اخبار متفرقة > القطاع التعاوني في منطقة النبطية حديث العهد يحتاج إلى رعاية
نماذج تهتم بالزراعة والتصنيع وتدعو للمساعدة بتصريف الإنتاج
عدنان طباجة السفير 20-10-2012
يفترض بالعمل التعاوني الزراعي الناجح، ان يعطي نتائج جيدة ومنفعة عامة للمحيط الذي يتواجد فيه، ينطبق ذلك على تعاونيات منطقة النبطية، على الرغم من انها تعاني مشكلات كثيرة ومتشعبة، في طليعتها غياب الثقافة التعاونية بين الأشخاص والجماعات، وعدم تطوّر قوانين العمل التعاوني من الدولة والجهات المعنية، والإبقاء على القديمة العهد منها، التي لا تلائم طبيعة هذا العمل في الوقت الحاضر، إضافة الى غياب وسائل الدعم والحماية الكافية، لتمكينه من منافسة القطاع الخاص، وغياب التسليفات المصرفية ذات القروض الميسرة للتعاونيات، في ظل إقفال مصرف التسليف الزراعي للتعاونيات والمزارعين، وحاجة هذا القطاع الى العناية والتعاون والمتابعة والمثابرة والعمل التطوعي والتنسيق الدائم بين التعاونيات والبلديات والوزارات المعنية والجهات المانحة، لتأمين المشاريع التنموية والزراعية وتمويلها، يضاف الى كل ذلك مشكلة تصريف الإنتاج الزراعي، الذي لا يتم إلا من خلال المعارض الموسمية والسوق المحلية والمغتربين، وعدم فتح الأسواق الخارجية أمام هذه المنتجات أو المساعدة على تسويقها في مختلف المناطق اللبنانية وحمايتها من المنافسة الأجنبية لما فيه الحفاظ على مصلحة العاملين في القطاع التعاوني في لبنان. تعاونية عربصاليم: زيت الموسم الماضي تضم منطقة النبطية العديد من الجمعيات والتعاونيات الزراعية، التي تعمل حسب إمكانياتها الذاتية، من بينها «التعاونية الزراعية العامة في عربصاليم» التي نشأت العام 2001 بهدف خدمة أعضائها وتنمية قدراتهم الاقتصادية والفنية وتحسين الواقع الزراعي المحلي بشقيه الزراعي والحيواني من تربية المواشي والدواجن وزراعة الأشجار والخضار، والعمل على تسويق الإنتاج الزراعي، وخلق فرص العمل للشباب، كما يقول رئيس التعاونية المهندس قاسم حسن، الذي يشير إلى أن الجمعية تركز في عملها على قطاعات عدة، بعد دراسة مستفيضة لها، وهي: قطاع المواشي والدواجن والأشجار المثمرة والخضار وتربية النحل وتقديم الدعم للمزارعين والبرامج الإرشادية والعلف المدعوم، والمساهمة في المعارض الموسمية لتسويق إنتاج التعاونية والدورات التدريبية وتحصين الماشية وتوزيع الأدوية والمبيدات الزراعية. ويلفت حسن إلى تزويد التعاونية بمختبر لفحص نوعية زيت الزيتون وجمع صفائح الزيت من المزارعين بالتعاون مع وزارة الزراعة وتسليمها للجيش اللبناني. ويقول: لقد جمعنا 1130 صفيحة زيت خلال الموسم الفائت، لكننا لم نقبض ثمنها حتى الآن، وعندما طالبنا وزارة الزراعة أحالتنا إلى قيادة الجيش، التي بدورها أحالتنا على الهيئة العليا للإغاثة، وحتى الآن لم نحصل على أي نتيجة، في ظل حاجة المزارعين لهذه الأموال، وهم يطالبون التعاونية بسدادها، كما توجد في التعاونية معصرة للخروب، وهي نادرة جداً في المنطقة، وتنتج الدبس بمواصفات جيدة، إضافة للجفت الناجم عن عملية العصر، ولديها معمل لتجفيف جفت الزيتون الذي نشتريه من المعاصر الأخرى ونبيعه لمن يرغب من المواطنين، ونساعد المزارعين على تجفيف جفتهم. ويؤكد حسن «أن مجالات التعاون قائمة بين التعاونية ووزارة الزراعة وجمعية جهاد البناء والـ UNDP ومجلس الإنماء والإعمار وجمعية جيف (برنامج الأمم المتحدة للتنمية)، التي قدمت مساعدات مادية للتعاونية، بناءً على دراسات مسبقة لبعض المشاريع، إضافة للبلدية التي قدمت لنا قطعة الأرض التي شيدنا عليها مركز الجمعية، وهو يحتوي على أقسام الإدارة ومعملي العلف وجفت الخروب والزيتون.
التصنيع الزراعي
وإلى جانب التعاونية الزراعية العامة في عربصاليم، توجد في البلدة «الجمعية التعاونية للتصنيع والإنتاج الزراعي في عربصاليم» وقد تأسست العام 2005 من خلال إقامة دورة تدريبية للنساء على كيفية التصنيع الغذائي وحفظ المواد الغذائية من دون مواد حافظة، بالتعاون مع جمعية الشبان المسيحية التي أنشأت المبنى على ارض قدمتها البلدية، بحسب ما تقول، رئيسة التعاونية آمنة نذر، التي أوضحت أن الهدف من إنشاء الجمعية التعاونية كان مساعدة النساء من ذوات الدخل المحدود وتنمية قدراتهن الاقتصادية وزيادة معارفهن وخبرتهن في التصنيع الغذائي الذي يشمل المربيات على أنواعها والكبيس والمكدوس والزيتون والعصائر والمقطرات والزهورات والمكسرات ودبس الرمان والحبوب الخضراء والملوخية والزعتر. وتشير نذر إلى مساعدة الجمعية من قبل «مجموعة الأبحاث للتدريب المهني» بالتعاون مع «وكالة التنمية الكندية» التي زودتنا بمولد كهربائي، وتتابع معنا الدورات المقررة، ونحن نشارك معها في اتحاد التعاونيات في بيروت، إضافة إلى الـ UNDP التي قدمت لنا «هنغاراً» لاستيعاب المعدات الخاصة بالتعاونية.
.. وتعاونية جباع
ويرى رئيس «الجمعية التعاونية الزراعية العامة في جباع» محمد غملوش أن أهداف الجمعية تتمثل في تحسين أوضاع المزارعين، والتخفيف من الأعباء المادية التي يتكبدونها وتزويدهم بالنصوب وتأمين الحراثة لمزروعاتهم وشق الطرقات الزراعية، وكل ذلك تؤمنه المعدات الزراعية للتعاونية التي حصلنا عليها بعد حرب 2006 من خلال «مجلس الإنماء والإعمار»، ومن ضمنها جرار للحراثة وجرار جنزير وجرار لنقل الحجارة وآلات لمعالجة العشب ومناشير للحطب ومال قبان وميزان ونصوب لتشجير الأحراج التي احترقت بفعل الاعتداءات الاسرائيلية، كذلك تملك الجمعية مركزاً لتصنيع وتوضيب المنتجات البلدية قدمته الـ UNDP ومطاحن للزعتر والسماق والكشك وماكينة فاكيوم وفرّاشة عسل وخزان لحفظ زيت الزيتون ومرشات للمبيدات والأدوية الزراعية وخزان مياه. ويشير غملوش إلى سعي الجمعية لإعادة زراعة التفاح في بلدة جباع إلى عهدها السابق، من خلال تأمين نصوب التفاح وتأمين براد لحفظ التفاح والفواكه للمزارعين ومشتل للنصوب وتأمين الأرض المناسبة لهذا المشروع بالتعاون مع البلدية ووزارة الزراعة، لافتاً إلى تأسيس التعاونية العام 2001 وهي تخدم المنتسبين لها والمزارعين على حدٍ سواء وبأسعار تشجيعية. «يحمر الشقيف»: مشاريع مستقبلية ويعتبر رئيس «الجمعية التعاونية الزراعية في يحمر الشقيف» ناصر عليق أن التعاونية تختص في المجالات الزراعية والإنمائية والبيئية والاجتماعية والاقتصادية، من خلال تنفيذ العديد من المشاريع والبرامج المختلفة ومنها تأمين معصرة للزيتون ومعمل لكبس جفت الزيتون وجاروشة للبرغل والصعتر والكشك وجرار زراعي للحراثة وتوزيع المياه للمزارعين وري حوالي 500 دونم من الأراضي من خلال سحب المياه من نهر الليطاني، وإنشاء مشتل زراعي لإنتاج الأغراس المثمرة والحرجية والنباتات الطبية والعطرية وتنظيم الدورات والندوات المختلفة لإرشاد المزارعين ومربي النحل والمواشي والدواجن وتسجيل المنتوجات البلدية والزراعية في مصلحة الصناعات الزراعية في وزارة الزراعة والقيام بالعديد من حملات التحريج في البلدة. أما المشاريع المستقبلية للجمعية فتتضمن، وفق عليق، تسويق وترويج الزيتون وزيت الزيتون ومشتقاتهما وكافة المنتوجات البلدية وتسجيلها في غرفة التجارة والصناعة والزراعة والحصول على شهادة المنشأ وحفر بئر ارتوازي جديد وتطوير مشروع مياه الري وتحويله إلى مياه للشرب والزراعة وحماية الموارد الطبيعية في البلدة من خلال إنشاء محمية طبيعية وتقديم مشروع زراعة الصعتر إلى المرفق البيئي العالمي وغيرها من المشاريع الزراعية التنموية. ويطالب عليق وزارة الطاقة والمياه بتزويد مشروعي مياه الري من الليطاني ومعصرة الزيتون بمحطتي كهرباء لحاجتهما الماسة لهما، وللتخفيف عن كاهل المزارعين والجمعية أكلاف المحروقات التي يتكبّدونها لتشغيل المحطات الخاصة بهما. وتتعاون الجمعية مع وزارة الزراعة والبلدية ووزارة الشؤون الاجتماعية ومجلس الإنماء والإعمار والـ UNDP والوكالة الألمانية للتعاون الفني ومؤسسة جهاد البناء الإنمائية وغيرها، وقد أثمر هذا التعاون مساعدات عينية لتقديم النصوب والأدوية الزراعية والمرشات والمساعدات الإرشادية وغيرها.