كامل صالح السفير 25-9-2013
في اليوم الخامس عشر من اعتصام مياومي «مؤسسة كهرباء لبنان» المفتوح، بدأت التداعيات تلقي بثقلها الكارثي، ليس على الوضع المعيشي للمياومين الذين لم يقبضوا رواتبهم منذ شهرين فحسب، بل على قطاع إنتاج الكهرباء السيئ أساساً، أيضاً. فبسبب توقف أعمال الصيانة والمتابعة، توقفت المجموعة الرابعة عن الإنتاج في «معمل الجية الحراري»، ولم تبق غير مجموعة وحيدة تعمل، تشارف في دورها، على التوقف، لاسيما مع اشتداد العواصف والأمطار. كذلك، تعمل في «معمل الذوق الحراري» مجموعتان من أصل أربع مجموعات. هذا الوضع الذي ينذر بتفاقم التقنين في التيار الكهربائي، يتخذ وضعية مغايرة حالياً، إذ ما زال مياومو المعامل المعتصمون يمنعون العمّال الوافدين من دخول المعامل. وهؤلاء البالغ عددهم أكثر من 20 عاملا وافدا موزعين بين معملي الجية والذوق، يعملون، كما تقول مصادر إدارة مؤسسة «كهرباء لبنان» لـ«السفير»، لمصلحة شركتين متعاقدتين مع المؤسسة، تستعين بهما منذ أكثر من سنتين، لانجاز بعض المهام المتعلقة بالصيانة والتصليحات في المعامل. إلا أن المياومين يؤكدون لـ«السفير» أن «الإدارة تريد إحلال هؤلاء محلهم، بهدف الضغط عليهم للتراجع عن إضرابهم المشروع، أو دفعهم لترك العمل».وعلمت «السفير» في هذا الإطار، أن المياومين الفنيين يتناوبون على حراسة مداخل معمل الجية، لمنع العمّال الوافدين من الدخول، مؤكدين أن «الوضع سيبقى على وضعه الحالي، حتى نعرف مصيرنا ومصير رواتبنا، إضافة إلى مطالبنا الأخرى من ضمان صحي وتأمين على مخاطر العمل وتوفير وسائل الوقاية والسلامة على حياتنا، وغيرها». وفيما يشهد اعتصام المياومين المستمر في مقر المؤسسة، تضامناً نقابياً اليوم، وتحضيراً لتحديد موعد مع البطريرك بشارة بطرس الراعي لشرح معاناتهم، بدا لافتاً للانتباه أمس، أول مشاركة نقابية في اعتصام المياومين المفتوح، وذلك عندما شارك أمين عام «جبهة التحرر العمّالي» عصمت عبد الصمد المياومين اعتصامهم الرمزي أمام مدخل معمل الجية، مؤكداً دعمه لمطالب المياومين كافة، مطالبا في الوقت نفسه الدولة، بإلغاء بدعة المتعهد. في المقابل، تستمر المأساة بأخذ حصتها الكبيرة، من واقع حياة المياومين اليومية، ومن هذه القصص الكثيرة والعديدة، كان آخرها، رفض مدرسة تسجيل ولدي المياوم إيلي، بول وجاد، بسبب عدم قدرته على دفع مبلغ التسجيل المطلوب. كذلك، أصيبت المياومة نانسي التي تعمل في الإدارة المركزية أمس، بساقها بعد تعثرها على درج المؤسسة، وبسبب غياب التأمين وعدم شمول المياومين بتغطية حوادث العمل، تساعد زملاؤها فيما بينهم، لدفع كلفة علاجها في المستشفى. كامل صالح
|