استشعرت «هيئة التنسيق النقابية» خطورة الوضع الأمني الذي تمر به البلاد، فأرجأت تصعيد تحركاتها إلى مطلع تموز المقبل، تاركة للكتل النيابية متابعة مشاوراتها بخصوص سلسلة الرتب والرواتب، وللأجهزة الأمنية متابعة إجراءاتها في المحافظة على الوضع الأمني، وأيضا للطلاب في متابعة امتحاناتهم. لم تترك الهيئة من حساباتها ما هو مطروح من مشاريع حلول بيد الكتل النيابية، وآخرها حسم عشرة في المئة من السلسلة مع ست درجات، من دون تحديد أي سلسلة، فكان رفض هذه المشاريع، التي تضرب الحقوق. وبعدما أرجأت اجتماعها الذي كان مقرراً يوم الجمعة الفائت، عادت واجتمعت عصر أمس في مقر «نقابة المعلمين» في بدارو، وعرضت للأوضاع الأمنية، وما تمر به البلاد، إضافة إلى آخر الاتصالات الجارية في شأن السلسلة. في ختام الاجتماع أعلن نقيب المعلمين في المدارس الخاصة نعمة محفوض في مؤتمر صحافي عقده مساء، باسم هيئة التنسيق، «إقفال الوزارات والإدارات العامة والبلديات في جميع المحافظات والسرايا في 1 و2 تموز المقبل»، داعيا «طلاب الشهادات الرسمية والأهالي الى التجمع يوم الخميس في 26 الحالي في 5 مراكز في المحافظات، تحدد لاحقا، للاجتماع مع هيئة التنسيق». وقال إن «الوضع الأمني الذي طرأ الاسبوع الماضي دفعنا إلى تأجيل تحركاتنا المقررة هذا الأسبوع إلى الأسبوع المقبل». وتوجه إلى الأهالي والطلاب والمسؤولين، قائلا: «وفينا بوعودنا للسنة الثالثة وذهبنا في اتجاه إجراء الامتحانات الرسمية النزيهة والعادلة والطبيعية التي تراعي الظروف الاستثنائية للطلاب، ونحن أنجزنا ما علينا القيام به خلال الامتحانات لذلك نطالب بمعاملتنا بالمثل وإقرار السلسلة». أضاف: «أعطينا ما لدينا وقمنا بالامتحانات وننتظر من المسؤولين المبادرة بالمثل والدعوة لجلسة تشريعية وإقرار السلسلة كي نذهب إلى تصحيح الامتحانات». وجدد محفوض رفض «تمويل السلسلة من جيوب الفقراء». وقال: «نريد سلسلة تحفظ الحقوق والحد الأدنى للكرامات». ووجه تحية إلى الأجهزة الأمنية التي تقدم الدم فداء الوطن، والتحية إلى عضو هيئة التنسيق علي برو «الذي يوجه صرخة من خلال إضرابه عن الطعام في وجه الظلم». في السياق ذاته، أعلن رئيس «رابطة أساتذة التعليم الثانويّ الرسميّ» حنا غريب «ترابطَ أزمات البلد من سياسية وأمنية واقتصادية، ورغم حدتِها يبقى صوت هيئة التنسيق الوحيد المعبر الذي يجمع اللبنانيين بغض النظر عن انتمائِهم الطائفي أو المذهبي»، مبدياً تخوفه من أن يكون البديل عن هيئة التنسيق زيادة التطرف والانقسامات لضرب وحدة اللبنانيين وبالتالي تماسك هيئة التنسيق. واعتبر أن ما تطالب به هيئة التنسيق مجرد تصحيح لرواتب تأخر موعدُه نحو ثمانية عشر عاماً، وما جرى في السنوات الثلاث الماضية كشف الأمور وفضح المستور، وما يقوم به حيتان المال والسياسة في هذه السلطة، مشيراً إلى أن المعركة المقبلة إنتاج وعي شعبي جديد لتعرية هذا النظام، معولاً على نشوء حركة نقابية جديدة هي الرابع عشر من أيار نواتها هيئةُ التنسيق وهيئاتُ المجتمع الأهلي والشعبي والقوى الوطنية لتغليب الخيار الديموقراطي على خيارات الانقسام والتطرف والإرهاب. ولفت إلى «أن الهيئة لن تقبل إقرار سلسلة على حساب الفقراء وذوي الدخل المحدود من خلال زيادة واحد في المئة على TVA». بدورها، رفضت الهيئة الإداريّة لـ«رابطة أساتذة التعليم الثانويّ الرسميّ» مشاريع الاتفاقات الهادفة إلى إقرار سلسلة رتب ورواتب ممسوخة، وأي اتفاق بين المسؤولين لا يضمن الحق بتصحيح الرواتب بنسبة 121% على سلسلة عام 1996، بعد حسم زيادات غلاء المعيشة عامي 2008 و2012. وجددت الرابطة رفضها احتساب الدرجات الست على أساس سلسلة اللجنة الفرعية برئاسة النائب جورج عدوان. فـ«هذه السلسلة تأكل من حقوق الاستاذ الثانوي ما بين 65% في بداية السلسلة الى 80% عند نهايتها، حتى بعد إعطاء الدرجات الست، فالحقوق لا تخضع للتفاوض ولا للمساومة». وأعلنت الرابطة تمسّكها الكامل بالثوابت التي أوردتها هيئة التنسيق في كتابها المرفوع إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري والنواب ووزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب، والقائمة على تصحيح الرواتب بنسبة واحدة لجميع القطاعات. وتوجهت بالتحية النقابية الى عضو هيئة التنسيق المهندس علي برو لوقفته الشجاعة التي عبَر عنها بمبادرته بالاعتصام والإضراب عن الطعام من اجل إقرار الحقوق في السلسلة.