اخبار متفرقة > المياومون يحذّرون من «مخطط» لملء شواغر الفئة الرابعة في الكهرباء
اعتصام الاثنين... والتوجه نحو إنشاء نقابة وتجمع حاشد أمام مجلس النواب
كامل صالح السفير 9-2-2013
لم يخرج ملف المياومين وجباة الاكراء من النفق، برغم كثرة الوعود والتعهدات والاتفاقيات والتدخلات السياسية الرفيعة المستوى، إذ لا تكاد تظهر في الأفق بارقة أمل حتى تنطفئ فجأة. ويوضح مياومون لـ«السفير» انهم «منذ فكهم الاعتصام المفتوح في العام الماضي، نتيجة «الاتفاق السياسي»، لم يشهد ملفهم أي تقدم، إذ لم يزل إقرار قانون تثبيتهم في الانتظار منذ أكثر من خمسة أشهر في مجلس النواب، كذلك خسروا أخيرا، امكانية الترشح الى الفئة الثالثة في المؤسسة، ولم تدفع رواتب جباة الاكراء عن الأشهر الثلاثة (فترة الاعتصام كما نص الاتفاق)، كذلك لم يقبض عمّال المتعهد راتب شهر آب و6 أيام من شهر أيلول، من دون نسيان عائدات الضمان الاجتماعي والإجازات المرضية المعلقة». ولا يقتصر الوضع على هذا المشهد القاتم، إذ علمت «السفير» أن «هناك شيئا ما يطبخ في السر، لإجراء مباراة مفتوحة لملء شواغر الفئة الرابعة في ملاك المؤسسة، مما يعني أن قانون تثبيت المياومين وفق المباراة المحصورة، أصبح حبرا على ورق في حال أقرّ لاحقاً». وفي هذا الإطار، يحذّر مياومون من الإقدام على هذه الخطوة، «لأنه ساعتئذ سيكون التحرك الاحتجاجي من دون ضوابط، ومفتوح، بعدما خسرنا كل شيء». وعلمت «السفير» في هذا السياق «أن هذا الأمر في حال حدوثه، لن يقتصر على المياومين، بل سينضم إليهم موظفو الملاك في مؤسسة كهرباء لبنان، لاعتبارات عدة، منها ما يتعلق بالارتقاء الوظيفي».
ثلاث خطوات تباعا
لكن، وعلى الرغم من هذه الصورة الضبابية، تتواصل الاستعدادات والاتصالات بين المياومين وجباة الاكراء، لتنفيذ ثلاث خطوات تباعا: الأولى: تنفيذ عمّال المتعهد البالغ عددهم أكثر من 425 عاملاً، اعتصاما صباح الاثنين المقبل في «مؤسسة كهرباء لبنان»، احتجاجا على اتخاذ مديرين في المؤسسة اجراءات تؤدي إلى تأخير دفع مستحقاتهم من قبل شركة «ترايكوم» المتعهدة. الثانية: عقد اجتماع للمياومين وجباة الأكراء يوم السبت 16 شباط الجاري، خارج مقر المؤسسة، لتحديد سلسلة تحركات، ومنها التوجه نحو إنشاء نقابة مستقلة. الثالثة: الدعوة إلى تجمع حاشد أمام مجلس النواب في أقرب وقت ممكن. وتأتي هذه الخطوات التي تبدو عفوية، ومن دون تخطيط مسبق، بعدما «لوحظ أخيرا أن هناك أكثر من مخطط لإحباط المياومين وتفتيتهم، وزرع الفتنة بين صفوفهم. وقد استدرك عدد من أعضاء لجنة المتابعة للعمّال المياومين والجباة هذا الأمر، إذ ما زالوا يبذلون جهودا مضاعفة لإعادة اللحمة بين صفوف المياومين».
«النقابة حق... وعنصر التبعية مثبت»
ويفيد قيادي نقابي «السفير» بأن «المياومين يحقّ لهم كما غيرهم من العمّال اللبنانيين، إنشاء نقابة ترعى مصالحهم وشؤونهم وتتابع تنفيذ مطالبهم مع المعنيين، على ألا تقل الهيئة التأسيسية عن أربعة أشخاص. وبعد الحصول على ترخيص من وزارة العمل، يفتح باب الانتساب للأعضاء، على أن تجري انتخابات مجلس النقابة، بعد سنة من تاريخ الترخيص»، ويذكّر القيادي بأن «تبعية العمال في مسألة المياومين مثبتة لإدارة مؤسسة كهرباء لبنان لا للمتعهد الذي لا يعدو كونه سمسارا، إذا صحّ التعبير». وتأتي الدعوة للاعتصام، كما يفيد مياومون، «بعدما قصدنا وزير العمل سليم جريصاتي أخيرا، لتقديم شكوى على الشركة المتعهدة، ولطلب الدعم. وقد وعدنا بذلك، وعقدت جلسة رسمية بحضور مفتش وزارة العمل بين وفد من عمّال المتعهد والمسؤولين عن شركة ترايكوم ومحامي الشركة، ووقعت خلالها مسؤولة الشركة على محضر الجلسة الذي تضمن العديد من النقاط، منها: دفع الرواتب بانتظام، التعويضات العائلية، الإجازات المرضية، إجازتا عيد الاستقلال والعمال، راتب شهر آب و6 أيام من أيلول، خلال أسبوع، وتوحيد دوام العمل مع موظفي المؤسسة، (أي يصبح الدوام 43 ساعة بدلا من 48 ساعة)، وغيرها، إلا أن بعض مديري المؤسسة اتخذوا اجراءات كيدية، لتأخير حصولنا على حقوقنا من رواتب وعائدات الضمان وغيرهما». ويتساءل مياومون: «من هو رب عملنا: الشركة المتعهدة، وقد نفت المسؤولة عن الشركة ذلك في اجتماع وزارة العمل أكثر من مرة، أم إدارة مؤسسة كهرباء لبنان، التي تحدد دوام عملنا، وتتحكم بدفع الراتب، وانجاز جداول القبض لاحتساب ساعات العمل، والاحتساب النهائي للأجر الشهري؟». أما الهدف الأساس من التحرك، فهو «لتذكير هيئة مجلس النواب أن لديهم مشروع قانون تثبيت المياومين وجباة الاكراء في ملاك المؤسسة وفق المباراة المحصورة، وهم يطالبون بإحالة القانون إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، بعد التوقيع على البند الوحيد المتبقي من محضر جلسة الهيئة التشريعية، وهو ما يتعلق بقانون التثبيت الذي أقرّ بعدما حاز النسبة المطلوبة من تصويت النواب».
«شبعنا وعودا ومماطلة»
ويؤكد مياومون أن «الدعوة إلى التحرك تشمل جميع المياومين وجباة الاكراء، أي من بقي يعمل لدى المتعهد في المؤسسة، أو من وقع عقد عمل مع شركات مقدمي الخدمات». ويلفتون الانتباه إلى أن «هذا التجمع أصبح ضرورة وحاجة للتذكير بحقوقنا المشروعة، بعدما شبعنا وعودا، ومماطلة بتنفيذها»، مشيرين إلى أنه «أخيرا خسرنا إمكانية الترشح إلى الفئة الثالثة، التي نُفذت في مجلس الخدمة المدنية وفق المباراة المفتوحة، وذلك على الرغم من تأكيد أكثر من جهة سياسية ونقابية أن هذه الفئة ستكون ضمن الفئات الأخرى التي يمكننا الترشح إليها بعد اقرار قانون تثبيتنا، وهذا ما لم يحدث». وفي سياق متصل، يشير مياومون وجباة إلى أن «العاملين في معامل الانتاج ومحطات التحويل في المؤسسة، لم يلتمسوا إجابة لمطالبهم المحقّة لدى المؤسسة». وإذ يطالبون وزير العمل «بتنفيذ ما وعد به، والإسراع في حل هذه المشكلة العالقة في المؤسسة لكي يعطى كل ذي حق حقه»، يذكّرون بأن «المطالب تتضمن دفع الرواتب لجباة الاكراء التي نصّ عليها الاتفاق السياسي، كذلك دفع راتب شهر آب وأيام من شهر أيلول، أي الأيام التي لم يتقاضو راتبها قبل توقيع المؤسسة مع شركة ترايكوم، وضرورة احتساب أيام الآحاد والإجازات والأعياد الرسمية ضمن الراتب الشهري، وتنظيم الدوام وفق ما ينصّ عليه قانون العمل، ودفع عائدات الضمان، إضافة إلى المطالبة بتغيير الطبيب المراقب، أو استبداله أو إضافة طبيب آخر». ويشير مياومون إلى أن «خلافا كان قد وقع أخيراً، بين عدد من المياومين وهذا الطبيب، عندما طلب من المياومين ألا يمرضوا!»، مضيفين: «انه بعد وقوع المشكلة طلبت المسؤولة عن الشركة من المياومين، أن يقدموا ورقة خطية بمطالبهم، مؤكدة لهم أكثر من مرة انها ليست رب عملهم بل مؤسسة كهرباء لبنان، وهي المسؤولة عن تأخير دفع الرواتب، وان قبولها بتنفيذ المطالب يأتي بعد قبول المؤسسة بها». ويؤكد مياومون «انهم خطّوا كتاباً بمطالبهم وأرسلوه إلى مسؤولة الشركة، لكنهم تفاجأوا برفضها استلام الكتاب. وفي وقت لاحق، رفضت احتساب الإجازات المرضية على الرغم من التزامها بذلك في محضر وزارة العمل».
