احمد منصور السفير 28-9-2013
واصل عمّال غب الطلب (المياومون) في «مؤسسة كهرباء لبنان» اعتصامهم المفتوح أمام مدخل «معمل الجية الحراري» أمس، مطلقين صرخة جديدة للتعبير عن آلامهم وأوجاعهم، وشرح معاناتهم وأوضاعهم المأساوية، بعد مضي شهرين على عدم قبض رواتبهم، بعد انتهاء تعاقد المؤسسة مع المتعهد «شركة ترايكوم». ولوّح المعتصمون بتصعيد التحرك، إذا استمر تجاهل مطالبهم، لاسيما بعد تفاقم أوضاعهم الاقتصادية والمعيشية مع حلول العام الدراسي الجديد، الحامل معه أعباءً مالية كبيرة، إضافةً إلى قرب حلول فصل الشتاء ومتطلباته.
سلمية التحرك
حرص المعتصمون الذين حضروا من مختلف المناطق، وعلى رأسهم المياومون العاملون في الإدارة المركزية، على سلمية التحرك على الرغم من بعض الإشكالات التي وقعت خلال الاعتصام، إذ شدد المعتصمون على عدم التعرض أو الحاق الأذى بأي منشأة أو موظف في المعمل، في ظل مواكبة القوى الأمنية للاعتصام، مبديةً ارتياحها، حيث فصلت بينها وبين المعتصمين الطريق البحرية القديمة الموازية للمعمل. بدأ الاعتصام منذ الصباح الباكر، إذ توافد المياومون إلى مدخل المعمل، وتجمعوا عند البوابة الرئيسية رافعين لافتات نددت بتجاهل المسؤولين لمطالبهم. وحوالي الساعة العاشرة وصلت مجموعات من عمّال المناطق، الذين عمدوا الى اقفال البوابة الرئيسية، ومنعوا الموظفين والسيارات والآليات من الدخول والخروج لبعض الوقت. عبّر العديد من المعتصمين عن معاناتهم، بسبب الوضع الذي وصلوا اليه، مناشدين الرؤساء الثلاثة، إضافةً إلى الوزراء المعنيين، الاهتمام بأوضاع المياومين الصحية والاقتصادية والاجتماعية بعد حرمانهم من الضمان الاجتماعي والمال والعمل.
«لتطبيق القانون»
وطالبت المياومة نانسي التي كانت قد كسرت رجلها الثلاثاء الماضي في مقر المؤسسة، بالتأمين الصحي للمياومين والمياومات، موضحة أن رفاقها جمعوا المال لتسديد فاتورة الطبيب والتجبير لرجلها لعدم توافر المال لديها. ودعت إلى «تطبيق قانون العمل ومعاملتنا كلبنانيين»، منددة «باستخدام اليد العاملة الوافدة، بدلاً من المياومين اللبنانيين». وأكد المياوم رامي المصري أن «الاعتصام مستمر، ولن يتوقف قبل قبض رواتبنا عن شهرين، وحصولنا على تعهد من المدير العام لمؤسسة كهرباء لبنان ووزارات المال والعمل والطاقة بتوقيع عقودنا مباشرة مع المؤسسة مطلع العام الجديد كأجراء مؤقتين، لحين إقرار مجلس النواب مشروع قانون تثبيتنا في ملاك المؤسسة»، مشيرا إلى أن المياومين كافة يرفضون توقيع العقود مجددا مع «شركة ترايكوم». أضاف: «اعتصامنا دخل يومه السابع عشر، ولا أحد يسمعنا أو ينظر إلينا، فبغض النظر عن أننا لم نقبض رواتبنا، إلا أن المعنيين يقدمون لنا بدعة جديدة، حيث يريدون أن يدفعوا لنا جزءا من رواتبنا عبر المتعهد، من خلال تمديد عقده السابق». أما المياوم أحمد الرواس، فناشد «رئيس مجلس النواب نبيه بري والنائب وليد جنبلاط، للتدخل لحل قضية المياومين المتروكة والمهملة من الجميع».
هاشم في الاعتصام
وبدا لافتا للانتباه حضور النائب قاسم هاشم إلى مكان الاعتصام، إذ أكد بعدما اطلع من المعتصمين على مطالبهم، أنه «لا يجوز الاستمرار بعدم دفع رواتب العمّال لاسيما أننا على أبواب عام دراسي وفصل شتاء، وعلى أبواب أعياد، لذا لا يجوز الاستمرار بسياسة المماطلة»، مشدداً على «ضرورة أن يتحمل أحد المسؤولية، في المؤسسة أو في الوزارة، فالمهم أن يحصل العمال على مطالبهم، وان تحل القضية في أسرع وقت ممكن». يشار إلى أن الاعتصام لم يخلُ من بعض المناوشات، إذ حاول أحد الموظفين في المعمل أثناء خروجه عنوة من المعمل، دهس المعتصمين، فردوا بالهجوم على سيارته وتكسير زجاجها الأمامي، وحصل تدافع وتلاسن، فتدخلت على الفور مجموعة من المعتصمين وعملوا على تهدئة الوضع وضبطه من دون تدخل القوى الأمنية. وعند الساعة الحادية عشرة سمح المعتصمون لموظفي المعمل الخروج بعد انتهاء دوامهم الرسمي، وفيما غادر عدد من العمال الذين حضروا من بيروت، بقي عدد من العمال عند بوابة المعمل يواصلون اعتصامهم المفتوح.
|