اخبار متفرقة > موسم السموم في أوجه: دجاجٌ وحليب أطفال
الوفاء 24-3-2012 كتبت حسن شقراني في الأخبار اللبناني في عددها الصادر بتاريخ 24-3-2012 : إنّه موسم الفساد التجاري بامتياز ذاك الذي يحلّ على لبنان بالتزامن مع حلول الربيع الذي يُفترض أن يأتينا بالأمل بغد مشرق ونظيف وصحّي. فقد أضحت المزابل تغصّ بكميات هائلة من اللحوم والمواد الغذائية المختلفة الفاسدة التي ارتأى المسؤولين عنها التهرّب من العقاب، فيما لا تزال بعض المستودعات مليئة بسموم غذائيّة معدّة للطرح في السوق، في مقابل بعض الدولارات الرخيصة. يوم أمس شهد اكتشافات جديدة في فصل الفساد الغذائي؛ فقد أعلنت بلدية الدكوانة أنّ دورية تابعة لشرطتها عثرت على كمية من الدجاج الفاسد في مكب للنفايات بالقرب من محطة «دالاس». وأوضحت أنّه «حُدِّدت الجهة التي رمتها، وهي أحد أبناء المنطقة»، ما أدّى إلى تحرير ضبط بحقّه وتبليغ القوى الأمنية ووزارتي الصحة والزراعة لاتخاذ الإجراءات المناسبة. وبالتزامن مع اكتشاف هذا الدجاج الفاسد في شمالي بيروت، يتضح أن قلب العاصمة لا يزال يعجّ بالكثير من السموم. فقد أعلنت قيادة الجيش في بيان أصدرته أمس، أنه «بعد توافر معلومات عن وجود كميات كبيرة من المواد الغذائية الفاسدة، دهمت قوة من مديرية المخابرات، بالتنسيق مع مصلحة حماية المستهلك، مستودعين في محلة الطريق الجديدة». ويحتوي هذان المستودعان على «كميات كبيرة من حليب الأطفال ذات المنشأ الأجنبي، وعلى منتجات لبنانية مختلفة _ زيوت، مخللات وحبوب _ إضافة إلى منتجات صنعت في إسرائيل ومُوِّه مصدر إنتاجها». وأوضح البيان أنّ جميع المواد المصادرة منتهية الصلاحية، مشيراً إلى أنّه ضُبطت الآلات المستخدمة في تزوير تاريخ الصلاحية وأنّ الجيش أوقف ثلاثة أشخاص على ذمة التحقيق. ومن بيروت إلى الجنوب، نقل موقع «النشرة» الإلكتروني أمس، أنّه «عُثر على كمية من السمك المثلج المنتهي الصلاحية في سهل الخيام»، وأوضح أنّ عناصر القوى الأمنية التي حضرت إلى الموقع قدّرت الكمية بمئة كيلوغرام من السمك الفاسد، وباشرت التحريات لمعرفة الجهة المسؤولة عن هذا الأمر في المنطقة. جنوباً أيضاً، تستمرّ عمليّات الدهم والمصادرة التي تتخذ طابعاً بوليسياً أمام عدسات الكاميرات في بعض الأحيان (تقرير الزميلة آمال خليل في الأسفل)، وتشمل كميات مواد الغذاء الفاسدة التي تُضبَط، السكاكر واللحوم والأسماك والدجاج... توضح هذه التطوّرات أنّ الجهود التي يجب بذلها لتنظيف السوق من سمومه الغذائية _ المنتشرة بفعل الجشع وغياب الأخلاق التجارية، والأهمّ غياب الرقابة والشفافية _ هي كبيرة جداً. فهل تستمرّ؟ وهل يُعاقَب الفاسدون؟ خطر إنقاص الوزن لم تقتصر المواد الفاسدة التي ضُبطت في الطريق الجديدة أمس، على الغذاء؛ فقد اكتشف الجيش أيضاً أنّ هناك نحو 5 أطنان من المواد الغذائية المخصصة لإنقاص الوزن المنتهية الصلاحية. وقد انتشر هذا النوع من السلع خلال الفترة الأخيرة بإعلانات مغرية. لكن على المتحمّسين التنبّه جيداً؛ لأنّ السعي إلى إنقاص الوزن قد يتحوّل إلى مغامرة قاتلة.