اخبار متفرقة > «التنسيق» تنجح في يوم الغضب ولا تخضع للضغوط
السفير عماد الزغبي 15-5-2014
نجحت «هيئة التنسيق النقابية»، في تحقيق «يوم الغضب الشعبي»، بعد أن زحف الآلاف من الموظفين والمتعاقدين والأجراء والمتقاعدين والأساتذة والمعلمين من معظم القطاعات الرسمية والخاصة، إلى أمام «جمعية المصارف» في وسط بيروت، رفضا لمشروع سلسلة الرتب والرواتب الذي أقرّته اللجنة النيابية الفرعية. ونجحت الهيئة في المحافظة على تماسكها على الرغم من كل الضغوط والمحاولات التي جرت، لتغيير هدف ومسار التظاهرة الأضخم في تاريخ «هيئة التنسيق»، والتي فاقت كل التوقعات. ولم تنفع المحاولات لدفع الهيئة لتقديم اعتذار لمن سبق ووصفتهم بـ«حيتان المال»، وسعت إلى إلصاق التهمة برئيس «رابطة التعليم الثانوي» حنا غريب، وتحويرها إلى نعته لمجلس النواب بهذه الصفة، بغية منعه من رفع سقف المطالب، والرضوخ للضغوط التي تمارس عليه. وجاء رد غريب خطياً، بناء لطلب رئيس مجلس النواب نبيه بري في تقديم اعتذار من مجلس النواب، بتأكيده أنه لم يقصد بكلمة «حرامية» النواب بل «حيتان المال». أضاف: «لم أمسّ كرامة أي نائب ومن الشجاعة لو كنت قد مسست كرامة نائب أن أعتذر» ووقّع غريب على الورقة. وقد حمل الرد وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب إلى رئيس المجلس. وشكل وصول بو صعب إلى التظاهرة قبيل بدء كلمة نقيب «المعلمين في المدارس الخاصة» نعمه محفوض، إرباكا خصوصاً أنه عمد إلى استدعاء رؤساء الروابط المكونة لهيئة التنسيق، لإطلاعهم على موقف الرئيس بري، بعدما أثار عدد من النواب الموضوع، أثناء مناقشة مشروع السلسلة. وبعد الانتهاء من كلمته أشار محفوض لـ«السفير» إلى أنه أوضح لبو صعب، أن الهيئة عندما تناولت موضوع الفساد في الإدارة، فإنما كانت تنقل ما قاله الرئيس فؤاد السنيورة، من أن النواب والوزراء أفسدوا الإدارة، وأنه على الرئيس بري سؤال السنيورة وليس هيئة التنسيق». وأكد بو صعب أنه لم يطلب من غريب الاعتذار عن كلامه بحق النواب، بل توضيحاً، لافتا إلى أنّه سينقل بأمانة «ما أشار إليه غريب ولا أحد من النقابيين اتهم النواب بالسرقة، وأنا إلى جانب المعلمين وأؤيد إقرار السلسلة ونأمل إنصافهم والقرار عند مجلس النواب». وكانت الشوارع في وسط العاصمة قد امتلأت بالحشود البشرية، وسارت تظاهرة تقدمها حمل «نعش رمزي يمثل جثمان سلسلة الرتب والرواتب»، من أمام «جمعية المصارف»، في اتجاه جسر فؤاد شهاب، ثم إلى تقاطع «مسجد محمد الأمين»، وسط هتافات تدعو إلى ثورة اجتماعية لإحقاق الحق، ولافتات وشعارات أكدت «وحدة المتظاهرين النقابية والوطنية»، داعية الى «إقرار السلسلة كاملة من دون تجزئة وتقسيط ولا خفض»، رافضة «فرض أي ضرائب جديدة على الفقراء وذوي الدخل المحدود». ووصلت التظاهرة إلى ساحة رياض الصلح، بالتزامن مع انعقاد الجلسة النيابية التشريعية، فبدأت اعتصامها بكلمة عضو الهيئة نزيه جباوي الذي سأل: «أما آن لفصول هذه المسرحية، بعد ثلاث سنوات من الوصول إلى خاتمة نريد أن لا يموت البطل فيها». وأكد رئيس «رابطة موظفي الإدارة العامة» محمود حيدر أننا «نريد تمويل السلسلة من خلال الضرائب على الريوع وليس على الفقراء»، معتبرا أننا «أصبحنا رأس الحربة في هيئة التنسيق ولن نرضى بإقرار السلسلة إلا على قاعدة الالتزام بحقوقنا». وتوجه محفوض إلى المعتصمين قائلاً: «هذا هو لبنان الذي نريده، لبنان الخالي من الفساد والهدر، باعتراف النواب». وأكدّ «الاستمرار في التحرك حتى تحقيق المطالب»، مبدياً استغرابه «تأييد الكتل النيابية مطلب السلسلة وفي المقابل يساهمون بتأخير إقرارها في المجلس». وقال: «لن نسمح لأحد بالعمل على ضرب العمل النقابي وهناك فاسدون في الدولة يجب أن يحاسبوا». وتوجه إلى رئيس المجلس بالقول: «هناك فاسدون في الدولة يجب أن يحاسبوا، لا نحن». ووصف رئيس «رابطة أساتذة التعليم المهني والتقني» ايلي خليفة المتظاهرين بـ«الغاضبين»، وقال: «لن نسمح بتمرير فتات سلسلة، والإصلاحات التي ينادون بها لن تكون بلا مقابل، والمقابل هو أرقام وازنة في سلسلة يعملون على تشويهها كرمى لعيون الهيئات الاقتصادية». وتوجه حسان صالح باسم «رابطة التعليم الأساسي» إلى المعنيين في الحكم والحكومة بالقول: «لا يجوز الإخلال بالمواثيق والاتفاقات التي حصلت بيننا وبينكم على مدى ثلاث سنوات من المفاوضات، لا سيما عدم المس بالحقوق المكتسبة للمعلمين والموظفين، وعدم التنصل من الأرقام التي قلتم أنتم إنها حق لنا على سلسلة 96 وهي 121%». وطالب غريب مجلس النواب بـ«سماع أصوات المعتصمين وهتافاتهم لإسقاط مشروع اللجنة النيابية الفرعية لأنه ينقض على الحقوق ويضربها ويأكلها». وقال: «صوتوا إلى جانب الشعب يا نواب الشعب واستجيبوا له، ولا تصوتوا الى جانب حيتان المال». أضاف: «قلت لهؤلاء أمام وزارة الشؤون الاجتماعية إننا لا نواجه رأسماليين بل حرامية، قلت ذلك لحيتان المال وليس للنواب، لم أمس على مدى ثلاث سنوات ولن أمس كرامة مسؤول لا في الوزارة ولا في مجلس النواب، وان كان قد أسيء فهمي فلدي الشجاعة لأقول أنا أعتذر». وتابع: «لا تأخذوا المسألة الى مكان آخر، وتعالوا الى الحقيقة». وختم: «اليوم هو بداية قيامة حركة نقابية اسمها حركة 14 أيار النقابية، وكل ما نريده هو أن نذهب إلى وزاراتنا ومدارسنا وكرامتنا مرفوعة، فارفعوها، ارفعوها، دفاعاً عن الحق، ونحن لم نخدش كرامة أي نائب، ولن نخدش كرامة أي مسؤول في هذه الدولة». وعقدت الهيئة اجتماعها عند الرابعة والنصف من بعد الظهر في مقر «رابطة أساتذة التعليم الثانوي الرسمي» في الأونيسكو، لتلقي الردود، وعلقت الاجتماعات إلى التاسعة مساء، على أن يصدر موقف بعد الاطلاع على ما سيصدر عن مجلس النواب.