اخبار متفرقة > عودة الحياة إلى «مستشفى الحريري الحكومي»:
وصول 10 مليارات ليرة... والأدوية تتوافر تدريجياً
كامل صالح السفير 22-11-2012
واكب جولة وزير الصحة علي حسن خليل في «مستشفى رفيق الحريري الحكومي الجامعي» أمس، وصول سلفة الخزينة البالغة 10 مليارات ليرة إلى حساب المستشفى، وتوفر الأدوية والمستلزمات الطبية اللازمة والضرورية لمعاودة العمل في الأقسام كالمعتاد. وعلمت «السفير» أن زيارة خليل التي جاءت إثر توقف المستشفى عن استقبال المرضى بسبب النقص الحاد في المواد الطبية، وضعت في خانة التأكيد الكامل على دعم المستشفى والحفاظ على استمراريته ودوره «مهما كلف الأمر». وقد جدد الوزير أمام أسرة المستشفى والإدارة نفيه وجود أي نية لإقفاله، محدداً نهار الاثنين «كي يعود كل شيء إلى طبيعته». كذلك طلب من مجلس الإدارة تنفيذ الإصلاحات الإدارية اللازمة وتأمين المستلزمات الطبية، وتشكيل لجنة من مجلس الإدارة نفسه لمتابعة الانتاجية والالتزام، واتخاذ إجراءات فورية في حق الأشخاص المقصرين. ويؤكد خليل أن «حاجيات المستشفى ستتوفر كلها، كذلك دفع الرواتب للموظفين في وقتها، ومعالجة وضع المياومين وسد النقص في عدد الممرضين»، كاشفا في الوقت نفسه، عن «خطة لإعادة الهيكلة الطبية»، مشيرا إلى أن «مجلس الخدمة المدنية يدرس أسماء المرشحين الجدد لمجلس الإدارة، إضافة إلى أن هناك تعديلا على عقود الأطباء لتتلاءم ووضع المستشفى». وفيما يبدي رئيس مجلس الإدارة المدير العام الدكتور وسيم الوزان ارتياحه لدعم الوزارة للمستشفى «بغض النظر عن أي موضوع آخر»، يوضح لـ«السفير» أن «الدفعة الأولى من الأموال المقررة للمستشفى وصلت أمس، والمبالغ المتبقية قريبا، كذلك بدأنا بتسلم المواد الطبية منذ يومين، والنقص في هذا الإطار لم يعد يذكر». ويلفت الوزان الانتباه إلى أن «الوزير خلال لقائه مجلس الإدارة، أكد دعمه للمستشفى. وشدد على اتخاذ الاجراءات التنفيذية في حق من ليس لديه انتاجية. كذلك أعلن عن وجود آلية لتعيين مجلس إدارة جديدة». وإذ يعرب عن ارتياحه لهذا التوجه والالتزام من قبل الوزارة، يقول: «المستشفى يريد أكل العنب لا قتل الناطور». في المقابل، اتسم لقاء خليل مع «أسرة المستشفى» بالحدّة في البداية، بعدما أشار إلى أنه سيحاسب الأطباء والموظفين على الخطوات التصعيدية التي نفذوها، ومنها التوقف عن استقبال المرضى، لكن ما لبث أن هدأ النقاش بعدما وضعت «الأسرة» المعطيات كافة بين يديه، موضحة أن إيقاف ادخال المرضى اتخذ لعدم وجود الأدوية اللازمة لمعالجة حالاتهم. فقال خليل: «إن المواد الطبية بدأت تصل إلى المستشفى». فجاء الرد انه «لا يمكن استقبال جميع الحالات حتى الآن، إذ الأدوية الخاصة بمعالجة الجلطة القلبية والدماغية، وأدوية الانعاش لم تتوفر بعد». فوعد أن تتوفر الأدوية والمواد الطبية اللازمة خلال هذا الأسبوع. وتفيد مصادر «أسرة المستشفى» «السفير» بأنها «أكدت للخليل، انه مع توفر الأدوية اللازمة ستبدأ «الاسرة» باستقبال المرضى تدريجيا، لكن سنستمر بمطلبنا الأساس وهو وضع خطة إنقاذية شاملة. فوعد خليل أن كل المسائل ستتابع لإيجاد الحل النهائي. وأشار إلى انه إضافة إلى المبلغ الذي وصل أمس، هناك 20 مليار ليرة أقرها مجلس الوزراء، ستصل على دفعتين؛ الأولى خلال الأسبوع المقبل، والثانية مطلع العام المقبل. كما كشف عن مساهمات مالية أخرى ستصل تباعا للنهوض بالمستشفى». وتؤكد المصادر أن «أسرة المستشفى التي اجتمعت أمس، لتقييم زيارة وزير الصحة، قررت أن تكون هذه الفترة للمراقبة ومتابعة تنفيذ الوعود، على أن تحدد خطوتها إيجاباً أو سلباً خلال الأسبوع المقبل». وكان خليل قد تفقد المستشفى، وعقد مؤتمراً صحافياً قال فيه: «لن نتخلى عن مسؤولياتنا تجاه مستشفى بيروت، وخطونا خطوة باتجاه سد الثغرات المتراكمة». وأوضح: «اننا اتفقنا مع مجلس الإدارة على أن تشرف لجنة تنفيذية على العمل حتى تعيين مجلس إدارة جديد»، معلنا أن «الوزارة استطاعت تأمين 43 مليار ليرة لسد الثغرات». وأكد أن «رواتب الموظفين مؤمنة في أوقاتها ومع مستحقاتها»، معتبرا أن «هذا الأمر غير مسموح اللعب فيه». وأضاف: «نحن بحاجة إلى تغييرات جذرية على مستوى الأقسام»، داعيا «الموظفين إلى أن يقبضوا رواتبهم بدءا من اليوم (أمس) بعد ثلاثة أشهر تأخير». وشدد انه «يجب أن ننتهي من المحسوبيات السياسية»، كاشفا انه رفع إلى مجلس الوزراء تقريرا لإجراء ترميم للمستشفى الذي لم تجر عليه اصلاحات. وقال: «نحن مع توقيع المستشفى عقودا مع الجامعة اللبنانية». من جهته، لفت الوزان الانتباه إلى أن «مجلس الإدارة سيتخذ الاجراءات في حق المخالفين وكل من يسرب معلومات خارج المستشفى»، موضحا أن «مرسوم غلاء المعيشة تم تطبيقه، كما كلفت لجنة من مجلس الإدارة بإعادة النظر في الهيكلية الإدارية». كامل صالح