متفرقات > لقاء «البيال»: «التغيير وانتخاب رئيس جمهورية»
الوفاء : 2015-06-26 -
صرخة بوجه السلطة السياسية لوقف الانتحار الجماعي نظمت الهيئات الاقتصادية والمجتمع المنتج في لبنان لقاء في مجمع البيال تحت عنوان «نداء 25 حزيران» أطلقت خلاله صرخة بوجه السلطة السياسية لوقف الانتحار الجماعي. استهل اللقاء رئيس جمعية «بادر» النائب روبير فاضل، فقال: «نعم، خلافاتنا وارتباطاتنا وأنانياتنا أوصلت البلد لحالة انتحار جماعي. لبنان لن يبقى إن لم نغير ثوابت من أدائنا السياسي والمالي ... لبنان لن يعيش اذا الدولة والمجتمع المنتج لم يضاعفوا جهودهم لتأمين حد أدنى من التضافر الاجتماعي لمعالجة ظاهرة الفقر المدقع». أما رئيس الهيئات الاقتصاديّة عدنان القصار فأكد أن اللقاء هو من أجل التحذير من الوضع السلبي الذي يمرّ به الاقتصاد اللبناني، مشيرا الى أن بقاء الأمور على ما هي عليه اليوم، سوف يولد انفجارا اجتماعيا في الشارع الذي يغلي في الأساس. إنّ المطلوب اليوم هو تفعيل عمل المؤسسات الدستوريّة، وذلك يبدأ أولا بالنزول إلى المجلس النيابي، وانتخاب رئيس للجمهورية بأقرب فرصة ممكنة. ومن ثمّ يستكمل بفتح مجلس النوّاب أمام العمل التشريعي، حيث للأسف خسر لبنان نتيجة غياب التشريع تمويلا خارجيّا في غاية الأهميّة». ثم تحدث رئيس «غرفة بيروت وجبل لبنان» محمد شقير الذي قال «القصر الجمهوري مقفل، والدولة بلا رأس منذ 13 شهرا، من دون ان تلوح في الأفق أي بارقة أمل لإنجاز هذا الاستحقاق المصيري، وهذا ما يجعل الخوف يدب في القلوب من وجود مخطط لإلغاء الرئاسة من قاموسنا وبالتالي قتل الجمهورية. مجلس النواب مشلول، وإنتاجيته معدومة. أما الحكومة، فهي أيضا تسير على الدرب نفسه، فالخلافات على أشدها بين أهل الحكم»، مناشدا أهل السياسة «لا تتأخروا، أسرعوا وانتخبوا رئيس الجمهورية». اعتبر رئيس الاتحاد العمالي العام انه «ما كان لهذا الوضع أن يدرك هذا الحدّ الخطير لو كانت ممارستنا لنظامنا السياسي - الجمهوري والديموقراطي مستقيمة». رافضا أن «يبقى مصيرنا رهينة المصالح الفئوية والأنانية الضيّقة لأهل السياسة...». رئيـس جمعية تجار بيروت نقولا شماس ألقى كلمة، مما جاء فيها «لن يسـتقيم الوضع قبل أن تُكتب الغلبة للمجتمع المنتج على القِوى المعطلة والمُعرقلة. وأملُنا أنّ يـؤدّي نـداء 25 حزيـران إلـى يقظة ضميـر جماعية، لا سـيما عنـد تلـك القِـوى. ويقينُنـا أن تحرّكنـا الاعتراضـي هـذا هـو باكـورة المسـار الـذي لا بـدّ أن يـؤدّي إلـى إنقـاذ الوطـن وقيامـة الاقتصـاد». أما رئيس مجلس إدارة جمعية مصارف لبنان د. فرنسوا باسيل فشدد على ثوابت: «نحن أم الصبي، لسنا مسترزقين ولا طفيليّين، وواجبنا بل حقّنا أن نُعلي الصوت، وأن نطلق صرخةً مدوّية، تُضاف الى صرخات العديد من المقامات الروحية والجمعيات المهنية والهيئات النقابية والاقتصادية والإعلامية، لرفض استمرار التسيّب الحاصل في البلاد. ثمّة ضرورة ملحّة لمعالجة عدد من الملفّات، الحيوية والحسّاسة، كملفّ الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، ومؤسّسة كهرباء لبنان، والاتصالات والطاقة والنفط، وانضمام لبنان الى منظمة التجارة الدولية، وإحياء المجلس الاقتصادي والاجتماعي». وأشار نقيب المحامين جورج جريج الى ان «دولتنا تحسن الضيافة وتكرم الوافد، لكنها دولة قاصرة في الحماية، حماية الأمن السياسي، وحماية الامن الاجتماعي. فالعمالة الأجنبية تنتشر كالفطر وخارج سقف القانون. فهي قاصرة في حماية الاقتصاد اللبناني، فكان غزو غريب في كل القطاعات، وكان تراجع رهيب في الزراعة والصناعة والسياحة بنسب تتراوح بين 37 و44 بالمئة. فقط مرفق وحيد أصابه الارتفاع، هو مرفق الفقر والعوز والبطالة». أما رئيس غرفة صيدا والجنوب محمد صالح فلفت الانتباه من جهته الى الخطر الذي بات يهدّد لبنان ومصيره ومستقبله ومستقبل أبنائه ويقضي على كلّ مقوّمات الحياة فيه من خلال التدهوّر الاقتصادي الذي بدأ يصيب كلّ القطاعات المنتجة في لبنان من دون استثناء. وذلك جرّاء الإمعان في سياسة التعطيل للمؤسسات الدستورية والتشريعية، والاستمرار بحالة الفراغ في موقع رئاسة الجمهورية. المطلوب من جميع الأطراف السياسية الاتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية بأقصى سرعة ممكنة. وكانت كلمة لنقيب الاطباء في بيروت انطوان البستاني سأل فيها: «أيها اللبنانيون، ماذا دهاكم؟ نريد رئيساً للجمهورية ورأساً لها اليوم قبل الغد، يجمع الأوصال ويرمم المؤسسات، رأس سوي، سليم، ثاقب الرؤية صلب الإرادة، نظيف الكف والأخلاق نختاره نحن ولا يفرض علينا هبوطاً في مظلة كما كاد العرف أن يقضي. أيها اللبنانيون، الخلاص للجميع أم الانتحار الجماعي؟ خيارنا سيدلّ على مستوى رقيّنا وسلامة تفكيرنا». وتحدثت الاميرة حياة إرسلان بدورها، فقالت: نحن كمجتمع مدني ندعو النواب لاعتماد نموذج روبير فاضل بـ «حمل راية المصالحة مع الوطن» بمباشرة الإنقاذ وذلك بانتخاب رئيس للجمهرية واستتباع الانتخاب بإقرار قانون انتخابات عصري عادل يعتمد النسبية. انتظام المؤسسات هو الحجر الأساس فلنضعه معاً لأن الشغور الرئاسي تعطيل المؤسسات. واعتبر رئيس نقابة المهندسين في بيروت خالد شهاب ان لبنان اليوم يعيش مرحلة صعبة على الصعد كافة، فهو امام مفترق خطير، أن الإحصاءات أظهرت تراجعاً يفوق الـ20 في المئة عن نصف السنة الأولى تقريبا أي ما يعادل أكثر من 35 في المئة حسب التقديرات الأولية في السنة، والتي تترجم حالة غير مألوفة، لا سيما أنه خلال حروب سابقة كانت الأمتار في تزايد دائم. كما يتبين لنا أيضا تراجعا في القطاع الزراعي وما يعانيه من مشاكل وهو يُساهم بقرابة 7 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، ويؤمن دخلا لحوالي 15 في المئة من السكان. وأكد رئيس جمعية الصناعيين فادي الجميّل «أطلقنا مبادرات تلو الاخرى، وآخرها: إطلاقنا خطة إنقاذية اقتصادية واجتماعية متكاملة، للخروج من اوضاعنا الصعبة، فيما لو أقررناها لكنّا في وضع يسمح بخلق 20 الف فرصة عمل سنويّاً مع رفع دخل الفرد. لقد تراجعت صادراتنا على مدى السنوات الاخيرة ولم نسلّط الضوء الا على قدراتنا، وأكدنا ان عدم انهيارها في ظل ما يحدث من اضطرابات في المنطقة هو دليل على قدرات الصناعيين. ورأى نقيب الصيادلة ربيع حسونة من جهته «أننا أصبحنا على وشك الانتحار، نعم الانتحار، وهذا الانتحار لا يفرّق بين طائفة وأخرى او حزب وتيار، كمن ينتظر موتاً رحيماً او معجزة تنشله من القهر اليومي، وانسداد الافق واحتضار أحلامه المشروعة بحياة تذخر بالكرامة والعمل الخلاّق وبنخب تعي أن السياسة هي في خدمة الناس وبناء الاوطان وتحقيق العدالة». أما رئيس اتحاد المؤسسات السياحية بيارالأشقر فاستشهد بكلام القديس يوحنا بولس الثاني الذي قال «لبنان أكثر من وطن إنه رسالة»، وسأل أين الدولة والمؤسسات؟ أين السياسة والقيادات؟ وقال: وطن بلا رأس عاجز عن انتخاب رئيس للجمهورية، شلل في مجلس النواب وعجز عن إصدار قوانين، تعطيل جزئي لمجلس الوزراء وتخلّف عن إدارة مشكلات الناس والقطاعات.
