اخبار متفرقة > افتتاح «المنتدى الاقتصادي العربي» في «الاسكوا»
تركيز على مناخ الاستثمار وفرص العمل ومواجهة البطالة
عدنان حمدان السفير 25-11-2012
تنظم «الاسكوا» اول «منتدى للاقتصاد العربي» في لبنان، في اطار مواجهة التحديات غير المسبوقة في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، في المنطقة العربية، وفشل عدة حكومات في فهم الديناميات الاساسية التي قادت الى السخط الشعبي، والتي تراكمت على مدى عقود، بسب انخفاض مستوى معيشة الشعب، والاحباط المتزايد بسبب عدم وجود فرص عمل لائقة وعدم المساواة في الدخل والاستبعاد الاجتماعي، ما ادى الى فقدان الثقة في النخب الحاكمة، واسفر عن ما يعرف اليوم باسم «الربيع العربي». وعلى الرغم من عدم التجانس في الملامح الاجتماعية والاقتصادية، تواجه الدول العربية التحديات نفسها مثل ارتفاع الفوارق الاجتماعية والاقتصادية والجغرافية والبطالة المزمنة والفساد المتفشي، وتماشيا مع ولايتها لدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في بلدان المنطقة عن المؤتمر هذا يقول كبير الاقتصاديين في «الاسكوا» عبدالله دردري لـ«السفير» انه «مؤتمر علمي، وبالتالي تبقى التوصيات في اطار التوصيات، لا بد من الاشارة الى ان الدول العربية اليوم تبحث عن مخارج علمية ومنطقية لتحديات البطالة وتمويل التنمية، وبالتالي فهي مهتمة بما سينتجه هذا اللقاء». يؤكد دردري انه «رغم الاختلافات بين الاقتصادات العربية، فإنها تعاني من ضعف التنوع في الهياكل الانتاجية وانخفاض معدل خلق فرص العمل وضعف التنافسية وانتشار بطالة الشباب. هذا اللقاء يهدف الى تطوير اجراءات قصيرة لمواجهة تحدي البطالة، بما يسمح للدول العربية باجراء التغيرات الهيكلية المطلوبة تحت ضغط اجتماعي اقل». اما مستشار وزير التخطيط المصري الدكتور حسن يوسف علي، وردا على سؤال لـ«السفير» حول التوصيات، عامة التي تصدر عن «الاسكوا»، فيؤكد انها «تؤخذ بعين الاعتبار في المجال الاقتصادي، وخصوصا البرامج الانمائية التي تأخذ التوصيات بعين الاعتبار في التشريعات العامة. ففي ما خص البطالة تحاول الحكومة تنفيذها، وفي هذا الشأن تم انشاء المجلس الوزاري للتشغيل والتدريب برئاسة رئيس مجلس الوزراء، ولا بد من ان يؤثر ذلك على الاقتصاد، ولا بد من ايجاد توافق ما بين البيئة السياسية والبيئة الاقتصادية، اذ ان الاستقرار السياسي ضرورة للاقتصاد». ويشير المصرفي السوداني عبد الحميد البشير، الى ان «القطاع المصرفي السوداني يستفيد من توصيات الاسكوا، خصوصا ما يتعلق بسياسة دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وزيادة تمويل المصارف للقطاعات الزراعية بقروض قصيرة الاجل، من اجل الامن الغذائي». هذا في حين ان وزيرالعمل السابق شربل نحاس، فيرى في «الاسكوا» «احدى منظمات الامم المتحدة المحكومة بسياسة التوازنات الدولية، في الامم المتحدة، وهي عكس مجلس الامن، فالجمعية العمومية للامم المتحدة تراعي كل الاعضاء. ولا تأخذ توصيات ذات معالم حاسمة، فتبقى بصياغات عامة لعدم حشر الاعضاء، مفاعيلها اكثر على الصعد التقنية والاحصاءات، وهي ليست كصندوق النقد تضع الشروط للتمويل.
تأمين الحماية الاجتماعية
افتتحت وكيلة الامين العام والامين التنفيذي للاسكوا، الدكتورة ريما خلف المنتدى مستهلة كلمتها بهدف الاجتماع الذي يتمثل في «البحث بالتحولات التي تشهدها منطقتنا العربية» وقالت «ثار العرب من اجل غد يتشكل بارادتهم المستقلة، تزدهر فيه الاقتصادات فتوفر العمل اللائق والحياة الكريمة للجميع». واشارت الى الثورة التونسية، معتبرة ان الصعوبات التي تمر بها دول الربيع العربي وان كانت حقيقية لا تبرر التشكيك في قدرة هذه الدول على تجاوزها». ورأت خلف ان تأمين الحد الادنى من الحماية الاجتماعية وقوامها الصحة والتعليم والتأمين ضد البطالة ومستحقات التقاعد والشيخوخة يشكل الضمانة للاستقرار الاجتماعي في هذه المرحلة الدقيقة». كلام خلف جاء خلال افتتاح منتدى في بيت الأمم المتحدة الذي عّقد برعاية رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي ممثلاّ بوزير الدولة مروان خير الدين ودعم مالي من بعثة الاتحاد الأوروبي. وحضرت الافتتاح السفيرة انجلينا ايخورهوست، رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان، رضا السعيدي، الوزير المكلّف بالشؤون الاقتصادية والاجتماعية بالحكومة التونسية.
تونس: توسيع الشراكة
بعدها قدم الوزير المكلف بالشؤون الاقتصادية والاجتماعية في الحكومة التونسية رضا السعيدي مداخلة حول الوضع في تونس بعد الثورة، وقال: اسست الحكومة سياساتها على ان «الثورة ذاتها كإرادة في القطع مع الاستبداد والفساد والحيف وكإرادة عامة في بناء مستقبل افضل ودولة جديدة تقوم على دستور ديمقراطي يتوافق عليه كل التونسيين» وعلى «بناء تعاقدات سياسية واجتماعية وثقافية حمالة لاهداف الثورة ومحققة لها بما يعزز مكاسبنا». وأشار السعيدي إلى أن «مؤشر معدل البطالة قد شهد ارتفاعاً مطرداً في عام 2011 وبلغ 18,9 في المئة وذلك على كل المستويات بالإضافة إلى أن الوضع الاجتماعي تفاقم عقب الثورة نتيجة تدهور الأوضاع الأمنية والصعوبات التي واجهت حكومات ما بعد الثورة في إدارة المرحلة الانتقالية».
تطلعات الشعوب قوبلت بالقمع
أما السفيرة انجلينا ايخورهوست فقالت إنه في حين تطوّرت الانتفاضات بطرق مختلفة إلا أن جميعها تضمّن التطلعات الشعبيّة نفسها نحو الكرامة وإتاحة الفرص. وأضافت أنه «من المحزن أن بعض هذه التطلعات قوبلت بالعنف والقمع وتحوّلت إلى حرب... لكن مع ذلك، تتيح موجة الانتفاضات فرصة فريدة لبلدان المنطقة ليعكسوا نظرتهم حول المجتمع الذي يسعون إلى إيجاده، وليعيدوا كتابة العقود الاجتماعية في المنطقة».
خير الدين: بطالة وفرص عمل
واشار وزير الدولة مروان خير الدين، ممثلا رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، خلال افتتاحه الجلسة الاولى، الى البطالة في العالم العربي، مقدرا ان العالم العربي يحتاج الى 75 مليون فرصة عمل عام 2020 لاستيعاب اليد العاملة، معتقدا ان خلق بيئة ملائمة لاصحاب العمل للاستثمار توفر فرص العمل وتحل مشكلة البطالة في سوق العمل وفي المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بنسبة كبيرة من طالبي العمل خريجي الجامعات. وقال ان الحكومة ركزت وتركز على توفير فرص عمل من خلال تأمين راس المال للمؤسسات عبر قروض مدعومة الفوائد من قبل مصرف لبنان وشركة كفالات، ومن خلال تشجيع الخريجين على المجازفة في الدخول في الاستثمار، ومن خلال مراجعة نظام التعليم، ووضع خطة عمل يستطيع من خلالها المستثمرون من تعظيم استثماراتهم، وتحديد وتوجيه الطلاب نحو الاختصاصات المهنية. كما اشار خير الدين الى مشروع التعاون بين القطاع العام والقطاع الخاص لتمويل المؤسسات. عدنان حمدان