اخبار متفرقة > حوار «الهيئات»: عتاب ميقاتي ومحاولة للتعويض عن تعطيل الحوار السياسي
لجنة مشتركة من القطاعين .. السلسلة والاستقرار وبنود باريس 3 أبرز القضايا
عدنان حمدان السفير 1-2-2013
انعقدت طاولة الحوار الاقتصادية، بعد تعطيل الحوار السياسي، في لقاء موسع لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع «الهيئات الاقتصادية» (غاب عنها رئيس «اتحاد الغرف اللبنانية»، رئيس «غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت وجبل لبنان»، محمد شقير بداعي السفر)، وأسفرت عن تشكيل لجنة مشتركة من القطاعين العام والخاص، برئاسة ميقاتي، وتضم وزراء: المال محمد الصفدي، الاقتصاد والتجارة نقولا نحاس، العمل سليم جريصاتي، الصناعة فريج صابونجيان، السياحة فادي عبود، الزراعة حسين الحاج حسن، وزير الدولة مروان خير الدين، وتضم من الهيئات، رئيس جمعة المصارف جوزف طربيه، رئيس «اتحاد الغرف اللبنانية» محمد شقير، رئيس «جمعية الصناعيين» نعمة افرام، رئيس «جمعية التجار» نقولا شماس، ورئيس «الفرنشايز» شارل عربية، ورئيس «تجمع رجال الاعمال» فؤاد زمكحل ووجيه البزري، وحددت مواعيد اجتماعاتها بعد ظهر كل اثنين للدخول في نقاش الحلول العملية ومدى تجاوب الحكومة مع المطالب الواردة في ورقة الهيئات، بحيث يكون التجاوب هو المحك للحكومة. هذه اللجنة المشتركة تشكلت بناء على طرح قدمه رئيس «الهيئات الاقتصادية» عدنان القصار. وستعود الهيئات الى الاجتماع مع ميقاتي في 28 شباط في السرايا. وقالت مصادر المجتمعين لـ «السفير» ان الاجتماع تخلله عتاب من قبل ميقاتي، باعتبار ان معظم الهيئات لم تلق الضوء على الامور الايجابية التي تحققت على الصعيد الاقتصادي، فيما تحدث القصار عن روحية الورقة التي قدمها، ولقي مساندة من كل من رئيس جمعية الصناعيين نعمة افرام ورئيس نقابة اصحاب الفنادق بيار الاشقر. وقد كان رد الهيئات بأن لا شيء في السياسة او الشخصي تجاه ميقاتي، بحيث ان التردد في المشاركة في الحوار سابقا، سببه ان الحكومة كانت دائما تأخذ ولا تعطي، ولما ظهرت بوادر ايجابية من قبل الحكومة لبت الهيئات الدعوة الى الحوار. وفي الكلمة التي القاها ميقاتي دعا الى «فصل الاقتصاد عن السياسة وعدم ضرب الاقتصاد الوطني بهدف استهداف الحكومة». وشدد على « أننا في لبنان لا نزال نحافظ على حد مقبول من الأمن والنمو الاقتصادي رغم الظروف التي تمر بها المنطقة والتي انعكست سلباً على كل اقتصادات العالم».
ميقاتي: تطابق الرؤية
وأكد ميقاتي، بحضور وزراء: الاقتصاد والتجارة نقولا نحاس، الصناعة فريج صابونجيان ووزير الدولة مروان خير الدين،على ان اللقاء هو «متابعة للحوار لوضع منهجية كفيلة بدفع العجلة الاقتصادية في ظل الظروف الإقليمية العسيرة التي تعصف باقتصاد دول الجوار والعمل على التقليل من تداعياتها على الاقتصاد اللبناني. داعياً الى «فصل الاقتصاد عن السياسة، وعدم ضرب الاقتصاد الوطني بهدف استهداف الحكومة. السؤال الذي أطرحه باستمرار، هل وجود هذه الحكومة هو الذي يضر بالاقتصاد أم هذه التصريحات التي تصدر عن بعض الاقتصاديين»؟. وبعدما لفت الى تطابق الرؤية بين الهيئات والحكومة، قال: «لا نزال في لبنان نحافظ على حد مقبول من الأمن والنمو الاقتصادي» . بدأنا نسمع في الآونة الآخيرة تصريحات لاقتصاديين تنعى الاقتصاد من باب ان الحكومة فرضت ضرائب خيالية في الموازنات التي اعدتها، وهذا الكلام غير صحيح على الإطلاق، والحكم يجب ان يكون على النتائج النهائية وليس على الاقتراحات والأفكار المعدة. ومن المواضيع الأسساسية التي نراها جديرة للطرح والنقاش ما يتعلق بتعزيز ودعم قطاعات الصناعة والزراعة والسياحة والتجارة، وخفض عجز الميزان التجاري، وحل مشكلة قطاع الكهرباء، والانطلاق في قطاع النفط والغاز بدءا بعمليات الترخيص، وإصدار الموازنة وترشيد الإنفاق وتحسين الجباية والرقابة على الجمارك». القصار: التعاون للنهوض بالوطن بعد ذلك تحدث القصار، نافياً ان يكون لدى الهيئات أي إشكال مع ميقاتي في هذا الاطار، وقال: «صحيح أن السنة الاقتصادية الفائتة لم تكن الأفضل، ولكن في خلال لقائنا اخيرا مع حاكم مصرف لبنان تبين لنا ان شهر كانون الأول كان أفضل مما سبقه. هناك وضع استثنائي في المنطقة علينا جميعا التعاون لمواجهة تداعياته على وطننا واقتصادنا. مشكلتنا اليوم هي في التجاذب السياسي والتراشق الاعلامي الذي لا فائدة منه، ولا يمكن أن ندعو الاخوة العرب للعودة الى لبنان ونشجعهم على ذلك فيما بعضنا ينعى اقتصادنا الوطني ويعتمد اسلوب التهديم الذاتي. وطننا لا يزال بخير وعلينا التعاون لإنهاضه ومعالجة المشكلات التي تعترضنا». وبعدما وصف اللقاء بالمثمر، قال: «نتطلع الى خطة إنقاذية بهدف تحصين اقتصادنا والانتقال به من هذه الفترة التي تشهد تراجعاً في مسار التنمية الى فترة نهوض مستدامة وقادرة على خلق فرص عمل جديدة للشباب الذين يهاجرون الى جانب قيام تنمية حقيقية». وعما اذا كان ميقاتي متجاوباً حيال الطروحات التي تقدموا بها، قال: «طبعاً، أبدى تجاوباً واستعداداً لبحث ما طرح، وأكبر دليل على ذلك هو الاجتماع الذي سيعقد يوم الأثنين المقبل بحضوره، وستكون هناك اجتماعات متتالية، ونحن مستعدون للتعاون».
شماس: بوادر إيجابية
نفى رئيس جمعية التجار نقولا شماس لـ «السفير» ان يكون لدى الهيئات مواقف شخصية من ميقاتي، وأن التردد في المشاركة في الحوار سببه ان الحكومة كانت تأخذ ولا تعطي في الاجور وتحديد سقف الاشتراكات في الضمان وصولا الى فرض الضرائب.، وقد تنادينا للجلوس حول طاولة الحوار بعد ظهور بوادر ايجابية تمثلت في: ـ قرار حاكم مصرف لبنان بضخ 2000 مليار ليرة لتحريك النمو الاقتصادي، ونصر هنا على ان يكون القطاع التجاري اكبر المستفيدين كقطاع اساسي، تضرر اكثر من غيره من القطاعات. اعادة النظر في تركيبة الموازنة باتجاه تخفيض النفقات وشطب فرض ضرائب اضافية كسلة واحدة، من الضريبة على القيمة المضافة الى الضريبة على الفوائد المصرفية والضرائب العقارية وغيرها. ـ موازنة الكلام عن سلسلة الرتب والرواتب مع الاصلاح الاداري، بحيث اصبح الجواد امام العربة وليس العكس. هذه التطورات الايجابية هي التي دفعتنا لنذهب الى الحوار.