اخبار متفرقة > تجديد حصرية «طيران الشرق الأوسط» 12 سنة
«الميدل ايست»: التمديد ليس احتكاراً ونواجه الأجواء المفتوحة منذ 2001
عدنان الحاج : السفير 6-9-2012
قرر مجلس الوزراء تمديد حصرية «شركة طيران الشرق الأوسط ـ الخطوط الجوية اللبنانية» لمدة 12 سنة اعتباراً من شهر أيلول 2012 حتى أيلول من العام 2024. إشارة إلى ان «شركة طيران الشرق الأوسط» المملوكة من «مصرف لبنان» بحوالي 99 في المئة من أسهمها تتمتع بالحصرية منذ حوالي 40 سنة، إضافة إلى المدة الجديدة، ما يرفع مدة الحصرية إلى حوالي 52 سنة، إشارة أخرى إلى أن «الميدل ايست» أسسها في العام 1945 الرئيس المرحوم صائب سلام قبل أن تتحول ملكيتها إلى أكثر من جهة أبرزها «شركة انترا للاستثمار» ثم ملكية «مصرف لبنان» إضافة إلى مساهمات الموظفين والمساهمين. وقد ربط مجلس الوزراء قرار الحصرية بخلق أجواء منافسة حول الأسعار، إضافة إلى السماح لشركات أخرى بتسيير رحلات إلى الخطوط والمحطات التي لا تعمل «الميدل ايست» على خطوطها. وعلمت «السفير» ان وزير المال محمد الصفدي طرح خلال الجلسة محاولة ربط تمديد حصرية «الميدل ايست» بتشغيل «مطار رينيه معوض» سواء عن طريق شركات إقليمية (تركية ـ إيرانية أو غيرها) أو قيام «الميدل ايست» نفسها بتسيير خطوط مباشرة إلى «مطار رينيه معوض». لكن الوزير الصفدي فوجئ بأن أحداً من الوزراء لم يؤيد طرحه وخصوصاً وزراء الشمال. إشارة إلى أن فعاليات الشمال كانت ترى «مطار رينيه معوض» من القطاعات الاستثمارية التي تنشط حركة الشمال الاقتصادية وتخلق فرص عمل. وكانت إدارة «شركة طيران الشرق الأوسط» قد رفعت كتاباً إلى مجلس الوزراء بواسطة وزير الأشغال العامة والنقل غازي العريضي أشارت فيه إلى أن «الميدل ايست» تنافس 45 شركة، معتبرة ان الحصرية ليست احتكاراً، لا سيما أن «الميدل ايست» تواجه الأجواء المفتوحة منذ العام 2001، مشيرة إلى انخفاض أسعار التذاكر بين العامين 2000 و2011 بحوالي 27 في المئة وهي شغلت 33 في المئة من حركة المطار. وأشار التقرير إلى ان الشركة التي خسرت بين العام 1982 و2001 حوالي 567 مليون دولار، استطاعت أن تحقق أرباحاً خلال السنوات العشر الأخيرة بين العام 2002 و2011 حوالي 600 مليون دولار على الرغم من انخفاض الأرباح التشغيلية إلى 41 مليون دولار في العام 2011.
«الميدل ايست»: لمحة تاريخية
[ بتاريخ 15 أيار 1958 اتخذ مجلس الوزراء قراراً قضى بعدم الترخيص لشركة نظامية جديدة باستثمار النقل الجوي للركاب كون البرامج التي أعدتها الشركات تفوق إمكانيات النقل في لبنان. [ في العام 1963 اندمجت «شركة طيران الشرق الأوسط» مع «شركة الخطوط الجوية اللبنانية» بعد أن سجلت الأخيرة خسائر متتالية وصلت إلى مليون ليرة شهرياً. [ بعد وصول «شركة ليا» إلى الإفلاس في العام 1969، طلبت الدولة من «شركة طيران الشرق الأوسط» أن تأخذ على عاتقها إجراءها لتلافي أزمة اجتماعية مما حملها أعباء ضخمة، وبالمقابل قرر مجلس الوزراء بتاريخ 4/10/1969 منح «شركة طيران الشرق الأوسط ـ الخطوط الجوية اللبنانية» حق استثمار جميع الخطوط الجوية المرخص لها ولشركة ليا بصورة نهائية وعدم إعطاء رخص تأسيس شركات طيران لبنانية لنقل الركاب لمدة عشرين عاماً. [ أورد الشيخ نجيب علم الدين في كتابه «الشيخ الطائر» عن عدم خشية «طيران الشرق الأوسط» من المنافسة مع الشركات اللبنانية الأخرى، ولكن من مزاحمة تلك الشركات على استعمال حقوق النقل واضطرار الشركة إلى التدخل مرات عدة لاستيعاب شركات لم يكن من الأساس ضرورة للترخيص لها في ضوء إمكانات النقل الجوي في لبنان. [ بتاريخ 14/9/1992 قرر مجلس الوزراء الموافقة على طلب الشركة منحها الحق الحصري لنقل الركاب من لبنان وإليه لمدة عشرين عاماً لتتمكن من تنفيذ خطتها الاقتصادية ومن مجابهة المنافسة التي تسود عالم الطيران. وقد كانت الخسائر المتراكمة للشركة قد بلغت حوالي ثلاثمئة مليون دولار أميركي من العام 1982 وحتى 1992.
الحصرية ليست احتكاراً
عند الحديث عن حق حصرية استثمار خطوط النقل الجوي النظامي بين لبنان والخارج من قبل شركة طيران الأوسط كناقل وطني، يلتبس البعض بين الحصرية والاحتكار. الاحتكار في المفهوم الاقتصادي والقانوني هو وجود منتج واحد لخدمة مطلوبة تمكنه من التحكم بالأسعار خارج إطار المنافسة وخارج العرض والطلب. ان «شركة طيران الشرق الأوسط» تنافس 45 شركة طيران عالمية نظامية عاملة إلى لبنان في ظل سياسة أجواء مفتوحة مطبقة في لبنان منذ العام 2001 بدون فرض مبدأ المعاملة بالمثل. وقد شغلت الشركة في العام 2011 ما نسبته 33% من عدد الرحلات في مطار رفيق الحريري الدولي البالغ عددها أكثر من 63 ألف رحلة ونقلت 37% من عدد الركاب البالغ مجموعهم 6,5 ملايين مسافر. انخفضت أسعار بطاقات السفر لدى الشركة في الدرجة السياحية من معدل 219 دولاراً إلى 160 دولاراً أي ما نسبته 27% بين العامين 2008 و2011 ومن 265 دولاراً إلى 203 دولارات أي ما نسبته 5,23% إذا ما تضمنت الأسعار علاوات أسعار النفط (Fuel surcharge). ان النسب المذكورة أعلاه تلغي دون أي شك فرضية الاحتكار.
النقل العارض
كما ان إمكانية الترخيص لشركات نقل عارض تبقى ممكنة في ظل الحصرية لشركة طيران الشرق الأوسط. بلغت الخسائر المتراكمة للشركة على مدى عشرين عاماً منذ 1982 حتى 2001 حوالي سبعمئة مليون دولار أميركي، منها 567 مليون دولار على مدى عشر سنوات بعد اتفاق الطائف من العام 1992 حتى 2001. بلغت قيمة الأرباح المجمعة على مدى عشر سنوات منذ العام 2002 وحتى العام 2011 ستمئة مليون دولار أميركي. إلا أن الأرباح التشغيلية قد انخفضت من 91 مليون دولار في العام 2010 إلى 41 مليون دولار في العام 2011. ويعود ذلك لعدة أسباب أهمها زيادة التكاليف وفي طليعتها أسعار المحروقات يليها زيادة الكلفة في أجور وأعباء الموظفين بمختلف فئاتهم وانخفاض المردود في أسعار تذاكر السفر، بالإضافة إلى الأوضاع العامة السائدة في البلاد. وفي مطلق الأحوال ولولا التوسع في عدد طائرات الشركة من عشر طائرات في 2008 إلى 15 طائرة حالياً والاستفادة من اقتصاديات الحجم لكان الانخفاض في الربحية هو أكبر من الأرقام المحققة. فشركة الميدل ايست بمختلف المقاييس هي شركة صغيرة الحجم تعمل في سوق السفر في لبنان الذي هو أيضاً سوق صغير.
شركات لبنانية جديدة أو شركات في لبنان؟
طرح عدد من الشركات الأجنبية إنشاء مراكز لها للتشغيل انطلاقاً من بيروت إلى مختلف المناطق في العالم، ما يعني أن باستطاعتها أن تتقاسم حقوق النقل من لبنان وإليه مع الميدل ايست من دون أن توظف لبنانيين إذا اقتضت اقتصاديات تشغيلها ذلك، في حين أن الميدل ايست وشركاتها التابعة تشغل 4 آلاف عائلة. ان العديد من تلك الشركات لديه إمكانات مالية هائلة تمكنه من إغراق السعة والأسعار في سوق النقل الجوي وإخراج من يعمل على أساس تجاري بحت من الأسواق، فيكون عنوان الشركة لبنانياً وعملياً أجنبياً.