٢٩ تموز ٢٠٢٥ 
في ظل الأزمات المتعددة التي يمر بها لبنان، تتزايد الأحاديث حول "الفرص" الضائعة التي يتحدثون عنها و التي يمكن أن تسهم في إنقاذ الوضع الأمني والاقتصادي والسياسي في لبنان ولكن هل هذه الفرص حقيقية أم مجرد أوهام تهدف إلى تبرير الاستسلام والخضوع للإملاءات الخارجية، خصوصاً الأمريكية والصهيونية؟ ما هي هذه الفرص؟ هل من يجيبنا؟ هل من يضمن لنا ذلك ؟ - هل ستنسحب إسرائيل من الأراضي اللبنانية المحتلة، بما في ذلك مزارع شبعا وتلال كفرشوبا؟ - هل ستعيد إسرائيل جميع المفقودين والمعتقلين والأسرى اللبنانيين لديها؟ - هل ستتوقف استباحة سمائنا وأرضنا وحدودنا بالكامل؟ - هل ستتوقف آلة القتل الصhيونية عن ملاحقة أبنائنا واعتداءاتها؟ - هل سيبدأ الإعمار في جميع الأماكن المدمرة على امتداد الوطن، بدءًا من حدودنا الجنوبية؟ - وهل ستفتح أمامنا الاستثمارات العربية والدولية لإنعاش الاقتصاد اللبناني المتأزم؟ إن الحديث عن الفرص يجب أن يترافق مع تحليل عميق للواقع اللبناني بجميع أطيافه ومجتمعاته. فبغض النظر عن الضغوط الخارجية، يجب أن يكون هناك وعي جماعي بضرورة مقاومة أي محاولات تهدف إلى تقويض سيادة لبنان واستقلاله. إن الاستسلام للإملاءات الخارجية مقابل الفرص الوهمية لن يؤدي إلا إلى مزيد من التبعية والضعف، وكل ما يتم الحديث عنه من فرص لا يعدو كونه أوهامًا وأحلامًا زائفة في أذهان المستسلمين، مما يزيد من تفاقم الأوضاع سوءًا بدلاً من تحسينها. هل من يسعى لتجسيد الفرص الحقيقية من خلال تعزيز الوحدة الوطنية، ودعم السيادة، وبناء مؤسسات قوية قادرة على مواجهة التحديات؟ يجب أن يكون التركيز على تطوير الاقتصاد الوطني وتعزيز العلاقات مع الدول الشقيقة والصديقة التي تسعى لدعم لبنان دون تدخل في شؤونه الداخلية، ودون المساومة على السيادة الحقيقية للوطن. في نهاية المطاف، الفرص ليست مجرد كلمات تُقال، بل هي خيارات تتطلب شجاعة وقرارًا حاسمًا. يجب أن نختار بين الاستسلام والتبعية، أو المقاومة والكرامة. إن اختيار الكرامة هو الخيار الذي يجب أن يسعى إليه اللبنانيون جميعًا، من أجل مستقبل أفضل لأجيالنا القادمة. النبطية في 29/7/2025 النقابي حسين مغربل تنويه: الآراء والمواقف المنشورة في هذا الباب تعبّر عن رأي صاحبها فقط، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي أو توجهات إدارة الموقع . |