخر: المقاومة تعمل على بقاء جهوزية منسوب الردع في وجه العدو الصهيوني، وعلى إعادة التوازن لمنطقة اختلّ فيها كل شيء . في زمن يتسابق فيه الرسميون أمام أعتاب التبعية والانصياع، هناك رجال يرسمون بدمهم معادلات قوة لا يفهمها ضعاف النفوس. وفي هذه الأيام، نُحيي ذكرى رحيل الإمام الخميني (قده)، الإمام الذي حمل قضية العامل في قلبه، ورفع المستضعفين من قاع النسيان إلى قمة القرار. علّمنا أن الأمم لا تنهض إلا بإرادة الشعوب، وأن الكرامة والسيادة لا تستوي مع التبعية والانسياق . من جنيف إلى بيروت، موقفنا واحد: لا لرفع الأسعار لا للخطاب الهابط في مهاوي الارتزاق السياسي. لا لسلطة مفروضة تبيع كرامة الشعب على مذبح التبعية والخضوع والانصياع لأمريكا واسرائيل ونعم للمقاومة، نعم لصوت الحق، نعم لنهج الإمام، ونعم لكل من بقي على العهد، رغم كل السقوط. |