اخبار متفرقة > 470 عاملاً من دون رواتب وتغطية صحية لحوادث العمل
المياومون يعتصمون اليوم احتجاجاً على تفاقم الاستهتار
كامل صالح السفير 11-9-2013
لم تفضِ الوعود بمعالجة وضع حوالي 470 عاملا متعهداً (مياوما) في «مؤسسة كهرباء لبنان» إلى شيء؛ فراتب شهر آب لم يصرف حتى الآن، ومصير راتب شهر أيلول ما زال مجهولا، وفوق ذلك، لا تغطية صحية ضد حوادث العمل، وتأمين إجراءات الوقاية والسلامة التي ينصّ عليها قانون العمل، لاسيما لعمّال المعامل ومحطات التحويل (النقل). أمام هذا الوضع، وبعدما أصبح المياومون والمياومات من دون رب عمل مباشر، بعدما ألغي عقد المتعهد الجديد بسبب الشوائب في ملفه، علمت «السفير» أن «مياومي المحطات والمعامل والإدارة، يتجهون إلى التوقف عن العمل صباح اليوم احتجاجا على الاستهتار المتمادي بمطالبهم»، وإذا لم يصر إلى البدء بمعالجة وضعهم، خصوصا تأمين التغطي الصحية للمياومين الفنيين البالغ عددهم حوالي 300 عامل، «سيتحول التحرك إلى إضراب مفتوح». مخاطر جدية ويؤكد أكثر من مياوم لـ«السفير» أنه «لم يعد ممكنا العمل في ظل استمرار المخاطر الجدية على حياتنا، أو تعرضنا للتشويه والحرق كما حدث مع أكثر من زميل، لاسيما في معملي الجية والذوق الحراريين». ويتساءلون: كيف يمكن للجهات المعنية في الدولة، ونقابات العمال، أن يصمتوا أمام التمادي والاستهتار في جعل عمّال يعملون لدى مؤسسة رسمية، في أماكن خطرة، من دون تأمين ووسائل وقاية؟»، موضحين أن «المياومين الفنيين يعملون في صيانة المعامل والمجموعات والميكانيك واللحام وتغيير الزيت والفلاتر والمراجل، ومحطات التحويل الرئيسية من مراقبة الحمولات الزائدة على الشبكة، وقطع التيار وتوزيعه، ومداورة التقنين بين المناطق والأحياء». وبعدما تسارعت الاستعدادات والاتصالات في اليومين الماضيين، لتنفيذ التحرك اليوم في 6 معامل (دير عمار، الزهراني، صور، بعلبك، الذوق، الجية) وحوالي 56 محطة تحويل رئيسية، إضافة إلى العاملين في الإدارة البالغ عددهم حوالي 170 مياوما ومياومة»، يشير مياومون فنيون إلى مدى الغبن اللاحق بهم، إذ يوضحون لـ«السفير» بأنه «إضافة إلى عدم وجود راتب وتأمين والمماطلة في إقرار قانون تثبيتنا في ملاك المؤسسة وفق مباراة محصورة، لا نتمتع مثل الموظفين الثابتين بالبدل الشهري عن الأخطار والضجيج البالغ 78 ألف ليرة، وليتر ونصف ليتر حليب أسبوعيا، خصوصا للعاملين ضمن نطاق حراري مرتفع، وذلك لحمايتهم من السموم والغازات التي تبثها». ارباك في الانتاج ولا يخفي مصدر في «مؤسسة كهرباء لبنان» قلقه من «لجوء المياومين إلى الإضراب المفتوح، لاسيما العمّال الفنيين»، موضحا لـ«السفير» أن «هذه الخطوة تشكل إرباكا جدياً في الإنتاج، لأنه في الأساس، هناك نقص في عدد عمّال المعامل». وفيما بدا أن «أسهم المتعهد السابق، شركة ترايكوم، صعدت مجددا، مع السعي لعقد صفقة بالتراضي مع الشركة إلى أواخر العام الجاري»، يتخوف مياومو الكهرباء، مع بدء العام الدراسي، من تكرار سيناريو العام الماضي، «أي تأخير توقيع عقد المصالحة، حوالي ثلاثة أشهر، ليتمكنوا من قبض رواتبهم عن شهري آب وأيلول، فضلا عن غياب أي حديث عن تمتعهم بالمنح الدراسية». بنود جديدة في المقابل، علمت «السفير» أن «ملف التجديد لترايكوم، بات شبه جاهز، وهو في انتظار موافقة وزارتي المال والطاقة بعد موافقة مجلس إدارة مؤسسة كهرباء لبنان، على أن تطرح مناقصة أسعار جديدة بعد رأس السنة»، ويتضمن تجديد العقد بنودا جديدة، منها: ـــ تمتع العمّال بالإجازات الإدارية، أي الإجازة السنوية وهي 15 يوما. ـــ تأمين معدات الوقاية والثياب الملائمة على أن تحدد نوعيتها مؤسسة كهرباء لبنان. ـــ تزامن دوام عمل المياومين مع دوام الموظفين الثابتين، أي يصبح 42 ســاعة أسبوعيا، بدلا من 48 ساعــــة، على أن يستثنى من ذلك عمّال المعــامل، بسبب طبيعة عملهــم. يشار إلى أن المياومين، قد اعتصموا أكثر من مرة في الأسابيع الأخيرة، مطلقين العديد من الصرخات التحذيرية، لكن لم يبالِ بها أحد من المسؤولين. كامل صالح