أطلقت «نقابة موظفي المصارف في الشمال» الشرارة الأولى للتحركات الاحتجاجية للقطاع المصرفي في لبنان من طرابلس، لرفع الصوت عاليا بوجه جمعية المصارف والضغط عليها للالتزام بتجديد العقد الجماعي الذي رفع الموظفون الذي احتشدوا أمام مصرف لبنان ـ فرع طرابلس لافتات تصفه «بأنه يحتضر» وتدعو الى «أوسع تحركات في سبيل إنصاف موظفي المصارف». وتميز الاعتصام الذي أعدت له بعناية نقيبة الشمال مها المقدم، سواء من حيث التعبئة العامة التي أطلقتها بين المصارف على مدار أسبوع كامل في كل الأقضية الشمالية، أو من حيث الاتصالات التي أجرتها مع سائر النقابات للتضامن مع نقابتها، فكان حضور لافت لنقباء المهن الحرة والمصالح المستقلة ومعلمي المدارس الخاصة والنقابات العمالية وجه رسالة واضحة لمن يعنيهم الأمر بأن موظفي المصارف غير متروكين لقدرهم وأن ثمة «لوبي» نقابياً ضاغطاً يدعم تحركاتهم. ولعل الحشد المصرفي الذي تحلق حول فرع مصرف لبنان في طرابلس، وسط تدابير أمنية مشددة، قد أعطى النقيبة مها المقدم دفعا إضافيا لتقول «لم نترك فرصة إلا وأعطيناها، لم نترك باباً إلا وطرقناه، لم نترك وساطة إلا وتعاملنا معها بإيجابية. بدأنا بالمفاوضات المباشرة التي امتدت لحوالي السنة والنصف الى وساطة وزارة العمل وهي أطول وساطة في تاريخ الوزارة على ما أعتقد والتي امتدت الى ما يزيد عن السنة وثلاثة اشهر، الى وساطة حاكم مصرف لبنان التي امتدت الى حوالي ثلاثة أشهر وانتهت كما ابتدأت وساطة الحاكم مثلما يقول المثل «لا شار ولا دستور». انتهت وساطة الحاكم دون إبداء الاسباب لانتهائها. وهم عند مواقفهم لم يتزحزحوا قيد أنملة»، مضيفةً «ثلاث سنوات صبرنا على ظلمهم وجبروتهم وطغيانهم وفوقيتهم تفاديا للوصول الى ما نكره ويكرهون حفاظاً على سمعة ومنعة هذا القطاع البقية الباقية من قطاعات لبنان الاقتصادية بل هو القطاع الاول في لبنان والعالم العربي. أحرجونا فأخرجونا، رهانهم ضعفنا وخوفنا وتفرقنا». وأكدت «ان موظفي المصارف ينوءون تحت التزامات لا طائل لهم عليها من غلاء المعيشة في المأكل والمشرب والملبس الى المدارس والجامعات والمحروقات، لقد جاوزالظالمون المدى، تجار البندقية أكلوا الأخضر واليابس، أرباحهم بالمليارات ويرمون إلينا بالفتات الذي استكثروه علينا». وشكرت «وزير العمل سليم جريصاتي والمدير العام للوزارة بالوكالة عبد الله رزوق على رعايتها الوساطة وان لم تؤدِ الى نتيجة لأن الساعي الى الخير كفاعله». وتوجهت بالشكر الى «حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وقالت «أنت الحاكم والحكم في قضيتنا، نتمنى عليك كما كنت دائماً مفخرة للدولة اللبنانية وللمصارف المركزية العربية والعالمية، أنت صمام أمان هذا القطاع. ننتظر منك قول كلمة الحق في حقوقنا، أنت الحريص دائماً على منعة هذا القطاع في وجه الأنواء والرياح ونتمنى ان ينعكس حرصك على موظفي هذا القطاع وحقوقهم ومكتسباتهم». وناشدت جمعية المصارف «نحن بنظركم رقم يساوي دولاراً، لكن ابتداء من اليوم سنكون بالنسبة لكم الرقم الصعب، الرقم الذي سيقول لا للظلم، لا للعبودية ولا للعمل بالسخرة». ثم ألقى رئيس الاتحاد جورج حاج كلمة حدد فيها نقاط الخلاف الأساسية مع جمعية المصارف، وأكد أن الأشهر الأربعة الاضافية هي خط أحمر، وكذلك زيادة الـ3 في المئة حداً أدنى كل سنتين، مشددا على إلزامية دخول كل المصارف من دون استثناء الى صندوق التعاضد، ورفع منح التعليم في المدارس والجامعات.