متفرقات > سعد الدين حمدى صقر يوجه نداء إلى الإتحادات النقابية والعمالية العربية
أمين عام الاتحاد العمالى العام فى لبنان سعد الدين حمدى صقر يكتب لوكالة أنباء العمال العرب ويوجه نداء إلى الإتحادات النقابية والعمالية العربية وصناع القرار قبل فوات
الوفاء :30-6-2015
تكاد بلادنا العربية من دون استثناء أن تغرق فى بحر من الدماء والدمار يوما بعد يوم، بالامس ضرب الارهاب المنفلت من القيم الانسانية الكويت بين المصلين فى احد بيوت الله فى الشهر الفضيل وضرب فى اليوم نفسة الضيوف الامنين على درة الساحل التونسى فى مدينة سوسة وقبلة فى المملكة العربية السعودية واليمن ومنذ ساعات حاول اغتيال النائب العام المصري ....ومن دون ان ننسى اصل الارهاب المقيم الدائم فى فلسطين منذ عقود سبعة،ونحن دولا وحكومات واحزابا وهيئات مجتمع مدنى وحركة نقابية عمالية عربية نقيم فى عجزنا او تقصيرنا بينما يبشرنا المجرمون وشذاذ الافاق بأن الاتى أعظم وهو كذلك إذا لم نبادر.نعم إن الحكومات والحكام تتحمل المسؤولية الاولى فى المواجهة ..نعم إن الحكومات والحكام تتحمل المسؤولية الاولى فى مواجهة إنهيار مجتمعاتنا بهذه السرعة والدرجة المريعة.نعم إن الغرب الاستعمارى فضلا عن الكيان الصهيونى واجهزة المخابرات العالمية تستبيح حياتنا ومستقبلنا وارواح الابرياء فى بلادنا.لكننا نحن لم نبادر ولم نرتق يوما كمسؤولين فى الحركة النقابية العربية ازاء هذا الوضع الخطير.لا نزال نردد ما تقولة حكوماتنا وانظمتنا ونكتفى بالشجب والاستنكار ونتبادل التعازى بشهدائنا، ونكرر نفس الكلام عند كل مجزرة بانتظار مجزرة جديدة.لم يعد ذلك كله مقبول فاما أن نبادر الى اعمال تنفع الناس وترضى الضمائر ونرتفع الى حدود هذه المسؤولية التاريخية ونستقيم وأما ان نستقيل.لم تعد تنفع انصاف الحقائق وانصاف الكلام أمام هو ما يجرى وما ينتظرنا.لم يعد من المقبول ان تقتصر اجتماعاتنا ولقاءتنا على تبادل المجاملات والتحيات فيما تنحدر مجتمعاتنا الى هذه الهاوية السحيقة.يجب أن نبادر، وأن نبحث فى الاسباب الجذرية لما يحدث من كوارث، لا أن نتلقى النتائج الدموية ووعود الحكومات فحسب.الارهاب فى بلادنا له اسباب داخلية نتحمل مسؤولياتها جميعا بدرجات متفاوتة واسباب خارجية يتحمل مسؤولياتها الارتباطات الخارجية لدولنا وأفتقاد استقلاليتنا وارتهان ثرواتنا وإقتصادنا وتبديد مواردنا.اننا مطالبون كحركة نقابية عربية وضمن حدود طاقتنا ومسؤولياتنا بالمسارعة الى لقاء جامع فى أى مكان واسرع زمان ولا إطار تنظيمى رسمى يؤطره سوى الدم النازف فى بلادنا ولا هدف له سوى المساهمة فى وقف النزف والدمار ولا جدول اعمال سوى ذلك.نحن مطالبون بالبحث فى مواجهة جذور الارهاب فى مجتمعاتنا بقضايا البطالة المولدة للفقر بالفقر المولد للياس والتهميش وجعل شبابنا وابناءنا لقمة سائغة للتنظيمات الارهابية التكفيرية بالبحث عن اسباب افتقاد الحريات العامة وانعدام الديمقراطية فى غالبية بلداننا اذا لم يكن جميعها. نحن مطالبون بوضع خطط لمواجهة الاستبداد المولد للارهاب والجهل الناتج عن تراجع التربية والتعليم وتدنى مستواه فى مدارسنا وجامعاتنا، مطالبون بمواجهة المتاجرة بالدين والتفريق بين الاديان والمذاهب والطوائف والملل ورفض الاخر المختلف فى الفكر والقومية ... إلخ..نحن مطالبون بممارسة الاستقلالية النقابية الحقيقية بالقول وبالفعل، بالبرنامج والتنفيذ والممارسة...إن كل هيئاتنا وجميع مناصبنا ومراكزنا لا تساوى نقطة دم واحدة لطفل أو برئ فى ارضنا بل لا تساوى ثروات الارض جميعا. فهل نبادر؟ هل نفعل؟ أم نستحق لعنه الحاضر، وعن جدارة؟ **بقلم أمين عام الاتحاد العمالى العام فى لبنان سعد الدين حمدى صقر
