٢ تموز ٢٠٢٥ في المشهد الإقليمي تطور بارز يتمثل في النجاح الإيراني في توجيه ضربة استراتيجية إلى العدو الإسرائيلي ومن خلفه داعموه، ضمن إطار المواجهة المستمرة التي تخوضها قوى المقاومة في المنطقة. هذا الإنجاز لم يكن الاول ، بل يأتي في سياق تراكم ميداني وسياسي يثبت أن خيار المقاومة لا يزال حاضرًا وفاعلًا، ويعيد التأكيد على أن أي محاولة لتطويقه فضلا عن شطبه من قبل الداخل اللبناني او الخارج الامريكي والصهيوني، هي محاولة محكوم عليها بالفشل. بالتوازي، تبدأ المجالس الحسينية العاشورائية هذا الأسبوع، وهي مناسبة لتجديد الالتزام بالقيم التي دعا إليها الإمام الحسين (ع) واستشهد من اجلها : مقاومة الطغاة ورفض الظلم، والمطالبة بالإصلاح، والدفاع عن الحق. هذه المبادئ التي نستلهم منها موقفنا تجاه مختلف القضايا، السياسية والاجتماعية والمعيشية. وفي هذا السياق، لا يمكن تجاهل القرار الأخير برفع الحد الأدنى للأجور في القطاع الخاص، والذي جاء بعد تأخير طويل، وبقي دون الحد المقبول من الإنصاف، ولم يترافق مع إقرار تصحيح غلاء معيشة. وما صدر باختصار لا يراعي الحد الأدنى من متطلبات العيش الكريم، وهو ما يؤشر إلى استمرار السياسات الاجتماعية الجائرة ، وغياب الرؤية المتكاملة للمعالجة الاقتصادية. من جهة أخرى، ومع استمرار التوتر بين المالكين ومستأجري الاماكن غير السكنية ، نؤكد على ضرورة التوجه نحو حل عادل تتحمل فيه الدولة مسؤولية الفشل المزمن في معالجة هذا الملف والتسبب بتعقيداته ، تشريعا وتنفيذا ، وهو ما يجب ان تدفع ثمنه لارضاء الطرفين ، المسألة لم تعد تحتمل مزيدًا من التهرب من دفع الثمن لمنع الانزلاق إلى مزيد من الفوضى الاجتماعية. وفيما يخص ملف سلاح المقاومة، فإن الطروحات التي تعود للحديث عن نزعه، في هذا التوقيت بالذات، واستخدام ادوات لا وطنية من قبيل العدوان على هوية مزارع شبعا تشكل انشغالًا في غير محله، ومحاولات استثمار سياسي مكشوف من مرهقين ومراهقين . وبسط سيادة الدولة على كامل اراضيها يبدأ من الجنوب وبسط السيادة على العدو ، فالمطلوب اليوم هو البحث في كيفية تحرير لبنان ارضا وسياسة ، وحمايته وتعزيز عناصر قوته في ذلك ، لا إضعافها ، في المواقف وفي موجبات مقاومة العدوانين الامريكي والاسرائيلي، وتاريخ المقاومة وحاضرها يثبت الحجة في كل ذلك ، فهي كانت ضمانة الردع وبسط السيادة ، وستبقى كذلك أكثر من أي وقت مضى. |