عدنان طباجة السفير 28-10-2013
تعدّ زراعة الزيتون والتبغ في منطقة النبطية من أهم الزراعات المحلية ذات المردود المادي والتجاري والاقتصادي للمزارعين، في ظل تراجع الزراعات الأخرى كالقمح والحبوب والزراعات الصيفية والأشجار المثمرة المختلفة، جراء تدني إنتاجها والكلفة العالية التي تتطلبها، وعدم توفر مياه الري. لكن زراعتي التبغ والزيتون، بالرغم من إنتاجهما وصمودهما حتى الآن، إلا أنهما تعانيان الكثير من المشاكل على مختلف الأصعدة، إذ لا توازي أسعار الزيت والزيتون ما يتكلفه المزارعون من حراثة وتسميد ورش بالمبيدات الزراعية ومكافحة الأمراض والأوبئة وأجرة القطاف، كما يقول المزارع شهدان نهرا لـ"السفير"، مطالباً المسؤولين بضرورة دعم زراعة الزيتون من خلال شراء الكميات الفائضة من زيت الزيتون المنتجة سنوياً بالأسعار التشجيعية، كما هو حاصل بالنسبة لزراعة التبغ. كذلك يطالب المزارع ابراهيم عبدو بالعمل على تصريف الإنتاج في أسواق الدول العربية والأجنبية، ومنع المنافسة الأجنبية والعمل على مكافحتها فوراً، فضلاً عن مساعدة المزارعين بالأسمدة والمبيدات الزراعية، وتنظيم محاضرات الإرشاد الزراعي لهم، لإطلاعهم على كيفية الاعتناء بالشجرة على أسس حديثة ومكافحتها من الأمراض، وتسليفهم القروض الميسرة للنهوض بزراعة الزيتون. في المقابل، لا يعول المزراع كامل طباجة كثيراً على زراعة الزيتون وإنتاجها، نظراً لأسعارها المتهاودة، مقارنة مع الأسعار المرتفعة للمزروعات الأخرى من الخضار والفاكهة والتبغ، لأن ما يترتب على المزارعين تجاه هذه الزراعة من الأكلاف المادية لا يوازي الجهد والتعب المبذولين من أجلها، في غياب أدنى مقومات الدعم الحكومي لها. ولا تختلف معاناة مزارعي التبغ كثيراً عن مزارعي الزيتون، يضاف إليها وجود مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية التي لا تزال مزروعة بالألغام في المناطق التي كانت تفصل بين ما كان يعرف بالشريط الحدودي المحتل والأراضي المحررة، فضلاً عن الأراضي التي قصفتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بالقنابل العنقودية خلال عدوان 2006 وحرمان أصحابها من استثمارها حتى اليوم، ويطالب المزارعون المتضررون المسؤولين المعنيين والجيش اللبناني والقوات الدولية والمؤسسات والمنظمات التي تعنى بإزالة الألغام والقنابل العنقودية في الجنوب المسارعة إلى تنظيف هذه الأراضي من المتفجرات لإفساح المجال أمام إعادة زراعتها من قبل أصحابها. ويشكو المزارع خضر أيوب من الأسعار المنخفضة لمحصول التبغ في مقابل الجهد والتعب الذي يكابده المزارعون في زراعته على مدار السنة، مناشداً المسؤولين المعنيين في وزارة المال وإدارة "الريجي" العمل على رفعها بما يتناسب مع أكلاف الزراعة المرتفعة دائماً. ويطالب المزارع حسن اسماعيل المسؤولين المعنيين العمل بالسرعة القصوى على إدخال المزارعين في "الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي"، وإنشاء بنك لتسليفهم بفائدة لا تتجاوز الواحد في المئة، ورفع سقف الدونم الواحد من إنتاج التبغ إلى أكثر من مئة كيلو غرام المعمول به حالياً، إضافة إلى مساعدة المزارعين بالأسمدة والمبيدات والأدوية الزراعية، ومواصلة سياسة دعم هذه الزراعة باعتبارها الخيار المتبقي لهم. أما على صعيد زراعة الخضار البلدية فيرى المزارع منير معلم أن العصر الذهبي لهذه الزراعة التي يشتهر بها أهالي كفررمان من دون غيرهم من أبناء المنطقة، قد ولى إلى غير رجعة، جراء المنافسة الشديدة والتهريب الحاصل لكل أنواع الخضار والفاكهة عبر الحدود من دون حسيب أو رقيب، وانعكاس هذا الأمر سلباً على أسعار الخضار والفاكهة المنتجة محلياً، ما يجعل من هذه المنتوجات ومن ضمنها منتوجات سهل المئذنة خارج المنافسة، الأمر الذي يصيب المزارعين بأفدح الخسائر. ويشدد المزارع علي نعيم قانصو على ضرورة تطبيق الرزنامة الزراعية فعلاً، وليس قولاً، لجهة الحد من كميات الخضار والفواكه المستوردة، تلافياً للمزيد من الخسائر المادية والمعنوية التي تصيب المزارعين والزراعة المحلية في لبنان، ومن ضمنهم مزارعو سهل المئذنة في كفر رمان.
|