اخبار متفرقة > وزير الزراعة يلقي كلمة لبنان في «الفاو»: «النيوليبرالية» لم تعالج تراجع مستويات المعيشة
الوفاء : 23-10-2012
رأى وزير الزراعة الدكتور حسين الحاج حسن أن «النيوليبرالية» لم تستطع معالجة تراجع مستويات المعيشة والعدالة الاجتماعية، وارتفاع مستويات التهميش والفقر وسوء التغذية والجوع. وأشار خلال إلقائه كلمة لبنان أمام «لجنة الأمن الغذائي» التابعة لـ«منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة» (الفاو) المنعقدة على المستوى الوزاري في العاصمة الايطالية روما، إلى أنه «لا تزال الكثير من الجوانب السلبية تعوق حل هذه القضايا الحساسة، إذ لا يزال مئات الملايين من الناس يعانون من الجوع والفقر أو من سوء التغذية برغم بعض التطورات الايجابية خلال السنوات الماضية»، معتبرا أن هذا يعود إلى «غياب المقاربات الشاملة والمتكاملة لمعالجة هذه القضايا أو إلى غياب البرامج التنفيذية في حال وجدت هذه المقاربات أو إلى عدم تنفيذ هذه البرامج في حال وجودها لا سيما لدى الدول الأكثر غنى وتقدماً مثل مجموعتي الثمانية أو العشرين». وشدد على «ضرورة إصلاح قوانين وإجراءات منظمة التجارة العالمية، والحد من الصراعات التجارية والاقتصادية والمضاربات والتركيز بدلا من ذلك على التعاون والتكامل، وضرورة التكافؤ في التعامل التجاري بين الدول، واعتماد مبادئ التجارة العادلة لتحل مكان التنافس الحالي، حيث الغلبة للدول الغنية على الدول الفقيرة التي يزداد تدهور أوضاع قطاعاتها الانتاجية من زراعة وصناعة أمام المنافسة غير المشروعة وغير المتكافئة مع الشركات الكبيرة في الدول الغنية والقوية». وأبرز أهمية «التوصل إلى سياسات بيئية عالمية قابلة للتطبيق من أجل تأمين زراعة مستدامة، لا سيما في ظل التغير المناخي والتراجع المستمر في موارد المياه وتدهور الأراضي وانحسار مساحات الغابات وارتفاع مستويات التلوث، مع الإشارة إلى أن القمم العالمية للبيئة لم تؤد إلى نتائج ملموسة لغاية الآن». ودعا إلى «معالجة آثار الاحتكار وقوانين الملكية الفكرية، ولا سيما في مجالات البذور والشتول على الانتاجية، خصوصاً في الدول الفقيرة في ظل اعتبار الانتاجية أحد الحلول لمعالجة أزمات الأمن الغذائي، وارتباط الانتاجية بالبحوث والأصناف الجديدة والمتطورة وارتفاع أسعارها». وأكد «ضرورة زيادة الاستثمارات في القطاع الزراعي من أجل التنمية والانتاج المستدام، وحثّ الصناديق الدولية والاقليمية والمؤسسات المعنية على ذلك»، و«ضرورة القيام بالإصلاحات الضريبية والمالية اللازمة، خصوصاً في البلدان الصناعية من أجل الاسراع في الخروج من نفق الأزمة المالية المستمرة منذ عدة أعوام». وركّز «على دور الحكومات في الرعاية الاجتماعية، لا سيما للفئات الأكثر تعرضاً للأزمات ولانعدام الأمن الغذائي والمعيشي، حيث ان السياسات الماضية التي تحكمت في الأعوام 1990 2010 أثبتت فشلها لناحية إهمال دور الحكومات الرعائي لصالح النيوليبرالية التي لم تستطع معالجة الأزمات الأساسية». وأمل الحاج حسن في كلمته أن «يؤخذ بهذه التوصيات من أجل عالم أكثر إنتاجية وأكثر عدالة». وبعد مشاركته في أعمال اللجنة انتقل إلى مدينة مونبلييه في فرنسا، حيث ألقى كلمة في اجتماع العيد الخمسين للمركز الدولي للدراسات الزراعية العليا المتوسطية «سيام»، كما أجرى مباحثات مع ممثلي الاتحاد الأوروبي حول مشاريع مشتركة مع لبنان. وشارك الحاج حسن في افتتاح معرض الصناعات الغذائية (سيال) في باريس، وفي افتتاح الجناح اللبناني بالتعاون والشراكة مع المؤسسة العاملة لتشجيع الاستثمارات (ايدال) بحضور رئيس مجلس الإدارة المهندس نبيل عيتاني وسفير لبنان في فرنسا بطرس عساكر. يشار إلى أن اجتماع اللجنة عقد برئاسة وزير الزراعة الفرنسي، لمناقشة قضية الأمن الغذائي، والتي تشمل مسائل أساسية مثل توفر الغذاء والارتفاع المطرد للأسعار ومسألة المجاعة وسوء التغذية، وهي قضايا تؤثر على استقرار الدول وحياة الشعوب وتهدد الأمن والسلم الإقليميين والدوليين.
