الوفاء : 16-1-2014 

يستأنف المياومون العاملون في شركة «ك.ف.أ» اليوم أعمالهم كالمعتاد بعدما أبلغهم وزير العمل  في حكومة تصريف الأعمال سليم جريصاتي أن «لا صرف لأي عامل من الشركة قبل التشاور مع وزارة العمل خلال مهلة الشهر المنصوص عليها في المادة 50 من قانون العمل»، ما يعني أن باب هذه المشكلة لم يقفل بشكل نهائي وإنما يمكن أن يفتح من جديد بعد فترة الشهر «التي يتم خلالها الإستماع الى كل الأفرقاء».

وتحت وطأة الإنزعاج الواسع الذي تسبب به قطع المياومين أول أمس أوتوستراد الكرنتينا - الدورة اضطر هؤلاء أمس لتقديم الإعتذار من الشعب وعزوا تصرفهم الى حال الغضب والإنفعال لديهم!!

 

وزارة العمل

وكان الوزير جريصاتي قد اجتمع صباح امس في الوزارة مع وفد يمثل شركة الـ KVA تمثل بجمال حاطوم، نقولا مراد، ماهر عيتاني، وانطوان صافي، وتم البحث في قضية صرف 62 عاملا من المياومين في كهرباء لبنان.

بعد الاجتماع الذي استمر قرابة الساعتين الا ربعا قال جريصاتي: «كما تم الاتفاق البارحة حضر كبار مسؤولي شركة الـ KVA الى وزارة العمل وعقدنا اجتماعا مطولا تم البحث خلاله في مسألة صرف عدد من عمال الشركة. وبنتيجة التباحث والاستماع الى وجهة نظر الشركة واستماع مسؤولي الشركة الى وجهة نظر الوزارة المعنية اولا بأول بمسألة الصرف الجماعي، تم التوافق بالتأكيد ومن دون مواربة او تحفظ على تطبيق القانون بحذافيره لا سيما المادة 50 الفقرتان «و»و»ز» من قانون العمل، اي لا صرف لأي عامل من عمال الـ KVA قبل التشاور مع وزارة العمل خلال مهلة الشهر المنصوص عنها في هذه المادة، وافادت الشركة انها سوف تبدأ فترة التشاور بإرسال ما يلزم من مستندات الى وزارة العمل وانه خلال هذه الفترة وقبل الانتهاء من استخلاص النتائج من الملف المقدم لدى الوزارة والاستماع الى كل الافرقاء لن يكون هناك صرف لأي عامل من الشركة».

وشكر «شركة الـ KVA على تجاوبها اليوم (امس)، وعلى التزامها مجانبة اي خروج عن القانون والتزامها بتطبيقه لا سيما في ما يتعلق بحالات الصرف الجماعي، وادعو المياومين الى معاودة العمل بالشركات الخاصة كما كانت عليه الحال قبل التاسع من هذا الشهر، ومن ثم عند بدء فترة التشاور سنستقبل في الوزارة العمال المعنيين بأي قرار ستتخذه الشركة يتعلق بهم وسنجري التشاور مع الشركات الخاصة التي تقدم خدمات تتعلق بقطاع عام واساسي وحساس في هذا البلد.

وتابع وزير العمل: «(...) نعتذر عما جرى للمواطنين البارحة (الثلاثاء)، كانت هناك انفعالات، كان هناك ازعاج كبير، قطع طرقات، الاعلام ظهر صورة واقعية عما حصل للمواطنين على الطرقات، المسؤولية مشتركة.

 

المياومون

وقد سارع رئيس لجنة العمال المياومين لبنان مخول الى الإعلان انه سيبلغ «الجميع فتح كل الدوائر والعودة الى العمل بشكل طبيعي غداً (اليوم) مهنئناً العمال بهذا «النصر».

وشكر في كلمة له امام مؤسسة كهرباء لبنان  «وزير العمل» معتذرا في الوقت نفسه عن «التعابير التي وجهناها امس (الأول) ولكنها كانت ناجمة عن الغضب والانفعال»، ومعتذرا ايضا من الشعب الذي قبع في سياراته لساعات».

 

تضامن

من جهة أخر اعلن الإتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين في لبنان، واتحاد نقابات عمال البقاع، واتحاد نقابات عمال البناء والأخشاب، وإتحاد نقابات عمال الصناعات الغذائية، دعمها وتأييدها ومساندتها لعمال الكهرباء المياومين في تحركهم.

مؤسسة الكهرباء

الى ذلك قالت مصادر في مؤسسة كهرباء لبنان ان المؤسسة استلمت الأربعاء (قبل) الفائت كتاباً رسمياً من شركة KVA أوضحت فيه أنها «صرفت 44 مياوماً من المؤسسة و18 آخرين وظفتهم الشركة، أما حجة الصرف، فتعكس الأداء الضعيف وعدم الكفاءة». وتعليقاً على ما تردّد من مشكلات مالية تشوب العلاقة بين الشركة وكهرباء لبنان نتيجة عدم سداد الأخيرة بعض فواتير الشركة، أوضحت المصادر ذاتها، أن «مؤسسة كهرباء لبنان مؤتمنة على المال العام، وهي بالتالي تلعب دورها في المحافظة عليه»، وتابعت: من هنا لا يمكنها سداد أي فاتورة تصلها من أي شركة من شركات مقدّمي الخدمات، تلقائياً ومن دون النظر فيها، بل عليها التأكد  مما إذا كانت هذه الفاتورة محقة أو لا، بموجب العقد الموقع».

ولفتت المصادر إلى مشكلة تواجهها المؤسسة بفعل إضراب المياومين، «إذ إثر تحرك المياومين، تطلب الشركات المذكورة من كهرباء لبنان تعويضات جراء ذلك، ما يرتب أعباء مالية إضافية على المؤسسة التي تضع في نهاية الأمر أرقاماً تقريبية لسدادها، لكونها غير قادرة على دفع تعويضات خيالية، انطلاقاً من سهرها على المحافظة على المال العام».