اخبار متفرقة > شربل نحاس حاضر عن النهج الاقتصادي في لبنان:
للخروج من هذا النمط لانه يدمر بنية الاقتصاد والمجتمع
الوفاء - 17/10/2012
- استضافت "ندوة العمل الوطني" الوزير السابق الدكتور شربل نحاس في مركز توفيق طبارة، متحدثا عن "هل من نهج اقتصادي مغاير للنهج الحالي في لبنان"، في حضور الرئيس الدكتور سليم الحص وشخصيات سياسية واكاديمية واجتماعية.
النشيد الوطني، فتقديم عضو "المنبر" عبد الحميد فاخوري، معددا مزايا نحاس "الاخلاقية وكفاءته الاقتصادية وشفافيته ونظافة كفه".
وتحدث نحاس، فأشار الى بند ادرج في البيان الوزاري للحكومتين الحالية والسابقة حول النمط الاقتصادي، وقال: "ان اقتصاديات الدول محكومة ببعض الثوابت، تحكمها لفترات طويلة لجهة الانفتاح نحو الخارج او توزيع الثروة داخليا او التوازنات الاساسية بين الاستهلاك والادخار".
اضاف: "هذه السمات تبقى مستقرة لفترات طويلة ولا يحدث عليها تغيرات الا في حالات الازمات لذا يمكن القول ان هناك نموا اقتصاديا ثابتا على صعيد الدول".
وسأل :" ما هو النمط الاقتصادي في لبنان؟"، معتبرا "ان هذا النمط القائم في لبنان له معالم مميزة فالقوى الناشطة لا يزيد عددها اذ ان الفورة الديموغرافية انتهت كما ان الاجراء النظاميين في القطاعين العام والخاص لا يتعديان 30% ".
وقال :" 70% من الناس غير معنيين بالكلام عن سلسلة الرتب والرواتب"، واعلن "ان 20% غير مصرح عنهم، وهناك 11% عاطلين عن العمل و36% يعملون لحسابهم، و16% من سائقين ومزارعين و5% اصحاب اعمال، موضحا ان حصة الاجراء النظاميين في غير دول تتراوح بين 72% الى 93% ".
واشار الى انه "كلما زاد عدد المتعلمين في لبنان زادت نسبة البطالة وان نسبة انخراط النساء في العمل متدنية وتصل الى 25% مع العلم ان نسبتهن مرتفعة في التعليم الجامعي".
ورأى "ان اموالا مرتفعة تصرف على تعليم الابناء ولا مردود لها"، معلنا "ان 47% من العاملين في لبنان لم يتخطوا التعليم الابتدائي".
واكد وجود صعوبات في ايجاد اخصائيين في مجالات تقنية، لافتا الى "وجود تخصص في تعليم الشباب تحضيرا لهجرتهم، كما اننا نشهد تدني كفاءة اليد العاملة والى تغير متسارع في الفئات العمرية لصالح المسنين".
واشار الى "سلبية استقدام اليد العاملة من الخارج وفقا لحالات ظرفية اي لا تسمح بالاستفادة من اختصاصاتهم فضلا عن استغلالهم".
وشدد على "ثقافة الاستهلاك القائمة في مجتمعنا والقائمة على تحويلات المهاجرين وبعض المال السياسي". وكشف انه "دخل الى لبنان خلال 18 سنة الماضية 150 مليار دولار، اسفا لشراء مواد من الخارج بقيمة 122 مليار دولار وبقي في الاحتياط 28 مليار دولار".
واعلن "ان قيمة هذا المبلغ توازي ما دفعته الولايات المتحدة الاميركية لاوروبا بعد الحرب العالمية الثانية لاعادة بنائها"، مقارنا بين عدد سكان لبنان ال4 ملايين يقابله بعشرات الملايين سكان اوروبا بعد تلك الحرب.
وتحدث عن استبدال بنية المجتمع ومحاولة تدميرها، لافتا الى "حصول ظرفين استثنائيين حصلا هما: مرحلة الحرب الاهلية وارتفاع اسعار النفط، اي حصلت عملية طرد سكاني من لبنان وهجرة الى بلدان النفط".
وتطرق الى تعثر استمرار بعض الصناعات وارتفاع اسعار العقارات وقال: "هذه آفة فضلا عن ارتفاع الدين العام والدخول في مرحلة الابتزاز لجهة عدم القدرة على معالجة هذا الامر".
ورأى انه نتيجة كل ذلك ورثنا دولة "مهترئة"، والمح الى ان "الاطراف السياسية من كل الفئات دخلت في نغمة الدين والليرة من دون علاج".
واعتبر ان "الجامعات والمطاعم والمصارف جزء من قنوات عملية الاستيراد والاستهلاك في حين ان غير انشطة اقتصادية تلاشت".
وتحدث عن "وجود انشطة في لبنان لا تشبه شيئا، لكنها تعطي اموالا مما افقد مشروعية العمل المنتج".
وذكر ان المصارف في لبنان تربح ملياري دولار سنويا، منتقدا السلوك الاستهلاكي القائم في المجتمع اللبناني والذي هو جزء من نمط اقتصادي سلبي.
وسأل :" هل نحن نتعاطى مع اقتصاد وطني ام مع اقتصاد جزء من اقتصاد اقليمي؟"، وقال: "الدولة بالمعنى الاقتصاد الوطني تضع حدا بين الداخل والخارج وهنا تختلف الدولة جوهريا عن انها سوق ودور ووظيفة".
وانتقد ازدواجية التعليم في لبنان لجهة افشال التعليم الرسمي، معلنا انه يوم امس تخطى لبنان الموعد الدستوري للموازنة.
وتحدث عن خطوات احترازية مثل وضع سلم اولويات لدائني الدولة، مشددا على "ضرورة الخروج من هذا النمط الاقتصادي لان هذا النمط يدمر بنية الاقتصاد والمجتمع"، ومنبها الى "المساوىء التي ستنجم عن الوضع في سوريا على لبنان اقتصاديا".
وختم مشيرا الى الكتاب الذي اصدره العام 2007 عن كيفية الخروج من هذا النمط الاقتصادي في لبنان، وهو متوفر على موقع شربل نحاس على شبكة الانترنت.