اخبار متفرقة > «التنسيق» تنجح في تأكيد حضورها النقابي على مستوى لبنان
الإضراب يستمر اليوم ويعطل مرافق الدولة وبعض المدارس الخاصة
عماد الزغبي السفير 28-11-2012
نجحت «هيئة التنسيق النقابية» في تأكيد حضورها النقابي في مختلف الإدارات الرسمية، فضلا عن المدارس والثانويات الرسمية، وعدد كبير من المدارس الخاصة، والتزامهم بدعوتها للإضراب، من أجل إحالة مشروع قانون سلسلة الرتب الرواتب الى مجلس النواب بصفة المعجّل ومن دون تقسيط، وذلك للمرة الأولى في تاريخ لبنان الحديث. وأثبتت الهيئة بوحدتها أن بمقدورها تعطيل، مرافق أساسية في البلاد، بعد أن كانت الاعتصامات تتم في مكان وزمان محددين، باتت الآن منتشرة في 27 قضاء، وعلى مساحة الوطن، فضلا عن المدارس والإدارات الرسمية، والوزارات، وتحديدا تعطيل العمل في وزارات الخدمات مثل: المال، الصحة، العمل، الاتصالات، والزراعة، والإعلام، والكهرباء وتعاونية موظفي الدولة و.. وبرهنت الهيئة على أنها قادرة ليس على تعطيل عجلة الإدارات الرسمية، والمدارس الرسمية، بل ايضا عدد لا بأس به من المدارس الخاصة، على الرغم من حجم الضغوط التي تمارس عليها، من مختلف القوى السياسية، و«اتحاد المؤسسات التربوية». كما أنها برهنت أن أكثرية المعلمين في القطاع الخاص، يقفون إلى جانب نقابتهم، وهيئة التنسيق، والدليل أن غالبية المدارس الخاصة الكبرى في بيروت والمناطق تجاوبت مع الدعوة للإضراب، كما أوضحت مصادر نقابية، مشيرة إلى التزام مدارس: الحريري، المون لاسال، الجمهور، الشانفيل، الحكمة، الفرير، والأي سي، والليسيات، والكولدج بروتستانت، وعدد من المدارس الإنجيلية وغيرها. والنجاح الكبير للإضراب العام الشامل والاعتصامات على جميع الأراضي اللبنانية، دفع هيئة التنسيق إلى توجيه التحية والتقدير لجميع الاساتذة والمعلمين في القطاعين الرسمي والخاص والتعليم المهني والتقني والموظفين في الإدارات العامة والمتقاعدين والمتعاقدين والأجراء على وقفتهم النقابية والديموقراطية الشجاعة والموحدة والتزامهم الكامل تنفيذ الإضراب العام الشامل الاعتصامات. وجددت الهيئة في بيان، الدعوة للأساتذة والمعلمين والموظفين لتنفيذ وإنجاح الإضراب والاعتصامات المشتركة اليوم الأربعاء وفي المراكز عينها، واستكمال مناقشة واقتراح الخطوات التصعيدية المقبلة بما فيها الإضراب العام الشامل والمفتوح وتعطيل العمل في القطاع العام والتظاهر وجميع الأشكال الكفيلة بإحالة السلسلة إلى مجلس النواب. وإذ توجهت الهيئة بالتحية من المواطنين اعتذرت عن عدم تلبية خدماتهم اليوم بسبب الإضراب، مقدرة لهم تفهمهم وتعاطفهم ووقوفهم إلى جانب هيئة التنسيق ومطالبها.
الاعتصام المركزي
فقد لبى عدد كبير من الموظفين والأساتذة الدعوة إلى الإضراب والاعتصام اللذين دعت إليهما هيئة التنسيق أمام وزارة التربية، ومبنى وزارة المال - الضريبة على القيمة المضافة، بحضور أعضاء الهيئة ورابطة موظفي الإدارات العامة وروابط المعلمين ونقابيين، احتجاجا على عدم إحالة سلسلة الرتب والرواتب إلى مجلس النواب، ملوّحين بالتصعيد إذا استمرت الحكومة في المماطلة. بداية، أكد النقابي محمد قاسم أن لا عمل للموظفين والمعلمين من دون إحالة السلسلة الى مجلس النواب. أضاف: «لقد كان الوعد قاطعا من الحكومة واللجنة الوزارية المصغرة والموسعة وقالوا أعطونا يومين أو ثلاثة، وهذا الكلام من أكثر من شهر ما دامت الاعتمادات قد تأمنت. جاء هذا الكلام على لسان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير العمل سليم جريصاتي وهم يحاولون الآن الالتفاف على السلسلة، لكن المعلمين والموظفين التزموا تنفيذ السلسلة. كل ما يجري الآن تتحمل مسؤوليته الحكومة لأنها تؤخر وتماطل بإحالة السلسلة». وأوضح رئيس رابطة موظفي الإدارات العامة محمود حيدر أن «رئيس الحكومة في الاجتماع الأخير قال لنا ان السلسلة أصبحت وراءنا وأقّرت من 1/7/2012 وان تحويل السلسلة متوافر بنسبة 120 في المئة، ولم يبق لنا إلا دراسة مدى انعكاسها على الوضع النقدي وسنجتمع مع حاكم مصرف لبنان وهذا الكلام منذ شهر». وختم قائلا: «نناشد الحكومة بتحويل السلسلة اليوم قبل غد الى مجلس النواب لأن إقرارها سيشكل مدخلا أساسيا لإصلاح الإدارة ولإصلاح تربوي شامل يعيد الاعتبار للمدرسة الرسمية في لبنان». وانتقد نقيب المعلمين في المدارس الخاصة نعمة محفوض من يتحدث باسم أهل التلامذة، مؤكدا أن «الأهل يقفون إلى جانب المعلمين لأن هذه السلسلة تطال شريحة كبيرة منهم ولا يمكنهم إلا أن يكونوا مع المعلمين والموظفين لأن المعلم لا يمكنه أن يتابع عمله إذا لم يشبع». وحيا «بعض أصحاب المدارس لأنهم عاملوا المعلمين برقي ولكن البعض الآخر حاول أن يرهب المعلمين». وتوجه الى الرئيس ميقاتي واللجنة الوزارية المصغرة: «أين أصبح الاتفاق يا دولة الرئيس ويا معالي الوزراء؟ بعد 14 شهرا من الوعود تقول يا دولة الرئيس أنا لا أحاور تحت الضغط، ولكن هيئة التنسيق تتصرف بشكل راق جدا ولم تقطع طرقا ولم تحرق دواليب». وتابع: «إن الحكومة أمام مأزق فعلي وعلى الحكومة أن تأخذ قرارا، إما إحالة السلسلة وإما أن تأخذ قرارا آخر وتتحمل مسؤوليته أمام الشعب اللبناني، ولن نرفع الاعتصام قبل أن يعطونا حقنا والحكومة التي تعطي قطاعات وتحرم قطاعات أخرى هي حكومة غير عادلة، والحكومة التي تعقد اتفاقات مع هيئة التنسيق ولا تنفذها هي حكومة غير عادلة، فلتتحمل هذه الحكومة مسؤوليتها». وتمنى رئيس رابطة التعليم الأساسي محمود أيوب على الحكومة «إقرار السلسلة لأنها تلزمنا بمواقف غير مقتنعين بها»، مشيرا إلى أن «الحكومة تحاول أن تؤمن تغطية للموازنة وتتحجج بالسلسلة، وهم يراهنون على أننا سنتعب ولكننا لن نتعب ونحن متضامنون وكلنا جسم واحد، والآتي أعظم..». ورفض رئيس رابطة الأساتذة المتقاعدين في التعليم الثانوي عصام عزام إخضاع راتب المتقاعد لضريبة الدخل، وطالب «بضرورة الإسراع في إحالة السلسلة الى مجلس النواب بعد الأخذ بالاعتبار حقوق الاساتذة المتقاعدين بالاستفادة من الدرجات التي أعطيت لزملائهم لأنها جزء أساسي من الراتب».
غريب: الموضوع عزة نفس
قال رئيس «رابطة أساتذة التعليم الثانوي الرسمي» حنا غريب: «إنه يوم تاريخي غير مسبوق في العمل النقابي في لبنان، مسألة تعطيل القطاع العام لمدة يومين مسألة تاريخية لم يسبق للحركة النقابية في لبنان أن أقدمت على مثلها من التحركات النقابية». وحيا «جميع المعتصمين على كل الأراضي اللبنانية بوحدة نقابية متماسكة في وجه وحدة سياسية في الحكومة وخارجها ضد هذه الحركة النقابية، لأنها تسطر في لبنان قيامة جديدة لحركة نقابية مستقلة في لبنان. هي تعبير عن قرار نقابي مستقل ولا أحد يمكنه أن يشق وحدة هيئة التنسيق، التي ستبقى مستمرة حتى إقرار السلسلة من دون تقسيط وبصفة المعجل ومع ضمانة حقوق المتقاعدين وحقوق المتعاقدين والأجراء ومن دون فرض ضرائب على أصحاب الدخل المحدود. نحن لا نريد أن نمول السلسلة على حساب الفقراء بل على حساب الأغنياء وليس على حساب العامل بل على حساب الفساد». وتوجه إلى المسؤولين بالقول: «تفضلون الفساد على السلسلة، تفضلون الهدر على السلسلة، تفضلون اغتصاب الأملاك البحرية والنهرية على السلسلة وتفرضون ضرائب على المتقاعدين والأرامل. فالموضوع لم يعد يقتصر على السلسلة بل أصبح الموضوع عزة نفس وكرامة وشهامة ومدخلا للإصلاح». وأضاف: «نحن ذاهبون إلى التصعيد ومدركون أن كل رواتب الموظفين والأجراء في القطاعين الرسمي والخاص لا يتجاوز 20 في المئة من الناتج المحلي، وإذا قارناها مع نسب الأجور في العالم كله فهي أدنى نسبة في العالم». تابع: «إن موضوع السلسلة دين عمره 16 عاما ونحن لا نكسر الخزينة، هم يأخذون كل سنة من الخزينة 40 في المئة للدين العام. نحن شركاء في الخزينة ونريد حقنا، والموظفون هم الأولى بها، هم الذين يدفعون نسبة 25 في المئة من الضرائب بينما هم يدفعون خمسة في المئة، لماذا؟ نريد عدالة في النظام الضريبي والسلسلة تفتح ملف النظام الضريبي في لبنان والتوزيع العادل لردم الهوة بين مستويات المعيشة ومستويات الاجور التي أصبحت في أدنى السلم». تابع: «نحن مرتاحون ونفسنا طويل، وأدعو المسؤولين من 14 آذار و8 آذار ومن داخل الحكومة وخارجها إلى أن يقفوا الى جانب الاساتذة والمعلمين والموظفين، وهذه السلسلة لن تأخذ البلد الى المجهول». وختم: «لا نريد أن نسقط حكومات وكل ما نريده هو حقنا». وأكد نقيب «الاتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين» كاسترو عبد الله لـ«السفير» أن حضوره هو للتضامن باسم الاتحاد وإعلان دعمه وتأييده للإضراب الذي دعت إليه هيئة التنسيق. وأشار إلى أنه بصدد طلب موعد من رئيس الجمهورية ميشال سليمان، لينقل إليه رسالة من الاجتماع التضامني الحاشد الذي عقد في إسبانيا لممثلين عن ثلاثين اتحاداً ونقابة.