إضراب المياومين يربك المعامل والمحطات.. و«التقنين»
كامل صالح السفير 13-9-2013
تسارعت الاتصالات أمس، بين الجهات المعنية بملف المياومين والمياومات في «مؤسسة كهرباء لبنان»، للبدء بمعالجة مطالب العمّال الذين ينفذون منذ يومين، إضرابا مفتوحا في المقر الرئيس للمؤسسة ومعامل الانتاج ومحطات التحويل الرئيسية، احتجاجا على عدم معرفة مصير رواتبهم والتأمين على مخاطر العمل. وفيما علمت «السفير» أن وزارة العمل عاودت الاتصال بالمياومين أمس، في مسعى منها لطمأنتهم الى تضمين عقد عملهم الجديد البنود كافة حسب قانون العمل، وأن الوزير سليم جريصاتي يبحث مع الجهات المعنية كيفية تأمين الرواتب، سارعت إدارة «مؤسسة كهرباء لبنان» لتدارك تداعيات إضراب المياومين البالغ عددهم الإجمالي حوالي 470 عاملا، عبر إيقاف جميع الإجازات السنوية للموظفين الثابتين، لا سيما في المعامل والمحطات، كما أرسلت موظفين إلى المحطات، محاولة منها لسد العجز الناجم عن توقف حوالي 130 مياوما فنيا عن العمل.
فوضى في التوزيع
وفي هذا الإطار، علمت «السفير» أن «الإضراب أحدث فوضى في توزيع ساعات التقنين بين الأحياء والمناطق، إذ ثمة مناطق بلغت ساعات التقنين فيها حوالي 15 ساعة، مقابل تمتع مناطق أخرى بساعات تغذية إضافية، وذلك بعدما امتنع مياومو المحطات عن الامتثال لطلبات التنسيق». كذلك توقف المياومون عن تفريغ المازوت وأعمال الصيانة في المعامل، ما أدى إلى شلل شبه تام في معملي بعلبك وصور اللذين ينتجان حوالي 60 ميغاواط، وإرباك حقيقي في معملي الجية والذوق اللذين تراجع إنتاجهما إلى حوالي 248 ميغاواط. ولم تتوقف تداعيات تأثير الإضراب المفتوح على المعامل الحرارية الأربعة و56 محطة تحويل رئيسية فحسب، بل شملت الأعمال الإدارية في المقر المركزي للمؤسسة أيضاً، بعدما توقف حوالي 175 مياوما ومياومة عن العمل.
التحرك مستمر
وتؤكد مصادر «لجنة المتابعة لمياومي الكهرباء» لـ«السفير» أن «التحرك مستمر حتى صرف راتب شهر آب، والالتزام بدفع الرواتب بانتظام في نهاية كل شهر، كذلك التزام المؤسسة التأمين على كل العمّال، خصوصا العاملين في المعامل ومحطات التحويل، وتأمين الوقاية والسلامة في أماكن العمل»، مشيرين إلى أن هذه «هي المطالب العاجلة، بينما بقية المطالب كإدخالنا في المؤسسة كأجراء أو مستخدمين، وإصدار مذكرة تتضمن تطابق دوام عملنا مع دوام موظفي المؤسسة، وتوقيع عقود عمل مع شركة متعهدة جديدة، على الرغم من أنها حل مؤقت، فيمكن البحث فيها لاحقاً». وتلفت الانتباه مجددا إلى أن «ربّ عملنا قانونياً هو مؤسسة كهرباء لبنان منذ أكثر من 15 سنة، أما المتعهدون فلم يكونوا سوى أرباب عمل في الظاهر».
صفقة بالتراضي
أمام هذا الوضع، توضح مصادر «مؤسسة كهرباء لبنان» لـ«السفير» أنه «بعدما لم ينل المتعهد الجديد الموافقات اللازمة بسبب الشوائب في ملفه، وافقت إدارة المؤسسة على عقد صفقة بالتراضي مع المتعهد السابق، أي شركة ترايكوم، عبر عقد جديد بموجب قانون العمل حتى آخر السنة»، كاشفة أن العقد أرسل إلى وزارتي الطاقة والمال لينال الموافقة الرسمية. وتفيد بأنه «في انتظار صدور الموافقة الرسمية لوزارتي الوصاية والمال، سيصار إلى إطلاق استدراج عروض جديدة وفقا لدفتر الشروط يراعي جميع حقوق العمّال التي نصّ عليها قانون العمل».
مصير الأجور
أما عن مصير أجور المياومين، فتوضح أنه «ما بين انتهاء عقد المتعهد السابق، وبداية مفاعيل العقد الجديد بعد نيله الموافقات الرسمية، ستخضع هذه الفترة لعقد مصالحة كما حدث في العام الماضي». وتستدرك قائلة: «لكن، ولأن عقد المصالحة من الممكن أن يتأخر، وتحسسا بالوضع المعيشي للعمال، لا سيما ونحن على أبواب عام دراسي جديد، سيعطى المتعهد الجديد أي شركة ترايكوم، سلفة مالية، كي يسدد للعمّال رواتبهم أو جزءا منها لحين بت عقد المصالحة». وتؤكد مصادر «مؤسسة كهرباء لبنان» أن بقية مطالب المياومين، خصوصا التغطية الصحية والوقاية والسلامة من مخاطر العمل، يلحظها العقد الجديد». في سياق متصل، أيدت «نقابة عمّال ومستخدمي تجارة وتركيب الأدوات الكهربائية» بعد اجتماعها الدوري أمس، «تحرك عمّال غب الطلب (المياومين) في مؤسسة كهرباء لبنان، ومطالبهم المحقة»، مطالبة بـ«رفع الغبن عنهم، ودفع مستحقاتهم وتسوية وضعهم داخل المؤسسة، والإقلاع عن بدعة المتعهد». وأكدت «وقوف النقابة إلى جانب العمّال، ووضع إمكانياتها بتصرفهم لحين تحقيق المطالب». كامل صالح
|