نائب رئيس الأتحاد العمالي العام في لبنان عضو مجلس ادارة منظمة العمل العربيةيكتب عن الأول من مايو ..ويفسر الواقع النقابي العمالي العربي..ويطرح مجموعة نقاط للنقاش حول النهوض بالإتحاد الدولي لنقابات العمال العرب.
وكالة أنباء العمال العرب:1-5-2015
يأتي الاول من ايار عيد العمال العالمي فيما تشهد البلدان العربية وللعام الرابع بل بداية عام خامس على التوالي سلسلة من الزلازل المدمرة لم توفر المشرق العربي او مغربه,مادت الارض تحت اقتصادات ريعية رثه,وانتشر الحريق الاجتماعي الهائل بفعل بطالة مستفحلة .وانعدمت التنمية وضربت قطاعات الانتاج الحيوية التي تشكل قيمة مضافة في اقتصادنا الصناعي والزراعي,وتوقف زمن الانظمة دون تداول للسلطة الا بين نخب وراثية جمهورية وملكية لا فرق.وحوصرت الحريات العامة وأفرغت منظمات المجتمع المدني من دورها ووظيفتها وباتت في معظمها احدى ادوات السلطة . وها ان بلادنا تسبح في بحر الدماء والدموع والفقروالنزوح والموت في مياه المتوسط او تحت انقاض المباني في المدن والارياف التي بناها اهلنا واجدادنا بعرق الجبين وما لم يدمره العدو لم يوفره الاحتراب الداخلي. يجري ذلك كله ونحن في بلاد تعوم على الثروات النفطية و الغازية فيما غالبية حكوماتنا اما تستعين بالديون ذات الفوائد العالية بنصائح من البنك الدولي و صندوق النقد او تستخدم فوائض ريوع النفط في شراء السلاح الحديث لتستعمله غالبا في حماية انظمتها واخضاع الشعوب او لاستعماله في غير مكانه الطبيعي اي تحرير المقدسات. يستفحل الفساد و الافساد و سوء الادارة و تشكل النخب الحاكمة النموذج الذي يجري تعميمه فتنحدر ادارات الدول و حكوماتها الى اسفل السلم في التعامل بقضايا حقوق الانسان الاساسية في العمل و الصحة و السكن و الاجر و التعليم و الرعاية الاجتماعية . و نشأ عن تلك السياسات الممعنة في الفساد و القهر ادارة الظهر لمصالح العمال و الموظفين و المزارعين و مختلف قطاعات الانتاج الحقيقي . و جرى اهمال متعمد لانشاء مراكز البحث العلمي والاحصاء و توجيه الاستثمار في الانسان الثروة الاخذه في التناقص او عدم الاكتراث للقليل الموجود من تلك المراكز او الجامعات فبددنا تلك الثروة الهائلة على الصراعات و الحروب الداخلية تلك امكاناتنا التي كان يمكن ان ننافس فيها على مستوى التقدم الاجتماعي اكثر البلدان تطورا من بناء للمدارس و الجامعات و افضل المستشفيات و دور الرعاية و انظمة الحماية الاجتماعية و حل المشكلات المتعاظمة في ازمات المياه و الكهرباء و كل ما له علاقة في بناء المجتمعات الحديثة المتقدمة . *الوضع النقابي العمالي العربي : ما كان لتلك النار الا ان تلحق هشيم النقابات العربية القائمة سواء على مستوى تنظيماتها الوطنية او القومية و ذلك بسبب انغلاقنا واقفال الابواب امام النقاش الصادق و الجريء و المتجرد عن المصالح الانانية الضيقة بحثا عن استشراف مستقبل افضل و آليات تنظيمية ديمقراطية مؤسسية بل اننا وقفنا مزهوين بصورتنا امام المرآة الخادعة نتغنى بصمود كاذب و بيانات فارغة من اي مضمون جدي لا قيمة لها اكثر من سعر الورق و الحبر الذي يهدر عليه . فما قيمة ذلك الصمود اذا كنت وحدك لا مؤسسة و لا كيان بل على ركام منزل نقابي قضى اهله نحبهم او رحلوا ؟؟ وما قيمة بياناتنا اذا لم تكن تحاكي و تلامس قضايا الناس اليومية في مأكلهم و مشربهم و كراماتهم و صحتهم و حياتهم و حريتهم الحقيقية ؟ . فها نحن بالامس نخرج من الدورة الثانية و الاربعين لمؤتمر العمل العربي الذي انعقد في الكويت الشقيق تحت شعار مضمونه الحوار و ارساء ثقافة الحوار الاجتماعي في معدلات بطالة عربية متوسطها العام 25%وفي فئة الشباب 50%وهذه معدلات كوارثية,فكيف اذا تحدثنا عن ظروف العمل والسكن وعمل المراة والصحة والسلامة المهنية والعمل اللائق. وبعيدا عن مناقشة قضية الحوار بين الحكومات و العمال و اصحاب العمل الذي يقتضي مقاربة اخرى في وقت لاحق نتوقف عن الحوار بين القوى العمالية و نقاباتها و اتحاداتها في اطرها المختلفة , و خصوصا في اطارها الام "الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب" . ها نحن امام مشهد بالغ السوريالية . فيما النار تقتحم منازلنا و تأكل الاخضر قبل اليابس. تنقطع سبل الحوار و تسود الفرقة و تتحول اي مبادرة جادة تسعى لمخاطبة العقول و فتح الابواب المقفلة الى نعوت من قبل الممسكين بزمام الامور بأنها مؤامرة!! و يبدأ الرد والردح و الزجل على الطريقة اللبنانية و يتحكم في بعض وسائل الاعلام النقابية بعض المرتزقة و الانتهازين المتعيشين من الخلافات واستمرارها واتقاد نارها. اننا,ومن دون مبالغه امام تحديات مصيرية نحن بحاجه لاجتراح لحلول لازماتنا المزمنة والمستفحلة نحن بحاجة لحلول نقابية عربية جدية تناقش اوراق عمل قطرية(وطنية)وقومية تطرح عمق الازمة,بل الازمات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والنقابية والتنظيمية وآليات العمل الديمقراطي واقتراح اصلاحات جذرية طويلة الامد تتعلق بمستقبل حركتنا النقابية المريضة اليوم.نحن بحاجة ماسه الى قيادة نقابية عربية جديدة مؤمنة بالتغيير وقادرة على التجديد ومستقلة وعاقلة وغير انانيه ومنتخبه فعلا من قواعدها . نحن على ابواب الاول من ايار –عيد العمال العالمي وامام ازمة حركتنا النقابية العربية وعشية انعقاد مؤتمر الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب الذي طال انتظاره نتطلع الى جملة مسائل نطرح بعضها للنقاش 1.تشكيل لجنة من المجلس المركزي تدير شؤون الاتحاد الى ان تنتخب أمانه عامة جديدة شرط ان يكون امين سرهذه اللجنة من غير المرشحين للامانة العامة أو اعادة فتح باب الترشيح. 2.الدعوة العاجلة لعقد الخلوة التي اشرنا اليها والبحث المعمق لاجل قيام الوحدة والتضامن النقابي في اطار الحريات والمبادئ العربية والدولية,ووضع خطة خمسية للمساعدة في حل لمشاكلنا بآعتبار العمال عماد الاوطان وسلم نجاتها. 4.الالتزام بقضايانا الوطنية الكبرى لا سيما قضية الاراضي العربية المحتلة في فلسطين والجولان وجنوب لبنان ورفض الارهاب والتكفير واعتبار منطقتنا غنية بتنوعها الديني والثقافي والاجتماعي واعتبارما يحصل ظاهرة غريبة في مجتمعانتا وتاريخنا ،وتقييم شامل وعميق لاسباب الازمة من جوانبها النقابية والسياسية والتنظيمية والاقتصادية والاجتماعية واصدار وثيقة نقابية عربية ترتقي الى مستوى تحديات المرحلة تحليلاوعمقا واهدافا استراتيجة 5.الانطلاق من روح الوحدة والوفاق التي تجسدت في مؤتمر الكويت الاخير لمنظمة العمل العربية والطلب من المدير العام الجديد ومجلس ادارة المنظمة المساهمة في البحث والدراسة وتوفير المعطيات وتقريب وجهات النظر على اسس العلاقات المتوازنة والديمقراطية,من دون ان يشكل ذلك تدخلا في الشأن النقابي العمالي خارج سياق المصلحة العامة والمشتركة . 6.التوقف عن استخدام الاعلام النقابي منبرا لتصفية الحسابات الشخصية تصنيفا تارة بالتخوين او بالتبجيل لهذا او ذاك والتزامها الاعلام النقابي الموضوعي وطرح موضوعات ذات طابع ثقافي نقابي. 7.اننا اذ نلفت الهيئات النقابية العالمية الى ما يعاني منه عمالنا في سوريا والعراق وليبيا ولبنان واليمن والصومال والسودان مع التأكيد على الوقوف الى جانب عمالنا في المناطق المحتلة الذين يعانون اضافة الى انعدام فرص العمل من مرارة الاحتلال وقهره. أخيرا ان افضل معايدة للعامل العربي اليوم ليس الخطاب الذي لا يسمن ولا يغني عن جوع ,بل اطلاق المبادرات الجريئة والسعي لتحقيق الاهداف النبيلة التي من اجلها أنشأ العمال منظماتهم الوطنية والقومية والدولية ودافعوا عن ذلك غاليا وغاليا جدا.واخيرا يجب ان يبقى باب الامل مشعا في اخر النفق لان اللقاء خير من الفرقة ,والتوحد خير من التشرذم.قضايانا واحدة,مشاكلنا واحدة عدونا واحد لنكن يدا واحدة في سبيل عدالة اجتماعية ودونما استئثار أو اقصاء.نستثمر على الانسان نثق به شريكا وليس خادما ونعمل من اجل غدا افضل لاجيالنا ونصون اوطاننا. *بقلم حسن فقية نائب رئيس الأتحاد العمالي العام في لبنان عضو مجلس ادارة منظمة العمل العربية