اخبار متفرقة > «التنسيق» تتحدى أي وزير يتجرأ على تهديد معلم أو موظف
مسيرة عفوية حاشدة من «التربية» إلى الكولا
الوفاء : 22-2-2013
عماد الزغبي
فاجأت «هيئة التنسيق النقابية» في اليوم الثالث للإضراب المفتوح، جماهيرها والقوى الأمنية على حد سواء، عندما انطلقت في مسيرة عفوية من أمام وزارة التربية والتعليم العالي في اتجاه كورنيش المزرعة ـ الكولا ومنه إلى وزارة التربية، على أن تتابع إضرابها واعتصامها اليوم أمام وزارة الزراعة. وسبق المسيرةَ جملةُ رسائل وجهّها أعضاء هيئة التنسيق إلى الحكومة والوزراء، وأبرزها كان التحدي الذي أطلقه نقيب المعلمين في المدارس الخاصة نعمه محفوض في وجه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، رداً على ما تم تسريبه، من أن محفوض فاوضه على خفض قيمة السلسلة بنسبة عشرة في المئة. وتحدى محفوض رئيس الحكومة للقيام بمناظرة إعلامية، شرط أن يقسم هو على القرآن الكريم، بعدما أقسم محفوض على الإنجيل، بأن ذلك لم يحصل، وقال: «وهو ومستشاروه طلبوا خفض السلسلة خمسة في المئة فرفضت». وكانت الرسالة الثانية من رئيس «رابطة أساتذة التعليم الثانوي الرسمي» حنا غريب إلى الوزراء الذين يهددون الموظفين، وتحديدا وزير المال محمد الصفدي، وقال: «هيئة التنسيق تتحدى أي وزير أن يكتب سطراً بخط يده ويتجرأ على تهديد أي معلم أو موظف أو متعاقد أو أستاذ، ويعلن تهديده بالصرف لهؤلاء». وتوجه إلى الموظفين بالقول: «لا تخافوا منهم»، محملاً وزير المال نتيجة مشروعه، وأضاف:«لن ننتظر أسبوعين، لجنة الـTVA صامدة، لا تحاول تهديدها وسنحارب أي تهديد لأي لجنة تشكلت في أي وزارة». وتزامن الاعتصام مع زيارة الصفدي لرئيس الجمهورية ميشال سليمان، وبحث معه الإيرادات المقترحة لتغطية نفقات السلسلة.
مسيرة وهتافات
سارت المسيرة بعدما فاقت حشود المعلمين والموظفين، ما كان متوقعا، واندفعوا تلقائياً في بداية الأمر إلى قطع مستديرة حبيب أبو شهلا، ثم ما لبثوا أن تحركوا في إتجاه كورنيش المزرعة، في ظل هتافات نادت بإحالة السلسلة إلى مجلس النواب. وأكد المشاركون أن قضيتهم محقة، وقالوا: «نحن أصحاب القضية... لا تهويل ولا تأجيل السلسلة بدها تحويل». واستمروا على هذا المنوال، حتى تقاطع «ثكنة الحلو» - مار إلياس، حيث انضم إلى المسيرة مجموعة من المعلمات من «مدرسة عين نجم» التابعة للمؤسسات التربوية الكاثوليكية، في منطقة عين سعادة. واستقبلت المعلمات على وقع الهتافات المرحبة، لتتابع بعدها المسيرة في اتجاه منطقة الكولا بدلاً من التوجه نحو شارع مار إلياس التجاري، لتعود إدراجها إلى وزارة التربية، بمواكبة أمنية عملت على وقف حركة السير.
أمام وزارة التربية
وكانت هيئة التنسيق واصلت إضرابها المفتوح لليوم الثالث على التوالي، وتوافد المعتصمون إلى أمام مبنى وزارة التربية والتعليم العالي في الأونيسكو وعمدوا إلى إقفال الطريق الرئيسة، حاملين لافتات تعلن أن «لا صوت يعلو فوق صوت المعركة» و«هيئة التنسيق هي هذا الصوت وضمير الشعب والمدافع عن حقوقه»، وعلّقوا لافتات على الباب الخارجي لوزارة التربية كتب عليها: «إضراب مفتوح»، «لا معاملات»، «لا أعمال إدارية». بداية تحدثت مسؤولة شؤون الموظفين في الوزارة سلام يونس، واقترحت على المسؤولين دفع راتب مليون ليرة شهرياً لأعضاء الهيئات الاقتصادية «لنرى كيف سيعيشون بهذا المبلغ». وتمنى رئيس «رابطة التعليم الأساسي» محمود أيوب على المعلمين المزيد من الوحدة والتماسك، وقال: «لا امتحانات قبل تحويل السلسلة من دون تقسيط، مع الاستمرار بالإضراب مع قطع الطرق في كل المحافظات». وحيا محفوض الأساتذة في القطاعين الرسمي والخاص و«الزملاء في كل المدارس الذين تحدوا الترهيب»، وقال: «التحقوا بنا في إضرابنا المغطى بالقانون، ونحن تحت سقف القانون ونريد أن يكون رئيس الحكومة تحت سقف القانون. نزلنا إلى الشارع ولن نغادره بل السبحة ستكر إلى كل الوزارات. فليتحملوا نتائج الإضراب المفتوح إذا لم تحل السلسلة». وتوجه رئيس «رابطة موظفي الإدارة العامة» الدكتور محمود حيدر إلى المسؤولين المعنيين بالقول: «قبل تهديد الموظفين أنظروا إلى أوضاعهم المزرية ونحن لا نرضى إلا أن يكون الموظف معززاً وصولا إلى دولة لا فساد فيها، وعلى رأسها الهيئات الاقتصادية». وشكر رئيس «رابطة أساتذة التعليم المهني» إيلي خليفة أساتذة «مدرسة طرابلس الفنية» الذين لم يسمحوا لأحد أن يدخلهم إلى صفوفهم بالقوة، لافتاً إلى مشاركتهم الفاعلة في الاعتصام في سرايا طرابلس. وأعلن حنا غريب عن تشكيل لجنة إضراب للعاصمة بيروت تجتمع كل يوم وتضع الخطوات اللازمة. وقال: «من الآن وإلى نهاية الأسبوع ستتشكل لجان إضراب في كل الوزارات»، مؤكدا أن «ربح المعركة لا يتم إلا بالتماسك». وكرر أن «مواعيد الامتحانات الرسمية ستؤجل طالما لم تحل السلسلة»، داعيا «الاساتذة المتخلفين عن المشاركة في التحركات القائمة، إلى الانخراط الكثيف لأن السلسلة للجميع».
لجنة الإضراب
وبعد انتهاء الاعتصام عقدت جمعية عمومية للموظفين والمعلمين في الطبقة الثانية عشرة في وزارة التربية تم خلالها تشكيل لجنة الإضراب، التي تألفت برئاسة سلام يونس، وعضوية كل من: دعد الخطيب، جهينة بتلوني، عبد ضاهر، موسى قاسم، أولغا فرحات، بهية بعلبكي، يوسف رزق، نزيه جباوي، هادي زلزلة، محمد الحمصي، فداء أبوشقرا، غادة الزعتري، محمد حيدورة، نادرة عاكوم، وعلي الحاج. وكانت لجنة الإضراب في وزارة المال قد تشكّلت برئاسة وليد الشعار، وتألفت من: بسام مهدي، روجيه لحود، أحمد عمر، إيهاب نصر، سمير رشاد، أحمد قاووق، رون دياب، نابليون ماركيز، هادي الرياشي، كرم قوبر، رائد حماده، ورولا مراد عن العاملين بالساعة. وكان شارك في الاعتصام عدد من ممثلي الاتحادات العمالية، وأوضح رئيس «الاتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين في لبنان» كاسترو عبد الله لـ«السفير» أن الاتحاد تلقى برقيات تأييد ودعم لهيئة التنسيق، من الاتحاد العام الفرنسي، ومن الجبهة العمالية في اسبانيا، وتم رفع مذكرة إلى الاتحاد الأوروبي لمطالبة الاتحاد بدعم حقوق العمال والموظفين في لبنان، والعمل على تشكيل وفد لزيارة لبنان تضامناً مع الاتحاد الوطني وهيئة التنسيق.
اجتماع التنسيق
وبعد الظهر عقدت هيئة التنسيق اجتماعاً في مقر «رابطة التعليم الأساسي»، وتدارست مجريات الإضراب المفتوح في العاصمة والمناطق، ونوهت بـ«النجاح الكبير الذي حققه الإضراب وبحجم المشاركة التي بدأت تتضاعف في التظاهرات والاعتصامات». وأكدت الهيئة «الاستمرار في الإضراب المفتوح وتنفيذ اعتصام، اعتباراً من التاسعة والنصف من صباح اليوم أمام مبنى وزارة الزراعة ـ بئر حسن، وعقد جمعية عمومية وإعلان لجنة الإضراب في الوزارة، واستكمال تشكيل لجان الإضراب في المناطق والسرايا الحكومية لضمان حسن سير الإضراب، ووضع الخطط الكفيلة بتعطيل المؤسسات العامة».