الوفاء : 16-11-2013
شدّد رئيس "الاتحاد العمّالي العام" غسان غصن على أهمية الانتقال من نظام تعويض نهاية الخدمة إلى ضمان الشيخوخة، مشيراً خلال افتتاح ندوة متخصصة حول "التقاعد والحماية الاجتماعية" رعاها وزير العمل سليم جريصاتي، وشارك فيها "اتحاد المتقاعدين العرب"، إلى أن "أفضل وسيلة لمقاربة هذا الموضوع عملياً كانت البدء بإنجاز هذا النظام على مرحلتين، الأولى عبر الرعاية الصحية والاستشفائية للعمال المضمونين المتقاعدين ولسائر من هم على عاتقهم، بناءً على دراسة علمية تؤمن التوازن المالي والديمومة لهذا النظام، ومن جانب آخر أردنا من خلال هذا المشروع أن نضع نقطة انطلاق تمهيدية حقيقية وعملية تسمح بالعبور إلى نظام متكامل للتقاعد والحماية الاجتماعية كحق من حقوق العمال". من جانبه، سأل مدير عام وزارة العمل بالإنابة عبد الله رزوق ممثلاً جريصاتي: "أين التخطيط العربي المشترك لخلق فرص عمل لمئات الآلاف لا بل الملايين من الشباب العربي المثقف والمتخصص في شتى فروع العلوم والمعرفة والذي يعاني بطالة لا حدود لها؟"، لافتاً الانتباه إلى أن "الوضع الحالي المتسم بالتشتت والتفرّق انعكس فقراَ وانخفاضاً في مستوى الحياة وتراجعاً في القدرة على البقاء والاستمرار".
كلمة رئيس الاتحاد العمالي العام في لبنان السيد غسان غصن في افتتاح الندوة المتخصصة حول: «التقاعد والحماية الاجتماعية» بيروت، في 15/11/2013 – مقر الاتحاد – كورنيش النهر. - معالي راعي هذه الندوة، الوزير الصديق القاضي سليم جريصاتي المحترم، ممثلاً بسعادة مدير عام وزارة العمل بالإنابة الأستاذ عبد الله رزوق، - الأخوة رئيس وأعضاء اتحاد المتقاعدين العرب، - الزملاء أعضاء المجلس التنفيذي للاتحاد العمالي العام، - الأصدقاء ممثلي وسائل الإعلام، - أيها الحفل الكريم، يسرّنا ويشرّفنا أن نستضيف قيادة اتحاد المتقاعدين العرب للاستفادة من هذه التجربة النقابية والعمالية إبّان عطائهم في ميدان النضال النقابي دفاعاً عن حقوق العمال وحماية تنظيماتهم النقابية وتحقيق شروط عمل أفضل تأميناً للعمل اللائق والأجر العادل والتقديمات الاجتماعية التي ما هي إلاّ حقوق اجتماعية. كما يسعدنا أن نطلق من هذا اللقاء برنامج الاتحاد حول نظام «التقاعد والحماية الاجتماعية» لما لهذا الموضوع من صلة لصيقة بالعمال الناشطين في مرحلة الإنتاج وصولاً إلى مرحلة التقاعد. أيها الأصدقاء الأعزاء، أدركت المجتمعات المتقدّمة مبكراً أهمية ودور فئة الأجراء المتقاعدين في حياة المجتمع فسعت إلى إنشاء التنظيم النقابي الخاص بهم وعملت على ضمان تحسين حياتهم وتقاعدهم وكرامتهم وذلك عبر سلسلة من النضالات النقابية التي توجّت بأنظمة متخصّصة ومستقرّة للتقاعد مع مختلف جوانب الحماية الاجتماعية وخصوصاً في المجال الصحي، فضلاً عن رعاية تفضيلية في الكثير من مرافق حياتهم. وقد ازداد قطاع المتقاعدين أهمية مع الازدياد الكبير في حجم هذا القطاع ومع ارتفاع متوسط العمر على المستوى العالمي وكذلك مع انخفاض سن التقاعد وهذا ما جعل عن حقّ تسمية سن التقاعد هو العمر الثالث للإنسان لما يتمتّع به من حيوية وطاقات اقتصادية وثقافية وتجارب غنية فضلاً عن كونه امتداداً لسنواتٍ طويلة من الكفاح والإنتاج وخدمة المجتمع وتقدّمه. السيدات والسادة، في موازاة عملنا الدؤوب لتكريس التنظيم النقابي الخاص بالأجراء المتقاعدين ضمن نظام ونشاط الاتحاد العمالي العام، ينخرط اتحادنا ومنذ سنوات وبالأخصّ في السنتين الأخيرتين في عمل مركّز يحتلّ الأولوية المطلقة من أجل تحقيق المطلب المزمن والعادل لعمال لبنان ألا وهو الانتقال من نظام تعويض نهاية الخدمة إلى نظام للتقاعد والحماية الاجتماعية أو ما يسمّى بـ «ضمان الشيخوخة». فمنذ تأسيس الصندوق الوطني للضمان الاجتماعية في أوائل ستينات القرن المنصرم اعتبر نظام تعويض نهاية الخدمة القائم نظاماً مؤقتاً، ولكن عملاً بالقاعدة اللبنانية يصبح المؤقّت دائم والاستثناء قاعدة سواء لأسباب موضوعية أو نتيجة توجّه سياسي مقصود. ولكي لا نبقى ندور في حلقة مفرغة وجدنا أنّ أفضل وسيلة لمقاربة هذا الموضوع بصورةٍ عملية هو أن نبدأ بإنجاز هذا النظام على مرحلتين، الأولى من خلال الرعاية الصحية والاستشفائية للعمال المضمونين المتقاعدين ولسائر من همّ على عاتقهم، وذلك بناءً على دراسة علمية تؤمّن التوازن المالي والديمومة لهذا النظام وأردنا من خلال هذا المشروع الذي سنقيم حوله مجموعة من ورش العمل لإغنائه لدى النقابيين والعمال والجهات المعنية أن نضع نقطة انطلاق تمهيدية حقيقية وعملية تسمح بالعبور إلى نظام متكامل للتقاعد والحماية الاجتماعية كحقّ من حقوق العمال في لبنان من أجل إنهاء هذا النظام البائس الذي لا يثمن ولا يغني عن جوع. إنّنا على ثقة بأنّ التعاون مع معالي وزير العمل ومجلس إدارة الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي ومجلس إدارته ومع ممثلي هيئات أصحاب العمل سيبصر النور في أقرب وقت ممكن. هذا على المستوى الوطني أمّا على المستوى العربي فلا بدّ أن نتناول في جلسة الافتتاح هذه وممّا يتيحه الوقت لنتحدّث في ما آلت إليه الأمور بعد أن أطلقت الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها الغربيين برنامج الشرق الأوسط الجديد عبر وزيرة خارجيتها المندوب السامي للمنطقة العربية كوندليسا رايس في حينها تحت عنوان «الربيع العربي» الذي ما أتى على أمّتنا العربية إلاّ وبال شتاءٍ أسود انهمر علينا من براكين قذفت شعوبنا بحممم الكراهية والتعصّب والتكفير والقتل والدمار. أمّا ما نالنا من هذا البرنامج على المستوى النقابي، فهو إيلاء الحركة النقابية العربية إلى متعهّد الشرذمة والتفتيت «الاتحاد الحر» أي الكونفدرالية النقابية الدولية ITUC والتي عهد إليها تحت عنوان التعدّدية والاستقلالية لشرذمة الحركة النقابية العربية وتفتيتها وزعزعة الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب على المستوى القومي والتعدّدية النقابية على المستوى الوطني وذلك من أجل القضاء على وحدة العمل العربي المشترك وتضامن عماله الذين يشكّلون حدّاً منيعاً في مواجهة العدو الصهيوني ومقاومة الاحتلال والنضال من أجل استعادة الحقوق المسلوبة في فلسطين ومواجهة التطبيع التي فضحت وكالة أنباء العمال العرب على أكثر من 30 حلقة مؤامرة الاتحاد الحرّ – الكونفدرالية النقابية ومجموعة الخونة من بعض الاتحادات النقابية العربية التي تسعى إلى إنشاء اتحاد نقابي عربي شرق أوسطي يفسح الطريق للهيسترودوت الإسرائيلي ليكون عضواً ساماً في الحركة النقابية العربية. يبقى أن أطمئن المتقاعدين العرب واتحادهم الأصيل أنّ الدرب التي سرتم عليه والأمانة التي عهدتموها إلينا ستبقى أمانة في أعناقنا ومسيرتكم النضالية المقاومة ستظلّ منبراً نقتدي به وشعلة تهدي طريق النقابيين العرب المناضلين من أجل الكرامة والعزة والحرية. الأصدقاء الأعزاء، نتمنى لهذه الاجتماع النجاح في أعماله ونتمنى لاجتماعاتكم في ربوع بلدنا الخير والتوصّل إلى القرارات والتوجهات التي من شأنها تعزيز المتقاعدين والارتقاء بأوضاعهم وحفظ كرامتهم. وشكراً لكم جميعاً.
|