اخبار متفرقة > الأزمة الاقتصادية تنعكس سلباً على وضع المالية العامة
تراجعات بالجملة لإيرادات الخزينة بين 3 و 10
عدنان الحاج السفير 10-9-2013
تزداد الهموم الاقتصادية والمعيشية والخدماتية، في ظل الظروف الأمنية والسياسية الصعبة في البلاد، وتنعكس ضغطاً على وضع المالية العامة للدولة، التي تواجه صعوبة تمويل احتياجاتها، لاسيما في ظل تراجع ايرادات الدولة خلال الأشهر المنقضية من العام 2013 بنسب متفاوتة بين انواع الضرائب، نتيجة تراجع النشاط الاقتصادي في شكل عام، مع ارتفاع كلفة عجز الخدمات، من الكهرباء إلى التقديمات الصحية والاجتماعية. كل ذلك يحصل مع ارتفاع أعباء وتيرة النزوح من سوريا على لبنان، وارتفاع وتيرة أضرار التفجيرات والتوترات الأمنية المتنقلة من منطقة إلى منطقة وانعكاساتها على معدلات المبيعات والأرباح في القطاعات المختلفة التي تعاني صعوبات التسويق والتحصيل. وحسب النتائج الأولية لعائدات الدولة، فإن عجز الموازنة قد يرتفع عن المقدّر له، على الرغم من الخطوات المتخذة من وزير المالية محمد الصفدي، في ضبط النفقات وحصرها في الحدود الدنيا من المتوجبات على اعتبار أن كل الوزارات أنفقت معظم موازناتها، وبالتالي لم يعد في بند احتياطي الموازنة أية مبالغ، علماً أن هذا البند كان يتضمّن حسب موازنة العام 2013 حوالي 1850 مليار ليرة، نتيجة استخدامات المبالغ لتسديد المتوجبات والمستحقات على الدولة للعديد من القطاعات. يُضاف إلى عنصر تراجع الإيرادات الضريبية على أنواعها، التأخير في تحصيل متوجبات المالية على وزارة الاتصالات، المقدرة بأكثر من 500 مليون دولار، والتي تحاول وزارة المالية المطالبة بها من دون التوصل إلى تحصيلها بفعل مماطلة تمارس بين الإدارات حول التدقيق في المستحقات. بالنسبة إلى تراجع الإيرادات تفيد المعلومات أن حجم التراجع تراوح بين 5 و10 في المئة وهنا بعض التفصيل: 1ـ انخفضت الضريبة على توزيع الأرباح بنسبة 10 في المئة، بما يوازي حوالي 45 مليار ليرة، نتيجة تراجع الحركة الاقتصادية والتجارية، وهو رقم يرجح أن يرتفع بعض الشيء، نتيجة انخفاض بعض المؤشرات لاسيما السياحية والتجارية وحركة المطاعم. 2 ـ كذلك الضريبة على القيمة المضافة فقد تراجعت حوالي 3 في المئة، بما قيمته حوالي 45 مليار ليرة، على الرغم من استقرار حركة الاستيراد. وهذا يعني أن حركة النزوح السوري وتزايد الاستهلاك يزداد على السلع المعفاة من الضريبة على القيمة المضافة، من مواد استهلاكية زراعية وغذائية معفاة من الضريبة على القيمة المضافة وبالتالي كان يفترض، نتيجة تزايد الاستهلاك من اللبنانيين والسوريين الموجودين في لبنان، أن ترتفع الضريبة على القيمة المضافة بحجم ارتفاع الاستهلاك لو كانت تستهدف الطلب على المواد الاستهلاكية الخاضعة لضريبة القيمة المضافة. 3 ـ في المناطق تراجع حجم التصريح الضريبي عن الشركات مما يؤثر على ضريبة توزيع أنصبة الأرباح، وكذلك على ضريبة الاستهلاك، ونتيجة تراجع حجم الأعمال. 4 ـ الرسوم العقارية لم تسلم من التراجع بفعل تباطؤ النشاط العقاري والمبيعات العقارية التي تراجعت في خلال سبعة أشهر حوالي 35 مليار ليرة بما نسبته 10 في المئة. 5ـ الضريبة على الأجور زادت بعض الشيء نتيجة زيادة غلاء المعيشة في القطاعين العام والخاص، انطلاقاً من العام 2012، وكان من الطبيعي أن ترتفع ضريبة الدخل على الأجور التي تقتطع سلفاً من رواتب الموظفين. الوضع الحالي لمعامل الإنتاج بالنسبة لوضعية الكهرباء فإن أرقام موازنة المؤسسة التي تفوق حالياً حوالي 3600 مليار ليرة للعام المقبل، يفوق عجزها حوالي 2900 مليار ليرة على أسعار نفط غير حقيقية، وبمعدل حوالي 85 دولاراً للبرميل، بينما الأسعار تفوق الـ105 دولارات حسب تطورات الأسعار منذ العام الماضي. وعلى الرغم من النفقات الكبيرة للمؤسسة، فإن التغذية تتراجع في غالبية المناطق، نتيجة تعطل بعض المحولات في بعض المحطات الرئيسية، لاسيما محطة الغربية التي تغذي غالبية المناطق في العاصمة والضواحي. أكثر من ذلك لم تصلح المحولات التي نقلت من معمل الذوق، ولم تعمل طوال الأسابيع الماضية، مما دفع المؤسسة إلى السعي لشراء محولات جديدة على أمل ان تركب ويتم تشغيلها في وقت قريب. غير أن وضعية معامل الانتاج، على الرغم من تشغيل الباخرتين التركيتين في الذوق (فاطمة غول بطاقة حوالي 183 ميغاوات) وفي الجية (أورهان بيه بطاقة 85 ميغاوات)، مازالت تشكل أقل من نصف حاجة الاستهلاك، حيث يصل التقنين حتى في بيروت والضواحي القريبة والبعيدة، وصولاً إلى المحافظات الى اكثر من 10 و12 ساعة يومياً. وهنا وضعية انتاج المعامل المقدرة بحوالي 1640 ميغاوات مقابل طلب استهلاك يفوق 2900 ميغاوات: - معمل دير عمار: ينتج حالياً 405 ميغاوات (كان ينتج حوالي 409 ميغاوات في الشهر الماضي). - معمل الزهراني: ينتج حالياً 430 ميغاوات (كان ينتج حوالي 439 ميغاوات الشهر الماضي). - معمل بعلبك: ينتج حالياً 30 ميغاوات. - معمل صور: ينتج حالياً 30 ميغاوات. - معمل الذوق: 203 ميغاوات (كان ينتج حوالي 265 ميغاوات). - معمل الجية: ينتج حالياً 45 ميغاوات (كان ينتج حوالي 131 ميغاوات الشهر الماضي). - معامل الإنتاج المائي: 100 ميغاوات ويصل عند الذروة إلى 130 ميغاوات (كانت تنتج حوالي 75 ميغاوات ويصل عند الذروة إلى 126 ميغاوات). - الاستجرار من سوريا: 124 ميغاوات (كان حوالي 135 ميغاوات في الشهر الماضي). - الباخرة التركية (فاطمة غول سلطان) في الذوق: تنتج حالياً حوالي 183 ميغاوات. - الباخرة «أورهان - بيه « في الجية تنتج حالياً 85 ميغاوات. تبقى الإشارة إلى أن عجز مؤسسة كهرباء يأكل حوالي 52 في المئة من إجمالي عجز الموازنة. عدنان الحاج