اخبار متفرقة > البلد أمام خيارين: ترفيع ملاك الكهرباء أو العتمة!
إضراب عن التصليح والصيانة و«المفتوح» بعد العيد
السفير 15-4-2014
تدخل البلاد بدءا من اليوم، في «فوضى كهربائية»، إذا صحّ التعبير، مع توقف موظفي «مؤسسة كهرباء لبنان» عن إصلاح الأعطال وأعمال الصيانة، باستثناء ما يشكل خطورة على السلامة العامة، وفق ما يؤكده كل من رئيس «نقابة عمال ومستخدمي مؤسسة كهرباء لبنان» شربل صالح، وأمين السر للنقابة غسان حيدر لـ«السفير». تأتي هذه الخطوة التصعيدية للعمّال التي تستمر اليوم وغداً، وتتواصل بعد عيد الفصح، على خلفية عدم إدراج مشروع قانون ترفيع ملاك المؤسسة على جلسة الهيئة العامة للمجلس النيابي، «لإنصافهم بالترفيع بحسب ما تنصّ عليه القوانين والمراسيم المرعية الاجراء قبل أي مباراة محصورة، ولإقرار سلسلة الرتب والرواتب بصيغة عادلة».
انقطاع تلقائي للتيار
وعلمت «السفير» من مصادر نقابية في المؤسسة أنه «أمام اهتراء الشبكات، فإن توقف أعمال الصيانة والتصليحات ليومين متتالين، سيؤدي إلى انقطاع تلقائي للتيار الكهربائي عن بعض المناطق»، مؤكدة أنه «في حال صعّد العمّال تحركاتهم، ونفذوا إضرابا مفتوحا بعد عيد الفصح، فإن لبنان سيغرق تدريجيا في الظلام، بدءا من اليوم الرابع»، محذرة من «خطورة وصول الأمور إلى هذا المستوى من التصعيد». يشمل الإضراب اليوم وغدا، وفق حيدر، «كل عمّال المؤسسة من الناقورة حتى العريضة، باستثناء عمّال الاستثمار في معامل الانتاج والمحطات الرئيسية»، مستدركا «لكن هؤلاء سيقتصر تدخلهم لمنع ما يشكل خطرا على السلامة العامة فقط». ويوضح في هذا الإطار، أنه «إذا حدث انقطاع في محطة، فلن يصار إلى تحويل التيار، إلا لإزالة خطر داهم، من دون أن يعني هذا، عودة التيار الكهربائي إلى المنطقة التي تتغذى من هذه المحطة، ويسري هذا الوضع على تصليح الأعطال والصيانة إلا ما يشكل خطرا أيضاً». وإذ يلفت الانتباه إلى أن «توزيع ساعات التقنين بين المناطق سيستمر على حاله، من دون تغيير يذكر»، يستدرك أيضاً ليقول: «لكن في حال حدوث توقف لمجموعة أو محطة أو أي عطل في كابل أو أي نوع آخر من الأعطال، فان الوضع سيبقى على ما هو عليه، أي تبقى المنطقة المعنية غارقة في العتمة».
غبن وظلم واستخفاف
في المقابل، يؤكد موظفون لـ«السفير» أنه «لا عودة إلى العمل، إذا لم يقرّ قانون الترفيع»، مضيفين ان «هذا الغبن والظلم والاستخفاف من قبل المعنيين بحقوق عمّال المؤسسة، لم يعد في الإمكان السكوت عنها»، سائلين «هل يعقل إجراء مباراة محصورة لعمّال غب الطلب وجباة الاكراء (المياومين) لملء الشواغر في المؤسسة، قبل أن تكون هناك مباراة محصورة لترفيع عمّال المؤسسة البالغ عددهم حوالي 500 موظف يستحقون الترفيع من أصل حوالي 1500 موظف في الملاك؟ ولماذا هناك تغاض عن الحق الطبيعي للعمّال في الترفيع؟ ولماذا مشروع القانون لم يطرح على مجلس النواب حتى الآن؟». وبعدما يؤكدون أن هذا الإجراء لا يمسّ بأي حال من الأحوال، بقانون تثبيت المياومين في ملاك المؤسسة الذي أقرّه مجلس النواب أخيرا، يوضحون أن «هناك من له 20 و30 و40 سنة في المؤسسة على الفئة نفسها، فهل يعقل أن يدخل موظف جديد، ليصبح هو رئيسا على هذا الموظف الذي قضى أكثر من نصف عمره في الوظيفة نفسها؟». وعقدت نقابة عمّال ومستخدمي المؤسسة أمس، اجتماعا استثنائيا، دعت خلاله «جميع العمال والمستخدمين للاعتصام والتوقف عن العمل في جميع مديريات ومصالح ودوائر المؤسسة على كافة الأراضي اللبنانية يومي الثلاثاء والأربعاء في 15 و16/4/2014»، كما يشمل الإضراب «عدم تسلم وتسليم المحروقات، ويستثنى فرق الاستثمار في معامل الإنتاج والمناوبين في محطات التحويل الرئيسية، وعدم إجراء أي مناورة من قبل العاملين في مركز التنسيق على كافة المخارج (توتر عال ومتوسط) إلا بعد أخذ موافقة النقابة».
مؤتمر صحافي اليوم
وبينما تعقد النقابة مجددا اليوم، مؤتمرا صحافيا في مبنى المؤسسة المركزي، توجهت عبر بيان إلى «رئيس مجلس النواب نبيه بري، رئيس حركة المحرومين (أمل)»، سائلة إياه: «هل يرضيك أن يلحق الغبن بشريحة من العمّال والمستخدمين في المؤسسة، وحرمانهم من حقهم الطبيعي بالتدرج وملء المراكز الشاغرة في مؤسستهم، بحيث نصت القوانين والمراسيم على أنه قبل إجراء أي مباراة محصورة تجرى مباراة عبر مجلس الخدمة المدنية، لترفيع الملاك وملء المراكز الشاغرة لإنصافهم وعدم إلحاق الغبن بهم، وعليه فان النقابة تعول على حكمتكم وعدالتكم وعلى تشريعكم، بإنصافهم في الجلسة التشريعية اليوم الثلاثاء، واقرار مشروع ترفيعهم». وناشدوا بري «باسم 1500 عائلة ضحت وعملت في خدمة المؤسسة والوطن والمواطن، بإحقاق الحق، بحيث يرفع من هو أهل للترفيع على أساس الكفاءة والأقدمية بالمباراة المحصورة، مع العلم بأن ذلك لا يكلف الدولة والمؤسسة أعباء مالية سوى اعطائهم رتبة بعد سنوات خدماتهم الطوال»، آملين من بري «إدراج اقرار قانون ترفيع الملاك في الجلسة». كامل صالح