عودة التهريب.. والضريبة تحدّ من تراجع المحروقات
كامل صالح السفير 3-10-2013
يبدو أن تفاقم الأزمة الاقتصادية التي تعيشها أميركا حاليا، سينعكس تراجعا ايجابيا في أسعار مبيع المحروقات في الأسابيع المقبلة أيضاً، بعدما تراجع سعر مبيع صفيحة البنزين في ثلاثة أسابيع 1600 ليرة محليا. ففي ظل الأزمة التي تعاني منها أميركا التي تعد أكبر دولة في استهلاك النفط في العالم، سيخفّ الطلب العالمي على استهلاك المحروقات، ما يدفع إلى هبوط سعر برميل النفط تلقائيا. ويمكن التذكير في هذا السياق، بالانهيار الاقتصادي الذي حدث في العام 2008، إذ تشير نائبة رئيس «تجمع الشركات المستوردة للنفط في لبنان» (APIC) دانية نكد في هذا الخصوص، إلى أنه خلال 4 أشهر من ذاك العام، هبط سعر برميل النفط من 151 دولارا إلى 35 دولاراً»، غير مستبعدة في حال اشتدت الأزمة الأميركية، أن نشهد هبوطا دراماتيكيا مماثلا في سعر مبيع برميل النفط. وإذ تشهد أميركا توقفا لكثير من أنشطة الحكومة بسبب الخلاف بشأن الميزانية، الذي قد يضعف النمو، واصل خام برنت هبوطه، لينزل عن 108 دولارات للبرميل أمس، بفعل مؤشرات على تحسن المعروض العالمي الذي تزامن مع هدوء بواعث القلق من تعطل الإنتاج بحقول النفط العملاقة في الشرق الأوسط بعدما انحسرت التوترات بشأن سوريا وإيران، وتحسن في امدادات الانتاج الليبي. في هذا السياق، يوضح محلل لدى «كومرتس بنك» في فرانكفورت لوكالة «رويترز» أمس، أن «المعروض لم يعد يبعث على القلق»، مؤكدا أن «النفط وفير في السوق والأسعار إلى مزيد من الانخفاض».
400 ليرة
وبينما تراجعت أسعار مبيع المحروقات كافة أمس، في السوق المحلي، توضح نكد لـ«السفير» أن «الأسعار المحلية عموما إلى هبوط، بفعل هبوط الأسعار العالمية»، مشيرة إلى أن «سعر مبيع صفيحتَي البنزين والمازوت سيهبط حوالي 400 ليرة لكل منهما الأسبوع المقبل»، أما عن الأسبوع الذي يليه أي في 16 تشرين الأول الجاري، فتلحظ أنه «في حال لم يطرأ ارتفاع قوي على الأسعار عالميا، ما يؤثر على تركيبة جدول أسعار المحروقات الذي يبنى على أساس معدل الأسابيع الأربعة السابقة لصدوره، فان سعر صفيحة البنزين سيهبط حوالي 200 ليرة، والمازوت 300 ليرة أيضاً».
10 % مهرّب
في المقابل، علمت «السفير» عن عودة تهريب كميات كبيرة من البنزين والمازوت من سوريا إلى لبنان، ومعظمها غير مطابق للمواصفات التي وضعتها الدولة، وإذ تشير نكد إلى عدم وجود معلومات دقيقة عن حجم الكميات المهربة، تتوقع أن تبلغ 10 في المئة من حجم الاستهلاك المحلي اليومي. علما أن معدل الاستهلاك اليومي من البنزين يبلغ حوالي أربعة ملايين و500 ألف ليتر، ومن المازوت حوالي مليون و500 ألف ليتر. أمام هذا الوضع الذي يبدو أنه سيتفاقم في الشتاء مع ارتفاع الطلب على مادة المازوت تحديدا، تعتبر نكد أن حماية المستهلك غائبة عن السمع، لا سيما أن الكميات المهربة بدأت تنتقل بكثرة، من المناطق الحدودية إلى الداخل في البقاع والجبل والشمال وحتى بيروت، مطالبة الدولة بضبط الحدود.
ضريبة على الضريبة!
على صعيد آخر، ما زال معدل الضرائب والرسوم المفروضة على المحروقات، مرتفعا نسبيا، إذ يبلغ حاليا 28.58 في المئة من سعر صفيحة البنزين 98 أوكتان (7580 ليرة)، و29.29 في المئة من سعر صفيحة 95 أوكتان (7566 ليرة)، و11.45 في المئة من سعر الكاز (2949 ليرة)، و2.23 في المئة من سعر قارورة الغاز زنة 10 كلغ (400 ليرة)، و2.29 في المئة من سعر زنة 12.5 كلغ (500 ليرة). وتُلحظ هذه الضرائب والرسوم بعد ثمن البضاعة، وفق جدول تركيب أسعار مبيع المحروقات السائلة الأسبوعي الصادر عن وزارة الطاقة، إذ يشمل إضافة إلى الرسوم والضريبة على القيمة المضافة عند المبيع، حصة شركة التوزيع، أجرة النقل، عمولة صاحب المحطة. علما أن صنفي الغاز أويل (المازوت) وديزل أويل للمركبات الآلية، لا تشملهما الرسوم والضريبة، إنما يضاف إليهما الأكلاف الأخرى الواردة في الجدول. وتلفت نكد الانتباه في هذا الخصوص، إلى أنه من المثير للاستغراب فرض ضريبة على الضريبة، إذ وفق الجدول، يتم أولاً احتساب الرسوم الجمركية مع الأكلاف الأخرى، ثم يضاف 10 في المئة ضريبة على القيمة المضافة (TVA) على المجموع العام، معتبرة أن «المشكلة تكمن في اعتماد خزينة الدولة على الضرائب التي تفرضها على إيرادات المحروقات». وبعدما تطالب الدولة «بعدم بناء ضرائبها على كاهل المواطنين، وإلغاء الازدواج الضريبي على المحروقات الذي سينعكس إيجابا على كثير من السلع وقطاع النقل»، تستدرك قائلة: «لكن في ظل الأزمات التي يعيشها البلد، وعدم وجود حكومة تجعل أولوياتها توفير الأمن والخبز للمواطن، فكل هذه المطالب لا معنى لها».
1600 ليرة
وفق الجدول الأسبوعي الموقع من وزير الطاقة والمياه جبران باسيل، هبط سعر البنزين (98 و95 أوكتان) 1600 ليرة في ثلاثة أسابيع، بعدما تراجع 700 ليرة أمس. وفي أسبوعين تراجع سعر مبيع الكاز 500 ليرة، بعدما تراجع 400 ليرة، والديزل أويل 400 ليرة، بعدما تراجع 300 ليرة. في المقابل، تراجع سعر مبيع الفيول أويل 2 دولار، بعدما استقر سعر مبيعه في الأسبوعين الماضيين. وبعدما استقر سعر مبيع المازوت والفيول أويل (1 في المئة كبريتاً) الأسبوع الماضي، تراجع سعر الأول 300 ليرة، والثاني ثلاثة دولارات أمس. وشمل التراجع أيضا سعر مبيع قارورة الغاز بعدما استقر سعر مبيعها الأسبوع الماضي، فتراجع سعر مبيع زنة 10 كلغ 200 ليرة، وزنة 12.5 كلغ 300 ليرة. وأصبحت أسعار المحروقات الإجمالية شاملة الضريبة، كالآتي: بنزين 98 أوكتان 34100 ليرة، و95 أوكتان 33400 ليرة، الكاز 28700 ليرة، مازوت (غاز أويل) 27200 ليرة، قارورة الغاز (تسليم المستهلك) 10 كلغ 18300 ليرة، و12.5 كلغ 22300 ليرة، الديزل أويل (للمركبات الآلية) 27100 ليرة، الفيول أويل (تسليم المستودعات من دون الضريبة على القيمة المضافة) 655 دولارا، الفيول أويل (1 في المئة كبريتاً) 680 دولارا.
|