.وكالة أنباء العمال العرب تنشر تفاصيل اللقاء التاريخي بين الأمين العام للإتحاد الدولي لنقابات العمال العرب ومدير عام منظمة العمل الدولية:"غسان غصن"و"غاي رايدر"يفتحان صفحة جديدة من التعاون لمواجهة التحديات التي تواجه عالم العمل والعمال عربيا ودوليا
وكالة أنباء العمال العرب/جنيف: 8-6-2016
بعد نجاح لقاءاته مع ممثلي وقيادات منظمة العمل الدولية عربيا ودوليا ،وعلى رأسهم الدكتورة المتميزة ربا جرادات المدير الإقليمي لمنظمة العمل الدولية ، بالمكتب الإقليمي للدول العربية،و السيد نظام قاحوش مسؤول الانشطة العمالية لمنظمة العمل الدولية في المنطقة العربية،التقى السيد غسان غصن الأمين العام للإتحاد الدولي لنقابات العمال العرب،مع السيد "غاي رايدر" المدير العام لمنظمة العمل الدولية ،على هامش فعاليات مؤتمر العمل الدولي بدورته 105 المنعقدة حاليا في مدينة جنيف السويسرية ،ذلك المؤتمر الذي يناقش، من 30 أيار /مايو الى 10 حزيران/يونيو، بحضور ممثلين عن الحكومات، ومنظمات أصحاب العمل والعمال من 187 دولة سلسلة من القضايا الخاصة بعالم العمل وتتضمن سلاسل التوريد العالمية، والعمل اللائق من أجل السلام والأمن والقدرة على مواجهة الكوارث، فضلاً عن الآثار المترتبة عن إعلان منظمة العمل الدولية بشأن العدالة الاجتماعية من أجل عولمة عادلة،والتعديلات الخاصة بقانون اتفاقية العمل البحري ،ومراجعة تقرير المدير العام حول الفقر.. اللقاء إتسم بالمصداقية ،ورغبة كل منهما مد جسور التعاون في كافة المجالات،و فتح صفحة جديدة في العلاقات ،خاصة وأن كلا منهما يمثل منظمة عريقة تضرب بجذورها أعماق التاريخ والملفات ..فـ"رايدر" هو مدير عام منظمة العمل الدولية التابعة للأمم المتحدة التي تأسست في عام 1919 ومقرها مدينة جنيف في سويسرا،كرد فعل على نتائج الحرب العالمية الأولى وتأثرت بعدد من التغييرات والإضطرابات على مدى عقود ثلاث، وتعتمد على ركيزة دستورية أساسية وهي أن السلام العادل والدائم لا يمكن أن يتحقق إلا إذا استند على العدالة الاجتماعية..وفي عام 1969، تلقت المنظمة جائزة نوبل للسلام لتحسين السلام بين الطبقات، والسعي نحو العدالة للعاملين، وتوفير المساعدة التقنية للدول النامية ..وتنظم منظمة العمل الدولية مؤتمر العمل الدولي في جنيف في شهر يونيو/حزيران من كل عام تحضره اطراف الانتاج الثلاثة من حول العالم من حكومات أصحاب عمل وعمال هم اعضاء المنظمة...أما "غسان غصن" فهو يمثل الإتحاد الدولي لنقابات العمال العرب صاحب العمق التاريخي ،والمعروف بقيمه وأفكاره القومية ،والذي تأسس منذ الرابع والعشرين من شهر آذار (مارس) 1965 ،وكانت ومازالت أهدافه واضحة كالشمس،ومضيئة كالقمر ،كأداة تنظيمية للطبقة العاملة العربية في كفاحها القومي من اجل التحرر الوطني والاستقلال، وفي نضالها من اجل الوحدة العربية، وفي طموحها المشروع لإحداث التحولات الاجتماعية في الوطن العربي والانتصار لقضايا الحقوق والحريات النقابية ولحق التنظيم... وبحجم هذا العمق التاريخي ،كانت أهمية اللقاء ،الذي وجه فيه "غسان غصن" التحية والتقدير "لغاي رايدر" على نجاح الدورة 105 لمؤتمر العمل الدولي المنعقدة الأن ،وعلى ما تحويه من معلومات وتقارير خطيرة ،هي بمثابة روشتة لإنقاذ عالم العمل من الفقر والبطالة ،وتحقيق العدالة والمساواة ،ومواجهة العولمة المتوحشة ،وايضا فضح ممارسات الإحتلال حسبما جاء في تقرير "رايدر" هذا العام عن الفقر والبطالة في الاراضي العربية المتحلة بسبب "الإحتلال الإسرائيلي" ..وأثنى "غصن" على التقرير العام عن الفقر والافكار والارقام التي طرحها المدير العام وكانت ومازالت محور مناقشات المؤتمر الدولي الذي يأخذ بعين الاعتبار ثلاثة اهداف محددة اولها (تنوير الهيئات المكونة بشأن انعكاسات برنامج عام 2030 على العمل اللائق والتحديات التي تطرحها) والثاني (الدعوة الى مشاركة الهيئات المكونة مشاركة كاملة وملتزمة في تنفيذ البرنامج) والثالث (التماس المشورة من الهيئات المكونة حول ما يتعين ان تقوم به منظمة العمل الدولية..) وأضاف أمين" العمال العرب" للرجل الأول في المنظمة الدولية أنه قادم الأن من مجتمع عربي ،هو جزء أساسي من العالم ،ويعاني نفس مشاكله ،من نوعية البطالة التي وصلت الى اكثر من 20 مليون عاطل عربي،بخلاف الإرهاب وأثاره على العمال والإنتاج ،إضافة الى ظاهرة الهجرة ،حيث رصدت منظمة الهجرة الدولية مليون مهاجر عربي معظمهم في عمر الشباب من المنطقة العربية الى اوربا عبر البحار ،هربا من الارهاب الذي يجب على العالم التكاتف لمواجهته لأنه يطال الجميع بلا إستثناء ..وقال"غصن" ان هذه الظواهر التي تهدد عالم العمل في ارجاء العالم وليس عند العرب فقط ،تفرض على منظمة العمل الدولية التعاون ،ومد جسور الانشطة المشتركة ،والاستفادة من خبرات المنظمة الدولية خاصة الفنية والتدريبية ،وأكد "غصن" ان الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب يفتح ذراعية للتعاون من أجل مصالح العمال العرب ،وأيضا إنقاذ عالم العمل الدولي من الفقر والارهاب والبطالة التي طالما حذرت منهم منظمة العمل الدولية وحثت صناع القرار في العالم الى التصدي لهم ..وقال "غصن" أن "إتحاده" الذي يضم في عضويته ملايين العمال العرب هم جنود الانتاج ،عن طريق منظماته الكبيرة المنتشرة في كل البلدان تبعث بتحية تقدير لمنظمة العمل الدولية وقياداتها على نجاح هذا المؤتمر الدولي الذي يحضره اكثر من 5000 شخص يمثلون عالم العمل في العالم ،معلنا عن ثقته ان هذا اللقاء سيكون بداية جديدة بين "المنظمة" و"العمال العرب".. من جانبه رد "غاي رايدر" على تلك المقدمة المتميزة للسيد غسان غصن معلنا عن تهنئته على فوزه كأمينا عاما على الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب خلال إنتخابات اجريت في المؤتمر العام الثالث عشر للإتحاد ،وأكد على ترحيبه بمد جسور التعاون ،وان منظمة العمل الدولية هي الاخري تفتح ذراعيها لخدمة العمال العرب ،وللجميع طالما الاهداف واحدة والطموحات مشتركة ..ووجه "رايدر" الشكر"لغصن" على مشاركته الفعالة في المؤتمر بجنيف ،وعلى رؤيته التي طرحها ،والمامه ووعيه بالمخاطر التي تهدد العالم والخاصة بمشكلات العمل والفقر واثارهم ،مؤكدا على أهمية تقريره العام هذه الدورة عن الفقر ،موضحا على ان أهمية اسهامات ممثلي الحكومات واصحاب العمل والعمال لكونها "ذات اهمية حاسمة في بلورة (مبادرة القضاء على الفقر) التي سبق وأرسيت بإعتبارها الوسيلة التي ستقوم من خلالها منظمة العمل الدولية بالدفع بهذه المبادرة قدما"..وقال "رايدر" انه حريص على ان يسهم المشاركين في المؤتمر على الاعراب عن وجهات نظرهم "على نحو صريح وملموس بشأن هذا الموضوع الذي يحتل بوضوح لا لبس فيه مركز الصدارة في مسؤولية منظمة العمل الدولية التي ما فتئت سعيا الى تحقيق العدالة الاجتماعية".واكد ان "المنظمة " تولي مبادرة مكافحة الفقر اهمية كبرى لقناعتها بأن الفقر لا يحدث ببساطة في عالم العمل بل ان عالم العمل واسواق العمل هي التي تولد الفقر او تبين على الاقل انها غير ملائمة للتخلص منه"،مشددا على ان برنامج 2030 يؤكد ان نشاط الدول "امر اساسي" لانجاحه من خلال التعاون مع منظمة العمل الدولية لوضع استراتيجيات متماسكة للتنمية المستدامة ومملوكة على المستوى الوطني تساندها اطر تمويل وطنية متكاملة. كما ركز على ضرورة دعم الاستراتيجيات الوطنية من خلال اجراءات دولية ملائمة بوسائل منها تشجيع (نظام التجارة العالمية) ونظم نقدية ومالية تتسم بالتجانس وبدعم بعضها البعض. وفي نهاية اللقاء أكد"رايدر" و"غصن" على تطابق كبير في وجهات النظر والاهداف والطموحات المستقبلية وكلها عوامل تجعل من التعاون بين المنظمتين أمرا حتميا وضروريا في هذه المرحلة الحساسة من العالم.. جدير بالذكر أن تقرير المدير العام يستند الى الاحصائيات التي رصدت خلال عام 2015 وجود حوالي 327 مليون عامل يعيشون في فقر مدقع و967 مليون شخص يعيشون في فقر متوسط او على حافة الفقر في الدول النامية وذات الاقتصادات الناشئة على حد سواء.كما اشار التقرير الى وجود ارتفاع في معدلات الفقر في الدول ذات الاقتصادات المتقدمة في الفترة ما بين عامي 2006 و 2011،كما يكشف بين صفحاته عن نسبة البطالة التى تخطت الـ200 مليون عاطل حول العالم.
|