اخبار متفرقة > التنسيق» في «الزيتونة باي» تطالب بالأملاك العامة
ا
نجحت تظاهرة «هيئة التنسيق النقابية» في دخول «الزيتونة باي»
عماد الزغبي السفير 15-3-2013
«احتلال الأملاك العامة إلى زوال وحيتان المال إلى سجن رومية»، لافتة كبيرة رفعها المتظاهرون داخل حرم في منطقة «السان جورج»، في اليوم الرابع والعشرين للإضراب المفتوح لـ«هيئة التنسيق النقابية». وبإصرار النقابي الواثق من جمهوره، طلب رئيس «رابطة أساتذة التعليم الثانوي الرسمي» حنا غريب من القوى الأمنية السماح للمتظاهرين بالدخول إلى «الزيتونة باي»، متحملا المسؤولية عن أي خلل أمني يمكن أن يحصل. وسط استغراب هذا الطلب، على لسان المشاركين وتأكيدهم «لم يكن الأساتذة والموظفون بحاجة إلى توصية من أحد، لمنع افتعال أي إشكال مع أصحاب المحال، فهم معلمو الأجيال الصاعدة، وحافظو الإدارة العامة، وطوال 24 يوما من التظاهرات والاعتصامات السلمية لم تحصل أي ضربة كف، أو أي حادثة شغب». على وقع الهتافات المنددة بالحكومة والهيئات الاقتصادية، سار الأساتذة والموظفون ومعهم عدد من الطلاب في تظاهرة من أمام مدخل مرفأ بيروت إلى «الزيتونة باي»، حيث حاولت القوى الأمنية منعهم من الدخول، كونها أملاكاً خاصة، فجاء الرد من غريب بالإصرار على الدخول، وبعد دقائق من المفاوضات والاتصالات الهاتفية، سمحت القوى الأمنية للمتظاهرين بالدخول مع تحميل مسؤولية أي حادث لغريب، الذي طلب من المتظاهرين «الالتزام بتعليمات قوى الأمن الداخلي والدخول بكل مسؤولية وعدم الاقتراب من الأملاك الخاصة، مع الإصرار على حقنا في السير على الأملاك العامة». ومن وسط ساحة «الزيتونة باي»، المطلة على خليج السان جورج، خاطب غريب المعتصمين الذين كانوا يهتفون ضد «سارقي الأملاك البحرية»، وقال إن «مشروع زيتونة باي قام بعد ردم البحر في خليج السان جورج وتحملت كلفته الدولة من أموال الشعب اللبناني والخزينة، بذريعة إنشاء مرفأ عليه، ويمتد على مساحة 66 ألف متر مربع. وتم سداد هذه الكلفة من حساب الخزينة لمصلحة «سوليدير» التي منحتهم حق الاستثمار لمدة 50 عاما قابلة للتجديد بمبلغ 2500 ليرة فقط للمتر الواحد سنويا. «يا ويلهم من الله». ولفت غريب الى أن «الزيتونة باي» المخالف هو ملك لأحد الوزراء، «كلكم تعرفونه»، وتوجه الى الحكومة بالقول: «تستطيعون تمويل السلسلة وإنصاف المتقاعدين والأجراء وإنصاف كل الفقراء من خليج زيتونة باي. هذا البحر وواجهته لفقراء لبنان ولن نقبل بتمويل السلسلة على حساب الفقراء وأصحاب الدخل المحدود». وتوجه الى الهيئات الاقتصادية بالقول: «ادفعوا ما يتوجب عليكم من ضرائب تبلغ 2900 مليار ليرة، وألفي مليار ليرة غرامات مالية عن الأملاك البحرية، وهكذا تعود الليرة وتقوى الخزينة». وختم غريب: والله والله لن نركع لـ«حيتان المال وأمثالهم». وكان سبق التظاهرة، اجتماع عقد صباحا في مقر «نقابة موظفي مرفأ بيروت»، بحضور رئيسها بشارة الأسمر وأعضاء المجلس التنفيذي ورئيس نقابة عمال المرافئ حسين جهجاه وأعضاء المجلس التنفيذي، وعن هيئة التنسيق حنا غريب، ورئيس «رابطة موظفي الإدارة العامة» محمود حيدر ود. علي برو. وشرح الأسمر الواقع الذي يمر به الموظفون والمتقاعدون والعسكريون وغيرهم، وقال: «الجميع موجوع، ولكن تبقى الأرقام هي سيدة المواقف أين الدولة منها؟ ما هي هذه الأرقام؟ أين التمويل؟ كلها أمور يجب أن تكون واضحة ليبنى على الشيء مقتضاه». وشدد الأسمر على «ضرورة إتمام الإصلاح قبل ضخ الأموال، لأن استمرار الفساد من شأنه أن يؤدي الى خلل أكبر، فضلا عن ضرورة ضبط مكامن الهدر». وأكد «أن فشل أي حركة نقابية في هذه المرحلة هو سقوط للحركة النقابية بصورة شاملة وكاملة». ورد غريب معددا دور نقابة موظفي وعمال مرفأ بيروت وتاريخها النقابي، وما قدمته للحركة النقابية، مؤكدا استمراره «بالخط نفسه مع أصحاب تاريخ عريق في العمل النقابي». وشدد حيدر على دور الإدارات العامة والوزارات، مركزا على أهمية دور النقابات العمالية فيها. ثم انتقل الجميع أمام المدخل الرقم ثلاثة في مرفأ بيروت للاعتصام، بمشاركة نقابة موظفي وعمال مرفأ بيروت، وألقيت كلمات استهلها الأسمر بدعوة رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي الى إقرار السلسلة، مناشدا رئيس مجلس النواب نبيه بري «راعي الأمور المستحيلة أن يخرجنا من هذا النفق، لأنه كفانا إضرابات وتظاهرات في وقت تشهد فيه البلاد وضعا أمنيا مضطربا». وأكد انطوان مدور باسم «نقابة معلمي المدارس الخاصة»، «الاستمرار في التحرك حتى تحقيق كامل المطالب، لأننا ندافع عن كرامتنا»، وأعلن «أن التعليم الخاص سيشارك في تظاهرات تعم لبنان في 21 آذار الجاري وهي محطة جديدة في تاريخ لبنان». وقال عمر عثمان باسم طلاب لبنان: «نحن طلاب شهادات رسمية، ولدينا مستقبل ينتظرنا، ولسنا نحن من يسكت عن حقه». وتوجه إلى الرئيس ميقاتي بالقول: «احزم أمرك، كفى تسويفا على حسابنا، وكفى دهسا على حقنا وحق أساتذتنا». وأكد رئيس «الاتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين» كاسترو عبدالله، وقوف الاتحاد الى جانب تحرك هيئة التنسيق. وشكر حيدر «نقابة مياه البقاع» على مشاركتهم في الإضراب و«اتحاد المصالح المستقلة» والمؤسسات العامة والخاصة على تعاونهم. وأشار الى أن الاعتصام أمام مرفأ بيروت هو لتوجيه رسالة الى الحكومة، بأنه ممنوع تمويل السلسلة من جيوب الفقراء بل من جيوب الذين سرقوا ونهبوا أموال الخزينة. وتوجه نائب رئيس «رابطة التعليم الثانوي» يوسف زلغوط إلى «القوى السياسية التي وقفت الى جانب هيئة التنسيق، وطالب القوى السياسية الأخرى اتخاذ مواقف مماثلة». وقال: «حان وقت محاربة الفساد والمفسدين وكف أيديكم عن مال الشعب». وطالب غريب «الوزراء وخصوصا الوزراء الذين اتفقنا معهم على إقرار السلسلة وإيجاد الحل، خصوصا لمن ضرب يده على الطاولة، وليس كما أعلن الوزير العريضي الذي استبعد الحل لموضوع التمويل في 21 آذار». وقال: «يجب حسم مسألة التمويل وإقرار السلسلة في 21 آذار ونحن مستمرون ولا يمكن أن نتراجع ما لم تقر السلسلة»، مؤكدا «أن 21 آذار سيكون يوما نقابيا بامتياز». واختتم اليوم الرابع والعشرون على وعد باللقاء في الاعتصام المقرر عند العاشرة من قبل ظهر اليوم على طريق المطار - الكوكودي. عماد الزغبي
